تستكمل جريدة "الشعب" ، عرض حلقات فضيلة الشيخ "هاشم إسلام" عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ، والتى يتحدث فيها عن فضل الأيام العشر ، وعن أحكام فريضة الحج ومناسكها ، بالتزامن مع العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ، والتى صنفها العلماء أنها خير أيام الله ، مساهمة منا في زيادة الوعي الديني لدى الأمة ، رزقنا الله وإياكم حج بيته الحرام. وفى استكماله لشرح مناسك الحج ، قال فضيلة الشيخ "هاشم إسلام" عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ، أن الحج له مواقيت زمنية وهى أشهر الحج "شوال وذي القعدة والعشر الأوائل من ذي الحجة" ، مكذلك لها مواقيت مكانية وهي مكةالمكرمة وما بداخلها من مشاعر كالمسجد الحرام والمسعى بين الصفا والمروة ومزدلفة والوقوف بعرفات ورمي الجمار وطواف الإضافة وغيرها. وأوضح عضو لجنة الغتوى بالأزهر الشريف أن "الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين مواقيت الدخول لمكة ، مبينًا أن العبرة ليست بجنسية من يقصد الحج ، بل العبرة بمكان دخول مكةالمكرمة". المواقيت المكانية خمسة ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة وهو المسمى اليوم أبيار علي وهي على بعد ثلاثة عشرة كيلو مترًا من المسجد النبوي وتبعد من مكة مسافة 420كيلو مترًا وهو أبعد المواقيت من مكة. الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر بنص أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبعد عن البحر الأحمر عشر كيلو مترات وهي قرية خراب الآن تلي رابغ التي يحرم منها الناس اليوم ورابغ قبل الجحفة بقليل وتبعد عن مكة 186 كيلو مترًا ويحرم منها أهل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر والسودان وبلاد المغرب وشمال إفريقيا ومسلمي أوروبا وبعض مدن شمال السعودية. قرن المنازل: ميقات أهل نجد وهي التي تسمى اليوم السيل الكبير وتبعد عن مكة 78 كيلو مترًا ويشمل ذلك أيضًا وادي محرم الذي في طريق الهدي بالطائف لأنه من قرن المنازل ويُحرم منه كثير من الحجيج وهو على 75كيلو مترًا من مكة وهذا الميقات يحرم منه حجاج المشرق من نجد وبلاد الخليج والعراق وإيران. يلملم: وهو ميقات أهل اليمن وهو واد عظيم ينحدر من جبال السراة إلى تهامة ومجراه ممتد من الشرق إلى الغرب حتى يصب في البحر الأحمر ويبعد عن مكة 120كيلو مترًا وله طريق قديم يمر بقرية من يلملم اسمها السعدية تبعد عن مكة 92كيلو متر والإحرام من أيهما صحيح وهذا الميقات يمر منه حجاج اليمن وإندونيسيا وماليزيا والصين والهند وحجاج جنوب آسيا. ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق وهو منصوص عليه بأحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم- على الراجح الذي رجحه جمهور المحدثين وإن قال بعضهم إنه من اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه محاذاة لقرن المنازل لكن الصحيح أنه بنص النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقع شرقي مكة على بعد مائة كيلو متر ولا يوجد اليوم عليها طريق فهي ميقات مهجور. وأكد الشيخ "هاشم إسلام" ، أنه لا يجوز لأحد أن يؤخر الإحرام إلى ما بعد مجاوزة الميقات وإلا لزمه الدم (ذبح شاة أو سبه بدنة أو سبع بقرة) ، والمحرم قبل الميقات ضيق على نفسه ما وسعه الله عليه وقد يتعرض بما لا يؤمن أن يحدث له في إحرامه. وفي باب الإحرام ، فقد اكد فضيلة الشيخ "هاشم إسلام" عشو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ، أن الإحرام هو نية وتلبية ، ويكون من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان. وعن أداب الإحرام ، قال: "يجب على الحاج أن يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل ، ويقص أظفاره ويزيل عانته ، يغتسل ويتوضأ ، ويلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل ، يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة". وأختتم فضيلة الشيخ "هاشم إسلام" عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ، بالتأكيد على أن الله -عز وجل- لا يحاسب على نية السوء إلا في المسجد الحرام ، محذرًا من خطوات الشيطان ووسوسته أثناء الحج.