"القطريون يبنون مساجد على أعلى طراز وبشكل واسع فى البلاد وبالأخص فى البحيرة، لازم نلحق المصيبة دى".. هكذا تحدثت احدى نائبات برلمان العسكر، محذرة من بناء المساجد على يد رجال أعمال وجمعيات خيرية قطرية وبمشاركة مصرية، ليعلنوا الاستنفار داخل لجنة الأمن القومى بالبرلمان، واصفين الأمر أنه تمدد للإرهاب. فقد أصبح بناء المساجد والأعمال الخيرية فى مصر تمهيدًا لإرهاب قادم، حسب قول النائبة، ولكن لم يكن هذا كل شئ، بل إن الخطب التى لا تُشرف عليها وزارة الأوقاف بين النساء، ودور الجمعيات الشرعية بات اكثر إرهابًا من المساجد، حسب حرب شنها أعضاء لجنة الأمن القومى ببرلمان العسكر أمس الثلاثاء. وعن دور صحيفة اليوم السابع، فقد أبرزت الأمر كأنه حرب نووية أو طوفان سوف يقضى على مصر والإسلام، فبناء المساجد والدور الخدمى للجمعية الشرعية والمواطنين، يرونه خطرًا يجب مواجهته، وكأننا نسينا أن هوية الدولة إسلامية، وأن تلك الأمور هى من أبجديات تعامل الدولة، التى يتم محاربتها منذ الانقلاب العسكرى بالبلاد. بناء المساجد أصبح "مصيبة" فى مصر العسكر واتجهت صحيفة "اليوم السابع" والنائبة ببرلمان العسكر، إلى الإسفاف الشديد والمرفوض، حيث أنهم حاولوا تصوير الأمر وكأنه أكبر خطورة على البلاد، ففى الوقت الذى يتم فيه بناء الكنائس على حساب المؤسسة العسكرية والأموال الخارجية، يتم رفض بناء المساجد بأموال إسلامية ولوجه الله-جل وعلا- فقط. وقالت النائبة أمل زكريا، عضو مجلس نواب العسكر عن البحيرة: "فيه جوامع بتتبنى بشكل واسع من قبل القطرين، على أعلى طراز، وبقى ليهم رِجل فى المكان عشان معاهم فلوس". الحضانة أيضًا خطر على مصر العسكر وشددت أمل زكريا، فى كلمتها خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أمس الثلاثاء، برئاسة اللواء كمال عامر، لمناقشة جهود الدولة والإجراءات التى تتخذها لمواجهة "الإرهاب" بشكل شامل، على أهمية إضافة مادة التربية الدينية للمجموع فى كل المراحل الدراسية، محذرة من بعض حضانات الأطفال التى لا توجد أى رقابة عليها، ويتم من خلالها بث السموم الفكرية. من جانبها، حذرت النائبة منى منير، من خطورة الداعيات المنتشرات فى مساجد المناطق العشوائية والبسيطة، ممن يعطين دروسا بعد خطب الجمعة، وكذلك من دور الجمعيات الشرعية وأنشطتها، قائلة: "روحوا شوفوا الجمعيات الشرعية فى المناطق البسيطة بيعلموا للشباب إيه، بيتم خلط الدين بالعمل المجتمعى". البرلمان يُحذر أيضًا من خطيب "الأجرة".. ألم يعرف أن الوزارة هى من ترفض تعيينه؟ وفى إهانة بالغة للخطباء الغير معينيين، والذين لا يدخرون جهدًا فى أداء مهامهم داخل المساجد التى لا تشرف عليها الأوقاف وتبث سموم النظام من خلالها، قال النائب محمد كساب، أنه لا بد من إشراف وزارة الأوقاف على عدد كبير من المساجد، مطالبا الوزارة بتعيين خطباء لكل المساجد، حتى لا تتركها خطيب "الأجرة" الذى لا تستطيع السيطرة عليه.
الأزهر والكنيسة ومراكز الشباب.. البرلمان ينتقد ولا يقف على الفساد المميكن داخل المراكز الرياضية وفى السياق ذاته، انتقد النائب أحمد إسماعيل، ما أسماه غياب دور الأزهر والكنيسة داخل المراكز الثقافية وماركز الشباب، لمواجهة ما أسماه الفكر "المتطرف"، ولا يعلم أحد ما دخل الكنيسة فى دولة هويتها إسلامية خالصة؟، أسوف تذهب وتدعو إلى المسيحية هناك؟. الأمر الأهم من تلك الدعوة الباطلة من عضو البرلمان، هو أن الفساد الكبير داخل مراكز الشباب من قِبل المسئولين المشرفين عليها هو الأولى بالمواجهة، وهو التطرف بعينه، فإن انتهى فسوف يكون هناك مجتمع شبابى صحى متكامل، تستطيع الدولة الاستفادة منه بكل الطرق، لكن مراكز الشباب أصبحت كل مهامها الآن، هى استقبال الشباب "لتأجير ملاعب كرة القدم فقط".