أصدرت جامعة المنيا ، قرارًا عشوائيًا ، بهدم مستشفى المنيا الجامعي ، مما أثار حالة من الغضب بين المرضي والعاملين بالمستشفي ، حيث شمل القرار إخلاء مباني المستشفى كافة من المرضى ، وتوزيع المرضى على بقية مستشفيات وزارة الصحة بالمحافظة ، وهو ما يعني الضرر البالغ لعديد من المرضى والأطباء. وفوجئ المسؤولون الإداريون عن المستشفى في أول مارس الجاري بوجود أخطاء هندسية في أعمال الترميم التي أجريت مؤخرًا بالمستشفى؛ حيث ظهرت بعض التصدعات والاهتزازات المواكبة لتحركات المعدات داخل المستشفى في الأسقف والجدران، وهو ما أثار قلق المسؤولين؛ فتم اتخاذ القرار من قبل جامعة المنيا بالإخلاء والهدم الفوري. ويعتبر المستشفى الجامعي الملجأ والملاذ الأخير للمرضى بعد إغلاق مستشفيات الصحة أبوابها في وجوههم؛ لعدم القدرة على استيعاب الأعداد أو تقديم الرعاية الصحية. الفساد يأكل المستشفى ويعاني المستشفى الجامعي بمحافظة المنيا من الإهمال والفساد الإداري لمباني آيلة للسقوط منذ فترة ؛ وهو ما جعل قرار الإخلاء والهدم صادرًا دون دراسة أو تقديم بدائل واضحة للمرضى والأطباء. ويظهر هذا المستوى من الإهمال في تجمعات المرضى على طرقات المستشفى أثناء الدخول، بالإضافة إلى مرافقيهم الذين يسعون جاهدين إلى جمع الأدوية والتوسل للأطباء بالاهتمام بهم، وهو ما يظهر جليًا خلال زيارة عادية للمستشفى. ويرجع ذلك إلى انهيار القدرة الاستيعابية للمستشفى منذ ما يقارب الثلاث سنوات، فضلًا عن افتقار المستشفى من الأساس للإمكانيات وانعدامها في بعض الأحيان. ويعد المستشفى الجامعي أقدم هذه المستشفيات، تم إنشاؤه في بداية السبعينيات؛ حيث يضم المباني "أ، ب، ج، وملحق ب، وملحق ج" والمبني التعليمي وسكن الأطباء والمبنى الإداري. وبينت مصادر من داخل المستشفي أنه قد تم إخلاء المبني "ج"، وهو يمثل 55% من قوة المستشفى، في حين بدأت بعض التداعيات تبدو على مبنى "ب"؛ فتم إخلاؤه فورًا وعمل بعض الترميمات. إلا أن اهتزازًا للسقف أثناء تحريك جهاز طبي أثار قلق المسؤولين الإداريين وتم إبلاغ الاستشاري الهندسي، وبعد المعاينة أوصى بالإخلاء الفوري لجميع مباني المستشفى، وتم إغلاق مباني المستشفى كاملة والبداية في الهدم وتوزيع المرضى على بقية مستشفيات الصحة الحكومية، منها ما يبتعد عن مقر المستشفى الجامعي في وسط المدينة ب15 و20 كيلو مترًا؛ على الرغم من انعدام الإمكانيات بها وعدم القدرة على استيعاب هذه الأعداد.