يواجه مرشح الرئاسة الفرنسية نيكولا ساركوزي أزمة حقيقية في علاقته مع المسلمين وذلك إثر رسالة تأييد منه للرسوم المسيئة للرسول كشفت عنها مجلة فرنسية. وأثارت مجلة شارلي ابدو الاسبوعية اثناء نظر محكمة فرنسية في دعوى أقامتها ضدها جماعات مسلمة لنشرها رسوما مسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) الدهشة باظهار خطاب تأييد لها من المرشح الرئاسي نيكولا ساركوزي. وكتب وزير الداخلية المحافظ ساركوزي الذي ساعد في تدشين المجلس الفرنسي الاسلامي في رسالة قرأها محامي المجلة «أفضل الافراط في الرسوم الكاريكاتورية عن فقدانها » واثار خطاب المرشح الرئاسي الذي يتصدر سباق الرئاسة والذي تعد وزارته مسؤولة عن الشؤون الدينية رد فعل غاضبا من جانب احدى جماعات مسلمة ثلاث تقاضي المجلة. وقال عبد الله ذكري من المسجد الكبير في باريس للصحفيين خارج المحكمة التي تنظر القضية يومي الاربعاء والخميس -ينبغي عليه ان يظل محايدا.- وسيصدر الحكم في موعد لاحق. وعقد المجلس الاسلامي الفرنسي اجتماعا طارئا في وقت لاحق الاربعاء ودعا بعض الاعضاء الى الاستقالة احتجاجا على ذلك. ولكن زعيم المجلس دليل بوبكر قال انه لن يتخذ قرار الان. وساركوزي الذي جمع مجموعات مسلمة متنافسة معا عام 2003 لتشكيل المجلس الاسلامي ليمثل الاسلام في فرنسا اشار الى انه كان دوما -هدفا مفضلا- لمجلة شارلي ابدو لكنه أيد -حق الابتسام على أي شيء.- وقام المسجد الكبير في باريس ورابطة العالم الاسلامي واتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية بمقاضاة المجلة لاعادتها نشر رسمين كانت نشرتهما صحيفة دنمركية ضمن رسوم اثارت اعمال عنف في العالم الاسلامي العام الماضي خلفت 50 قتيلا كما نشرت المجلة رسما ثالثا خاصا بها. وقالت جماعات مسلمة ان الرسم الذي يصور النبي محمد وقنبلة في عمامته اهانة لكل المسلمين اذ يشير الى انهم جميعا ارهابيون كما فعل رسم مجلة شارلي ابدو الذي صور النبي محمد يرد على متشددين اسلاميين بعبارة « من الصعب أن يكون المرء محبوبا من قبل حمقى» . وقال الحاج التهامي ابريز رئيس اتحاد المنظمات الفرنسية للمحكمة - هذا هجوم على المسلمين -. وتابع - بدا وكأن النبي علم المسلمين الارهاب ومن ثم فكل المسلمين ارهابيون- . وقال فيليب فال ناشر مجلة شارلي ابدو انه نشر الرسوم في فبراير شباط 2006 بعد فصل رئيس تحرير صحيفة فرانس سوار الشعبية بعد ان اعاد نشرها. وقال ان افتقار الدنمرك الى الدعم الاوروبي العاجل بينما تعرضت سفاراتها الى هجمات في الشرق الاوسط امر احزنه ايضا. وقال فال ان -الرسوم استهدفت المتشددين الاسلاميين - بأي حال انها (الرسوم) لا تمثل اي احتقار للمؤمنين في أي عقيدة- . ورفض فال اقتراحات من محامي جماعات مسلمة بأن النبي محمد يجب ان يكون فوق اي نقد قائلا ان الدين ليس له موضع في الحياة السياسية وان النقاش والنقد عنصران ضروريان للديمقراطية. وقال للمحكمة - ما هو مقدس في دين هو مقدس فحسب لدى اتباع ذلك الدين...اذا احترمنا كل المحظورات في كل الاديان اين سنكون-... ودعت المجلة سياسيين ومثقفين كشهود بينهم فرانسوا بايرو المرشح الرئاسي عن تيار الوسط. وقال شاهد المجلة الاول عبد الوهاب المؤدب الاستاذ بجامعة باريس انه ضحك عندما شاهد الرسم بالمجلة وقال للمحكمة - ادعو المسلمين الى التأقلم مع اوروبا وليس العكس. هذا سيكون كارثيا- . وكتبت صحيفة لوموند اليومية في افتتاحيتها -المحاكمة ضد مجلة شارلي ابدو تنتمي لعصر مختلف.-وتابعت -في دولة علمانية لايوجد دين او ايدلوجية فوق القانون. وحيث يصنع الدين القانون يقترب المرء من الشمولية- . وكانت صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية اليومية نشرت الرسوم وأعادت عدة مطبوعات أوروبية نشر الرسوم كتأكيد على حرية التعبير. وكررت المحاكم في فرنسا التي تراقب الفصل الصارم بين الكنيسة والدولة في المحيط العام الدفاع عن حقوق حرية التعبير في مواجهة الاعتراضات الدينية.