يبدأ القضاء الفرنسي اليوم الأربعاء محاكمة الصحيفة الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو"؛ لإقدامها على نشر رسوم مسيئة لخير الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - عام 2006. وتأتي المحاكمة - بحسب وكالة "فرانس برس" - والتي تجري يومي الأربعاء والخميس بعدما رفع اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية، ومسجد باريس، دعوى قضائية على الصحيفة؛ بتهمة "التعرض العلني لمجموعة من الأشخاص، بسبب ديانتهم". وكانت الصحيفة الفرنسية قد نشرت في فبراير 2006، الرسوم المسيئة، التي نشرتها لأول مرة صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية، في سبتمبر 2005، هو ما أثار عاصفة من الغضب، والتظاهرات، بين مسلمي العالم. وبعد نشر هذه الرسوم، قرر اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية، ومسجد باريس، رفع قضية أمام القضاء في باريس، مؤكدين أن الصحيفة الفرنسية ارتكبت "ممارسة عدوانية متعمدة، بهدف تجريح المسلمين في تعلقهم بعقيدتهم". وتركز الدعوى على ثلاثة رسوم تسيء للرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم - وتقدم تشبيهًا معيبًا للإسلام، بما يسمى "الإرهاب". وطالب اتحاد المنظمات الإسلامية بتعويضات بقيمة 30 ألف يورو، ونشر نص الحكم في العديد من وسائل الإعلام. ويزعم محامو الصحيفة أن النشر تم "تحت شعار حرية التعبير والحق في النقد الساخر"، فيما اعتبرت خمسون شخصية فرنسية، وأجنبية - في عريضة - أن هذه المحاكمة "بالغة الأهمية"، بالنسبة إلى "حرية التعبير". وكانت الدول الغربية قد تذرعت بما تسميه حرية التعبير، كمبرر لنشر هذه الرسوم، رغم أن حرية التعبير المزعومة تتلاشى إذا ما تعلق الأمر بقضايا، ترتبط باليهود والصهيونية، مثل ما تسمى "محرقة النازية"، أو "الهولوكوست"، التي تعاقب كثير من الدول الغربية أية محاولة للتعرض لها بالإنكار، أو التشكيك.