تسلم الكيان الصهيوني ، مطلع الأسبوع الماضي ، أول دفعة من مقاتلات الشبح "أف-35" الأكثر تطورًا في العالم ، بحضور وزير الدفاع الأمريكي ، "آشتون كارتر"، ونظيره الصهيوني ، السفاح "أفيجدور ليبرمان" ، في قاعدة نيفاتيم النقب جنوب الأراضي المحتلة ، ووصلت المقاتلتين من هذا الطراز، بعد نحو أسبوع من مغادرتهما الولاياتالمتحدة، حيث تزودتا بالوقود في الجو، وتوقفتا بعدة قواعد عسكرية في طريقهما. ومن المقرر أن تحصل حكومة الاحتلال على خمسين مقاتلة من هذا الطراز ، بحلول عام 2022، بتكلفة تزيد عن أربعة مليارات دولار، ستمول كلها من أموال المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني. وتحصل حكومة الاحتلال على مساعدات عسكرية أميركية تبلغ قيمتها أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويًا، وهي الأولى التي تحصل على هذه المقاتلات، مع وجود العديد من الدول التي طلبتها بالفعل ، بجانب تطوير منظومة القبة الحديدية الدفاعية. ويشكل تسليم المقاتلتين، خطوة كبيرة لبرنامج "أف-35" ، الذي أطلق أوائل التسعينيات ، ويعد الأغلى في التاريخ العسكري ، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى المقاتلات، خلال عام من استلامها في جيش الاحتلال. "رافال" الفرنسية و "أف-35" تتسابق كل من شركات "لوكهيد" الأمريكية ، و"رافال" الفرنسية ، و"ميج" الروسية ، على سوق سلاح الطائرات في المنطقة العربية ، لكن "لوكهيد" لن تبيع أحدث طائراتها "إف 35" للعرب ، لضمان تفوق الصهاينة عليهم. وتنتمي طائرة "رافال" الفرنسية للجيل الرابع من الطائرات ، بينما تعتبر "إف-35" الأمريكية ثاني طائرات الجيل الخامس الأمريكية ، التي لديها مقعد واحد ، أي أن الطيار يكون بمفرده ، على عكس "رافال" التي تم تصنيعها بفئات متنوعة منها ، فئة مزودة بمقعد واحد ، وأخرى مزودة بمقعدين للتدريب. ويتقارب طول الطائرتين ؛ فيبلغ طول الطائرة الأمريكية 15.7 مترًا، بينما المقاتلة الفرنسية نحو 15 مترًا، كذلك تتفوق "الرافال" على ال"إف-35" في السرعة ، فتبلغ سرعتها القصوى 2000 كم في الساعة ، مقارنة ب1930 كم في الساعة لطائرات ال"إف-35"، لكنها أكثر مناورة وتكنولوجيا. وتمتلك "الرافال" تكنولوجيا حديثة ، عبارة عن جهاز استشعار يشبه التعقب عبر الأشعة تحت الحمراء ، ما يمكن الطائرة من البحث عن الهدف ، دون أن يرصدها الرادار، كما تحتوي الطائرة على كاميرا فيديو ذات نقاء عال، وتم تزويدها بتكنولوجيا متطورة، بما يتناسب مع الحرب الإلكترونية ، وهو نظام حماية ذاتي ، وآلية دفاع عن النفس ضد الهجوم عليها. وتستطيع "رافال" حمل 9 أطنان من الأسلحة في 14 نقطة على جسم الطائرة ، تمكنها من حمل أنواع مختلفة من صواريخ "جو أرض" ، وصواريخ "جو جو" ، وصواريخ مضادة للسفن ، إضافة إلى قدرتها على تنفيذ هجمات استراتيجية بأسلحة نووية ، وصواريخ كروز، التي تم إعدادها للاستخدام على الطائرة في 2005. وتستطيع الطائرة حمل 6 صواريخ "إي إي إس إم" الفرنسية ، التي تصل دقة تصويبها إلى 10 أمتار ، إضافة إلى مدفعين 30 مم سعة 2500 طلقة، ويبلغ سعر طائرة "رافال" 90 مليون دولار أمريكي، بينما سعر "إف 35" يبلغ 110 مليون دولار أمريكي. مزايا "F-35" أشارت الإذاعة الصهيونية العامة ، إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني سيكون الجيش الأول ، وربما الوحيد ، في الشرق الأوسط ، الذي يملك هذه الطائرة المتميزة بقدرتها على الاختفاء عن شاشات الرادار ، وعلى حمل الأسلحة الذكية. وتنتمي الطائرة إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة ، ويعتبر هذا الجيل هو الأحدث على مستوى العالم ، ويتميز بنقلة تكنولوجية كبيرة مقارنة بطائرات الأجيال السابقة؛ حيث تتميز طائرات الجيل الخامس، بأنها جميعها شبحية. وتستخدم تقنية التخفي لتجنب اكتشافها من قبل الرادارات ؛ وذلك بسبب تصميم سطحها الخاص والمواد المستخدمة في صناعتها ، إضافة إلى هياكل الطائرات عالية الأداء ، والأنظمة الإلكترونية المتطورة ، وأنظمة كمبيوتر قادرة على التواصل مع العناصر الأخرى في ساحة المعركة، وإعطاء صورة متكاملة عن الوضع. برنامج طائرات F-35، هو الأغلى في تاريخ البنتاجون ، وكان الهدف الرئيسي من برنامجها في العام 2001، هو تصنيع طائرة مقاتلة قاذفة للقنابل ، وتتميز هذه المقاتلات ، المصنعة من قبل شركة "لوكهيد مارتين" ، بإمكانات اختراقية ، تمكنها من مواجهة مقاتلات صينية وروسية في المستقبل ، ومن اختراق مناطق تعتبر فيها الدفاعات الجوية قوية. وتتميز بأجهزة الاستشعار المتعددة، التي زودت بها هذه الطائرات السماح لها بالتقدم على أي طائرة معادية "سيتم تدميرها، حتى قبل معرفة ما إذا كانت مشاركة في معركة" ، وبحسب رئيس أركان سلاح الجو، مارك ويلش ، فإن طائرات F-35 مصممة لتكون بمثابة جهاز كمبيوتر طائر، وبإمكان قائد الطائرة النظر إلى قدميه ومشاهدة البر، بفضل كاميرات موزعة على أنحاء الطائرة ومتصلة بالخوذة. ومن شأن طائرات F-35، أن تشكل العمود الفقري للأسطول الأمريكي ؛ إذ إنها ستستبدل غالبية المقاتلات القاذفات الموجودة حاليًا ، سواءً بالنسبة لسلاح الجو أو للقوات البحرية وقوات مشاة البحرية، التي ستحظى بنسخة من هذه الطائرات مجهزة للهبوط عموديًا، ويشارك في بنائها ثمانية بلدان، إضافة إلى الولاياتالمتحدة، ما له بعض التبعات الصناعية.