أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل ضرورة وقف فوري للاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين في الوقت الذي عاشت فيه غزة ليلة هادئة نسبيا واستمرت الحوارات الداخلية لتثبيت وقف إطلاق النار استعدادا لحوار مكة المقرر غدا الثلاثاء. وقال مشعل - في مؤتمر صحفي بالعاصمة السورية دمشق- إن ما يجري في الساحة الفلسطينية ليس معارك إقليمية وإنما نتيجة لتدخلات أمريكية صهيونية لخدمة مخطط إستراتيجي أمريكي في المنطقة. وجدد مشعل رفضه للتدخلات الأمريكية والصهيونية في الشأن الفلسطيني وقال إنها تدخلات شريرة تسعى لتفجير الوضع الفلسطيني خدمة لأغراضها. كما أشاد مشعل بمبادرة العاهل السعودي لوقف الاقتتال بين فتح وحماس وقال إنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكة الثلاثاء مؤكدا ضرورة التوصل خلال هذا اللقاء إلى اتفاق يقضي بوقف هذا الاقتتال . وأكد مشعل أن حماس ستهيئ كل الظروف المواتية لإنجاح هذه المحادثات ودعا فتح ليكونوا كذلك ولعدم العودة إلى الوراء. وقد سارعت حركة فتح -على لسان أمين سرها في الضفة الغربية حسين الشيخ- إلى الترحيب بتصريحات مشعل. وقالت الحركة إنها ستذهب إلى مكة بقلوب مفتوحة بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن جميع المسائل العالقة. وتشير الأنباء إلى أنَّ وفد حماس سيضم 15 شخصًا يمثلون الحركة والحكومة وقيادات الداخل والخارج وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى جانب نائبه موسى أبو مرزوق وأعضاء المكتب السياسي محمد نزال وعزت الرشق ومحمد نصر ورئيس الحكومة إسماعيل هنية ووزير الخارجية محمود الزهار، فيما سيغيب وزير الداخلية محمد صيام. بينما سيضم وفد فتح 8 أعضاء برئاسة رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن"، بالإضافةِ إلى المستشار الإعلامي لرئيس السلطة نبيل عمرو ورئيس الكتلة البرلمانية للحركة عزام الأحمد والقيادي في الحركة محمد دحلان والذي كانت حركة حماس قد تحفظت على اسمه ثم عادت ووافقت. من ناحية ثانية أصدرت حركتا حماس وفتح بيانا مشتركا أعلنتا فيه أنه ابتداء من منتصف الليلة الماضية يتوجب على جميع المسلحين من الطرفين تنفيذ أوامر صدرت بضرورة إخلاء كل أسطح البنايات التي يتمركزون فيها. وقام المكتب المشترك -الذي يضم ممثلين من حركتي حماس وفتح- بجولة ميدانية لرصد الخروقات لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أمنية مصرية. وقد استمر الطرفان في تبادل المخطوفين فيما لا يزال عدد غير معروف منهم محتجزا لديهما. وعلى الرغم من التوصل للاتفاق إلا أن عناصر التيار الانقلابي في حركة فتح ارتكبت المزيدَ من الانتهاكات للتهدئة القائمة في الأراضي الفلسطينية حيث أشارت مصادر أمنية فلسطينية إلى أن أحد عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية قد أُصيب بجروحٍ متوسطةٍ اليوم الاثنين بنيران مسلحين انقلابيين قرب برج المقوسي في مدينة غزة. وكانت عناصر من جهاز الأمن الوطني التابع لرئاسة السلطة الفلسطينية قد قامت بإطلاق النار على مجموعةٍ من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وسط مدينة غزة أمس الأحد؛ الأمر الذي أدَّى إلى إصابة أحد عناصر القسام. وذكرت مصادر أمنية أنَّ عناصر الأمن الوطني وعناصر أمنية أخرى لا زالت تنتشر في غزة، ولديها أوامر بإطلاق النار على عناصر كتائب القسام والقوة التنفيذية. هذا وقد أمهلت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس حرس الرئاسة الذين شاركوا في الهجوم على الجامعة الإسلامية الخميس الماضي، ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم. وفي الضفة الغربية هاجم مجهولون مكتب وزير شؤون الأسرى الفلسطيني وصفي قبها في رام الله وحطموا محتوياته. وقد استنكر الوزير هذا الاعتداء، معتبرا إياه "عملا جبانا نفذه عملاء للاحتلال". كما أصيب مدرس مقرب من حماس يدعى سلامة خليل المصري في مدينة الخليل بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين بينما كان يهم بدخول المسجد لأداء صلاة المغرب. وقد أطلق سراح عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح عضو حماس خضر سوندك الذي خطفه أفراد من كتائب شهداء الأقصى في نابلس للضغط من أجل فك الحصار عن أحد زملائهم في القطاع. في هذه الأثناء قرر المجلس الثوري لحركة فتح تعليق جلساته إلى حين استكمال المباحثات التي ستجرى في مكة غدا بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال عضو المجلس نبيل عمرو إن فتح تأمل التوصل إلى اتفاق في مكة وإلا فإن المجلس سيبدأ البحث والتحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة. وكان المجلس قد بدأ جلساته لبحث الأوضاع في غزة. في هذه الأثناء، يقوم الاحتلال الصهيوني بعملية عسكرية واسعة النطاق في قرية عزون شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية بهدف اعتقال بعض عناصر المقاومة الفلسطينية. وذكر شهود عيان أن أكثر من 15 سيارةً عسكريةً معززةً بالكلاب البوليسية داهمت المنطقة الشمالية من القرية منذ ليلة أمس وتقوم بتمشيطٍ دقيقٍ للحقول الزراعية في القرية.