جدد الجيش السوري القصف لمدينة دير الزور شمال شرقي البلاد، في حين أعلن ضباط سوريون انشقاقهم وتشكيلهم (الجيش السوري الحر) لإسقاط الرئيس بشار الأسد. وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية أمس السبت: (إن الجيش بدأ عملية جديدة قصف خلالها بالدبابات حي الجورة غربي دير الزور، مما أسفر عن وقوع إصابات). كما بثّ ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لشاحنات عسكرية سورية تقل دبابات أثناء اتجاهها إلى المدينة. وفي سياق آخر, بثّ ناشطون على الإنترنت صورا تظهر مجموعة قالوا إنهم ضباط انشقوا عن الجيش وأسسوا ما سموه (الجيش السوري الحر). وقال متحدث باسم المنشقين: (إن هذا الجيش سيسعى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وحماية الثورة). ودعا قائد المجموعة، الذي عرف نفسه باسم العقيد رياض موسى الأسعد: (كل الضباط والجنود الشرفاء) في الجيش السوري للانضمام إلى المنشقين. وأضاف أن قوات الأمن التي تقتل المدنيين وتحاصر المدن ستصبح أهدافا مشروعة في أنحاء الأراضي السورية، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: (إن المنشقين معه يعدون بالمئات). وتابع في حديثه للوكالة (أحذر السلطات السورية من أنني سأرسل قواتي لمواجهة القوات الموالية للنظام إذا شنت عملية عسكرية جديدة في دير الزور). يأتي ذلك بينما شهدت عدة مدن أمس تشييع جنازات القتلى الذين سقطوا يوم الجمعة برصاص الأمن خلال احتجاجات ما سمي (جمعة صمتكم يقتلنا). ميدانياً، أفاد ناشط حقوقي أن ثلاثة أشخاص قتلوا السبت بالقرب من مدينة دير الزور شرق سورية بينما كانوا يقذفون الحجارة على قافلة عسكرية تتجه نحو المدينة. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) أن (أهالي قرية التبنة -40 كلم غرب دير الزور- تصدوا لقافلة عسكرية كانت تتجه نحو دير الزور فأطلق جنود عليهم النار لتفريقهم وأردوا 3 قتلى). وذكر الناشط: (أن قوات عسكرية كبيرة قوامها 60 آلية وتضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود وشاحنات تقل جنودا بلباسهم الميداني وصلت إلى دير الزور -شرق- وتمركز بعضها على محيط المدينة وفي منطقة الجورة) بالقرب من مقر المحافظ. وأفاد الناشط نقلا عن أهالي المدينة (أن عناصر من القافلة أطلقت النار بعيد وصولها إلى مقر المحافظ لإثارة الخوف لدى الأهالي). وأضاف الناشط أن (أصوات التكبير علت في المدينة تحذيرا من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في هذه المدينة) التي شهدت جنازة ثلاثة قتلى شارك فيها نحو 300 ألف مشيع. وأشار إلى أن (الأهالي بادروا إلى إقامة سواتر ترابية وحواجز لمنع الجيش من التوغل في المدينة). وأفاد الناشط أن شابا قتل في حي القدم في العاصمة برصاص رجال الأمن الذين قاموا بحملة مداهمة الجمعة اعتقل خلالها اكثر من 500 شخص. وذكر رامي عبد الرحمن أن -قوات كبيرة من عناصر الجيش والأمن دخلت عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة حي القدم وحاصرته بشكل كامل-. وأضاف مدير المرصد أن (اكثر من 500 مواطن اعتقلوا نتيجة هذه الحملة واستشهد شاب على أحد الحواجز الأمنية). وأشار إلى أن السلطات (منعت إقامة تشييع له إلا من قبل أهله وتم دفنه بشكل سريع بمرافقة الأمن لمنع خروج مظاهرة). ولفت عبد الرحمن إلى أن (الجيش نصب حواجزه على جميع مداخل الحي قبل أن تباشر قوات الأمن مدججة بالسلاح والعتاد بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات بشكل عشوائي رغم وجود قوائم بأسماء مطلوبين شاركوا بمظاهرات مناهضة للنظام). وأضاف أن (قوات الأمن قامت بكسر أبواب من لا يفتح الباب مباشرة والقفز عبر أسطح المنازل)، لافتا إلى أن (الحملة التي ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف لإخافة الأهالي استمرت حوالي أربع ساعات). وأشار مدير المرصد إلى (سماع صوت إطلاق رصاص كثيف تزامنا مع حملة المداهمات التي تنفذها القوات السورية في المنطقة الممتدة بين شارع الزير وشارع الستين في حمص). ولفت إلى (أن أحياء حمص شهدت يوم الجمعة مظاهرات ضخمة ضمت عشرات الألوف من المواطنين ودعت إلى إسقاط النظام). وأفاد ناشطون حقوقيون السبت أن 25 شخصا قتلوا الجمعة فيما جرح اكثر من 35 في جمعة (صمتكم يقتلنا) الذي دعا ناشطون إلى التظاهر فيه ضد النظام السوري. وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان -سقوط 25 شهيدا- مشيرة إلى أن (السلطات السورية أمعنت في استخدام القتل بحق المتظاهرين في جمعة صمتكم يقتلنا يوم الجمعة).