ارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي تضرب منذ ثلاثة أيام العاصمة الإندونيسية جاكرتا ومدينتي تانغيرانغ وبيكاسي المجاورتين التي تضم نحو 12 مليون نسمة إلى 25 قتيلا ونحو 350 ألف مشرد . وأعلنت حالة الطوارئ القصوى بالعاصمة جاكرتا بعد أن ارتفع مستوى المياه إلى أربعة أمتار، ما دفع السكان لمغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمنا أو ارتفاعا. وقضى أغلب الضحايا غرقا أو صعقا بالكهرباء وسط مخاوف من انتشار الأمراض بسبب نقص المياه النضيفة التي حرم منها نحو نصف مليون, بعد أن انقطع الإمداد بالمياه ودمرت السيول محطات. وقد أصيب الآلاف ب"حمى الضنك" المرتبطة بالأمطار الموسمية, ويخشى تفشي الإسهال. وغطت المياه نحو ثلاثة أرباع العاصمة في أكبر فيضانات في تاريخها حتى وإن كانت فيضانات 2002 أسوء من حيث عدد القتلى. ولجأ أغنياء المدينة إلى الفنادق الفخمة طلبا للأمان, فيما تدفق الفقراء على أي مكان يقيهم من الماء بما فيها المقابر. ونشر الجيش نحو 1800 جندي في مختلف أنحاء العاصمة للمساعدة في إجلاء السكان باستخدام القوارب والشاحنات. وقد توقعت الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار لبضعة أيام, على أن تستمر وتيرة الأحوال الجوية المضطربة حتى نهاية الشهر الحالي. وتقع أجزاء من العاصمة تحت مستوى سطح البحر, وإن كان ذلك لا يفسر إلا جزئيا الفيضانات التي تضربها بانتظام, فهناك الكثير من البنايات التي شيدت على أراض، إضافة إلى قطع الأشجار العشوائي الذي دمر الغطاء النباتي.