لم تمر ساعات قليلة عن قيام بعض الضباط والجنود المصحوبين بدبابات ومدرعات والأسلحة الثقيلة، معلنين أنهم يسيطرون على البلاد، وأنه تم تعطيل الدستور، مبررين موقفهم أنه جاء لحماية ما أسموه الديمقراطية، هذا ملخص ما حدث فى الساعات الأولى من مساء أمس الجمعة عقب محاولة بعض قادة الجيش التركى بانقلاب فشل عقب قيامه بساعات قليلة بعد تصدى الشعب التركى له. ولم تمر الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بسلام على هؤلاء الانقلابيين، حيث تم اعتقالهم والإعلان عن قادتهم، والتحفظ عليهم جميعًا، وقامت وكالة الأناضول بنشر قائمة بأسمائهم، وصورهم ورتبهم، والأسلحة التى ينتمون إليها، وهم 14 قائد وضابط من مختلف الرتب. وأظهرت الصور أن أعلى رتبة بين القادة الذي تورطوا في الانقلاب كانت برتبة لواء فيما تعددت جهات انتسابهم بين القوات البحرية والبرية والجوية.
وقامت قوات الأمن التركي بإلقاء القبض على عدد كبير من الضباط والجنود الذين خططوا للانقلاب فيما أشار رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى أن "العمود الفقري" للانقلاب تم القضاء عليه وعلى الجانب الآخر، كانت مصادر تركية قد أكدت فى وقت سابق، أن قائدى القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن محرم كوسا المستشار القانونى لرئيس الأركان هو من خطط للانقلاب. وأعلنت هيئة الاستخبارات الوطنية فى تركيا عن فشل محاولة الانقلاب فى البلاد واتهمت قيادة سلاح الجو وقوات الدرك بالسعى إلى الاستيلاء على السلطة. من جهتها أعلنت قناة "سى أن أن تورك" أن محاولة الانقلاب كان يديرها المدعى العسكري العام التركى بدعم من 46 ضابطا تركيا رفيعى المستوى، مضيفا أنه تم فى اسطنبول تحديد 104 مشاركين فى العملية التى كان من شأنها الإستيلاء على السلطة. وفي وقت سابق قالت وزارة العدل التركية أن حركة "حزمة"، التى أنشأها المعارض التركي فتح الله غولن، تقف وراء محاولة الانقلاب، الأمر الذى أكده لاحقا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان. لكن الحركة نفت بدورها أى اتهامات بتورطها فى محاولة الاستيلاء على السلطة فى تركيا. ونقلت وكالة "رويترز" عن مجموعة أنصار لفتح الله غولن فى الولاياتالمتحدة قولها إنه لا علاقة لها بالتطورات الأخيرة فى تركيا. ووصفت المجموعة الاتهامات المنسوبة لحركة "حزمة" وزعيمها ب"غير المسؤولة". وأعلن في تركيا، ليلة الجمعة، عن تنفيذ الجيش خامس انقلاب واستحواذه على السلطة فى بلاد الأناضول، فى وقت دعا الرئيس "رجب طيب أردوغان" مواطنيه إلى التجمع في الميادين، في حين تبرأ القائد الأول للجيش من الحركة الانقلابية. ولم تمر ساعة من الانقلاب العسكرى فى تركيا، حتى ظهر أردوغان على شاشات التلفزة يتهم أنصار الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراء الانقلاب.