في أضخم مظاهرات شهدتها سوريا منذ انطلاق الثورة السورية قبل أربعة أشهر وذلك في جمعة "أسرى الحرية" التي خرج فيها أكثر من مليون سوري ، ارتقى نحو 16 شهيدا في مدن سورية عدة من بينها إدلب ودمشق ودرعا وغيرها. وذكرت لجان التنسيق المحلية السورية أن 16 قتيلا على الأقل سقطوا في أرجاء سوريا خلال مظاهرات الجمعة. وكان حوالي أربعمائة ألف متظاهر خرجوا في دير الزور يطالبون بإسقاط النظام السوري ورحيله خصوصا بعد مقتل أربعة أشخاص في دير الزور أمس الخميس وفي حماة خرج أكثر من نصف مليون تجمعوا في ساحة العاصي وهم ينادون بإسقاط النظام ولا للحوار. وفي حمص خرج عشرات الآلاف يطالبون بالحرية وبإسقاط النظام السوري، وتكرر الأمر في اللاذقية وإدلب ودرعا وريف دمشق، وفي العاصمة السورية خرج أكثر من أربعين ألف يتظاهرون ويطالبون بالحرية وبإسقاط النظام السوري. وسقط أكثر من شهيدين وخمسين جريحا في إطلاق نار لقوات الأمن السورية على المتظاهرين وتخللت مظاهرات اللاذقية هجوما عنيفا على تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي زار بشار الأسد وتحدث أن لا أحد قادر أن ينزع الشرعية عن زعيم .. وبثت قناة "الجزيرة" لقطات حية تظهر خروج الالاف في مسيرات في مدن الرستن وحمص وحماة ودرعا ودير الزور والكسوة ، فيما تحدث ناشطون عن إطلاق نار كثيف في مفرنبل وكفر رومة في محافظة ادلب شمال سوريا. وقال ناشطون سوريون إن القوات الأمنية حاصرت العديد من المساجد في البلاد، المكان الرئيسي لتدفق المتظاهرين أيام الجمع، وذلك استعدادا لتظاهرات الجمعة. في هذا الإطار، قال المعارض السوري عبد اللطيف المنيّر لراديو "سوا" الامريكي إن تحركات القوات السورية هذه تأتي بعد أن تيقن النظام أن المشاركين يزدادون عددا كل جمعة. وأضاف المنيّر أن عمليات الاعتقال مستمرة في سوريا رغم العفو الذي أصدره الرئيس السوري وهو ما دفع باتجاه تظاهرات الجمعة. في غضون ذلك، قالت مصادر حقوقية سورية إن السلطات اعتقلت ما لا يقل عن 40 من المثقفين والفنانين والإعلاميين أثناء مشاركتهم فى مسيرة صمت في دمشق. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن قوات الأمن "استخدمت العصي والهراوات لتفريق المتظاهرين" . وقتل نظام بشار الأسد منذ بدء الثورة السورية في مارس الماضي أكثر من 1500 سوريا واعتقل المئات.