جمعة صمتكم يقتلنا أفادت لجان تنسيق محلية في سوريا بأن خمسة أشخاص قتلوا الليلة الماضية في منطقة الكسوة بريف دمشق، لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى 22 سقطوا خلال مظاهرات عمت المدن والبلدات السورية للمطالبة بإسقاط النظام خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. جاء ذلك عقب مظاهرات كبيرة شهدتها المدن السورية في الجمعة الأخيرة قبيل شهر رمضان، والتي أطلقوا عليها اسم "صمتكم يقتلنا". ورغم سقوط أكثر من 2250 قتيلا في سوريا، وفقا لتقديرات لجان التنسيق، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين واللاجئين والنازحين لم ترتق معظم الردود الرسمية والشعبية في العالم العربي إلى مستوى الأحداث التي تشهدها سوريا. في السياق ذاته قالت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان المستقلة في بيان إلى رويترز إن قوات الأمن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام، وأطلقت الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات في كل أنحاء سوريا الجمعة.
وقال شهود في وقت سابق إن قتالا اندلع الجمعة بين أفراد من القوات السورية وسكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد عقب مقتل خمسة محتجين، في حين تظاهر الآلاف من السوريين في عدة مدن مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وشهدت بعض المدن إطلاق نار ومقتل متظاهرين. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن القتال في دير الزور اندلع منذ فجر الجمعة، مؤكدا أن "الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديثا عن وحدات كاملة من الجيش تنشق قطعت الكهرباء والاتصالات". وتحدثت مواقع للمعارضة السورية على الإنترنت عن انشقاقات في صفوف الجيش في دير الزور، التي شهدت حملات دهم في عدة أحياء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد ناشطون حقوقيون أن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين في قرية المسيفرة بمحافظة درعا جنوب البلاد وقتلت واحدا منهم على الأقل، وأضافوا أن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق النار أيضا في مدن درعا وبانياس واللاذقية. ومن جهتها قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن أحد أفراد قوات حفظ النظام قتل في مدينة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق، وإن من سمتهم "مخربين" فجروا خطا لتصدير النفط قرب مدينة حمص وسط البلاد أمس الجمعة. غير أن سكانا من المنطقة شككوا في الرواية الرسمية وقالوا إن المنطقة المذكورة تخضع بالكامل لسيطرة القوات السورية، معتبرين أن لا علاقة للحادث -إن صح- بالثورة السورية التي قالوا إنها سلمية. ونقلت وكالة رويترز عن سكان قولهم إن الجيش السوري حاصر الأسبوع الماضي مدينة البوكمال بعد أن انشق ثلاثون جنديا إثر مقتل أربعة محتجين. وفي مضايا -القريبة من العاصمة دمشق- قال سكان للوكالة نفسها إن اثنين من المدنيين قتلا في حملة أمنية أمس الجمعة. ومن جهته قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن مدنا عدة شهدت مظاهرات حاشدة، مثل حماة ودير الزور وحمص ومعرة النعمان ودرعا وإدلب وجبلة ومدن بريف دمشق كالتل ودوما وسقبا وداريا والزبداني، وأحياء في قلب العاصمة. وأضاف الاتحاد في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن الجيش أقام حواجز عسكرية في حي الميدان بقلب دمشق "عرقلت الحركة خصوصا عند المجتهد وساحة الأشمر، ورغم ذلك خرج آلاف المتظاهرين في هذا الحي". وقال الاتحاد إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في هذه المظاهرات، أربعة منهم في دير الزور منذ صباح الجمعة، وثلاثة في درعا، وواحد في حمص، وآخر في اللاذقية. ونظم السوريون مظاهرات أمس الجمعة تحت شعار "صمتكم يقتلنا" تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه تواطؤا محليا وإقليميا ودوليا مع أعمال القتل في سوريا. من جهة أخرى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة أن عدد القتلى برصاص قوات الأمن السورية خلال الساعات ال24 الماضية وصل إلى عشرة أشخاص. وأضاف المرصد -الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له- أن قوات النظام السوري اعتقلت منذ فجر الجمعة أكثر من ثلاثمائة شخص في مدينة دمشق وحدها.