التهديدات الجيوسياسية المتعددة تهدد بزعزعة استقرار العالم، ما سيتسبب في وفاة الآلاف من الأشخاص فضلاً عن الدمار والخراب الذي سيصيب العالم خلال ال 12 شهرًا المقبلة. فبدءًا من التوترات المتزايدة بين السعودية وإيران وانتهاء باتساع رقعة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا ب"داعش" في كل ليبيا وأفغانستان، تبدو مهمة استعادة الأمن والسلم إلى كوكب الأرض أصعب بكثير من أي وقت مضى. توم ويلسون المحلل المتخصص في شئون الشرق الأوسط بمؤسسة "هنري جاكسون سوسايتي" ذكر في تصريحات لصحيفة "إكسبريس" البريطانية أنه "إذا ما اتبع العام 2016 نفس النمط الذي كان سائدًا في السنوات القليلة الماضية، سيكون هذا العام بالتأكيد أكثر خطرًا على الإطلاق في التاريخ البشري." وأضاف: "يتضح جليًا أن ثمة حربا دائرة مع تنظيم الدولة الإسلامية فضلاً عن المخاطر الناتجة عن الجماعات الإرهابية الأخرى. ونستطيع أيضًا أن نتوقع تزايدًا مضطردًا في العداء بين السعودية وإيران، ولذا فإن هناك مخاطر باندلاع حب تلوح في الأفق." وتابع: "ولا ينبغي علينا بالطبع أن ننسى أنّه ومع الوجود النشط لكل من القوات الروسية والأمريكية على الأرض في سوريا، فإن ثمة مخاوف أيضًا من وقوع حوادث أو حتى أخطاء محتملة والتي من الممكن أن تقود إلى تصعيد غير متعمد."، حسب مصر العربية. وتسرد " إكسبريس" التفاصيل المتعلقة ببعض من أكبر التهديدات التي تهدد العالم في العام 2016، والتي جاءت كالتالي: سوريا يستمر القتال بين القوات الموالية للنظام السوري برئاسة بشار الأسد والمعارضة المسلحة. وحصد الصراع بين الجماعات المتناحرة من جهة ومسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي أرواح أكثر من 55 ألف شخص في 2015، بحسب البيانات الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويبدو أنه لا نهاية لإراقة الدماء في البلد العربي الذي مزقته الحرب، بل ومن المتوقع أن يصل إجمالي حصيلة القتلي في 2016 إلى أكثر من مثيلتها في العام الماضي. وعلى الرغم من أن تصريحات مسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية مؤخرًا بأنّ "داعش" قد فقد نحو 20% من المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، فإنّ التوترات المتزايدة بين السعودية وإيران – اللاعبين الأساسيين في مفاوضات السلام الخاصة بسوريا- تهدد بتقويض الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في هذا البلد. السعودية-إيران انخفض مستوى العلاقات بين المملكة العربية السعودية، خلال الأيام الأولى من العام 2016. فتنفيذ الرياض حكمًا بالإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر قد أثار حفيظة طهران، وأشعل موجة من العنف والاحتجاجات والمقاطعات التي قوّضت بدورها الدور الدبلوماسي في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإنّ المزاعم التي ترددت حول الهجوم الذي شنّته الطائرات الحربية السعودية على السفارة الإيرانية في اليمن سوف يضيف إلى الاضطرابات التي تشعل المنطقة المأزومة في الأصل. دونالد ترامب يظل المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب هو الخيار الأول للجناح اليميني في الولاياتالمتحدةالأمريكية في السباق الرئاسي المقرر له في العام الحالي، على الرغم من أن استطلاعات الرأي توضح أن ترامب يستطيع الفوز على هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية ليخلف الرئيس الحالي باراك أوباما. انتخاب ترامب في أعلى منصب بالولاياتالمتحدة في نوفمبر المقبل من الممكن أن يفجر سلسلة من الأزمات الدبلوماسية الكبرى. فاقتراح المرشح الجمهوري المثير للجدل بمنع دخول المسلمين بالكلية للأراضي الأمريكية، سيفجر، حال تطبيقه، موجة من الغضب العالمي، مما سيتسبب حتما في قطع العلاقات الأمريكية مع عدد ليس بالقليل من دول العالم، حسب مصر العربية. ويخشى المراقبون أيضا أن يكون نقص الخبرة لدى ترامب وعشقه الواضح والدائم للحل العسكري سببا في إشعال قتيل الحروب حول العالم. لكن ترامب لا يتفق مع هذا الرأي، وهذا ما بدا واضحًا في تصريحاته لمجلة " إسكواير" الأمريكية والتي قال فيها: إن الرئيس الأمريكي الحالي يمثل التهديد الأكبر للسلم العالمي. وقال ترامب: "مع أوباما، سينتهي بنا الأمر إلى حرب عالمية ثالثة، نظرًا لأنه لا يلقى احتراما." وفي هذا الصدد، قال يلسون في تصريحاته ل " إكسبريس":" إستراتيجية أوباما المتواضعة أدت إلى غياب القيادة الأمريكية والغربية والعالم أصبح مضطربا وعلى نحو متزايد في الوقت الذي تحاول فيه أنظمة أخرى أن تسد هذا الفراغ." داعش توسع مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم شرقا في أسيا الوسطى وغربا في شمال وجنوب إفريقيا. المكاسب التي حققها "داعش" مؤخرا في كل من أفغانستان وليبيا تدل على أن نفوذ التنظيم الإرهابي في تصاعد مضطرد، برغم مزاعم قيادات الجيش الأمريكي بأن "داعش" فقد 30% من المناطق التي يسيطر عليها في كل من العراقوسوريا. لكن التنظيم فتح جبهة جديدة في 2015- الهجمات الانتحارية التي يشنها على الغرب. ومذبحة باريس التي نفذها في نوفمبر الماضي قد أعطت العالم لمحة عن نواياه في شن مزيد من الهجمات خلال الأشهر المقبلة. كوريا الشمالية أظهرت كوريا الشمالية نوياها النووية مؤخرا عبر قيامها بجولة أخرى من التجارة النووية. ويؤكد الخبراء الكوريون أن بلادهم تمتلك حاليا صواريخ يصل مداها إلى 1000 كيلومترا ( ما يعادل 621 ميلا). لكن الجيش الكوري يمتلك أيضا خططا لتطوير برنامج صواريخ بعيدة المدى قادرة على إطلاق رؤوس نووية تصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدةالأمريكية. وفي سعيها للانتقام من جارتها الشمالية، استأنفت كوريا الجنوبية البث الإعلاني الذي يروج لفكرة أن بيونيجيانج تستعد لشن حرب عليها. ومن لممكن أن تصل التوترات بين البلدين إلى مرحلة الانفجار في العام المقبل. بوتين وروسيا اقتحم الرئيس الرئيسي التوسعي فلاديمير بوتين أوكرانيا في العام 2014، كما أنه أعطى أوامره بتمركز القوات والمعدات العسكرية في غربي سوريا العام الماضي. وفي 2016، سيرغب بوتين على الأرجح في استكمال خططه التوسعية. وعلاوة على ذلك، فإن تصريحات بوتين الأخيرة الاستفزازية التي هاجم فيها حلف شمال الأطلسي " الناتو"، واصفا إياه بالتهديد الأكبر من الممكن أن تتسبب أيضا في صدامات جديدة بين موسكو والغرب. الصين والمحيط الهادي التوترات بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية تشهد تصعيدا خطيرا على خلفية برنامج بناء الأسطول الضخم الذي تنفذه بكين في المياه الإقليمية المتنازع عليها. وتقوم الصين ببناء موانيء جوية ومنشآت عسكرية أخرى على الجزر الصناعية الواقعة في بحر الصين الجنوبي. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور مشكلات دبلوماسية جديدة في المنطقة، ويشتمل ذلك على تايوان التي تربطها علاقات متوترة مع الصين والتي ستكون طرفا أساسيا في النزاع. الاقتصاد العالمي حذر وزير الخزانة البريطانية جورج أوزبورن مؤخرا من أن الاقتصاد العالمي يواجه " مزيجا خطيرا" من التهديدات من الخارج، من بينها هبوط أسواق المال حول العالم وتباطؤ النمو الصيني والمشكلات الاقتصادية في كل من البرازيل وروسيا. والصين هي ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، لكن استمرار تباطؤ النمو لديها قد يشعل أزمة مالية عالمية جديدة.
السياسة المحلية يبدو أن 2016 هو عام الاضطرابات للسياسة البريطانية أيضا، مع قرب إجراء الاستفتاء الذي سيحدد مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. تفكك حزب العمل والتحذيرات الجديدة من محاولات الحزب الوطني الاسكتلندي المستمرة بالدفع باتجاه حصول اسكتلندا على الاستقلال عن التاج البريطاني سيضيف حتما إلى عدم اليقين.