محافظ الشرقية يُهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد    وزير الاتصالات يبحث مع البنك الدولي مشروعات التعاون المشترك في مجال تطوير البنية التحتية وبناء القدرات الرقمية    لافروف: أمريكا لم تدن هجوم إسرائيل البري على لبنان بل تشجع توسيعه    وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفيا جهود وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة ويحذران من استمرار التصعيد    خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»    روسيا تعلن نشوب حرائق في مستودعات وقود بعد هجوم أوكراني مزعوم بمسيرات    أخبار الأهلي : مصطفى شوبير يستغل الإجازة ويعلن عن مفاجأة سعيدة    ين المبدعين والراحلين.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم رموز الإبداع والنشاط الفني    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    بالأرقام.. نتائج فحص حالات لسيارات ذوي الهمم خلال السنوات الثلاث الماضية    مياه سوهاج تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسيًا    4774 فرصة عمل بالمحافظات - التخصصات وطرق التقديم    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيد البدوي بطنطا    مع بدء موسم العمرة.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه في أكبر 5 بنوك    عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات: إسرائيل تبحث عن مكاسب وهمية في لبنان    اجتماع رؤساء القرى بميت غمر في الدقهلية لمناقشة ملف التصالح (صور)    عاجل.. أول رد من الأهلي على عقوبات مباراة بيراميدز.. طلب خاص لاتحاد الكرة    أبرزها تجاوز السرعة.. ضبط 31 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة أصحاب السيارات بالجيزة    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    الجمهور يغادر العرض الافتتاحي لفيلم الرعب Terrifier 3 لهذا السبب    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    مسلسل برغم القانون الحلقة 16.. هل تعثر ليلى على مكان أولادها؟    دار نشر صينية تهدي معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة 350 كتابا من إصداراتها    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    واعظ بالأزهر: «الوسطية» منهج رباني لإصلاح أحوال الناس    الصحة: فرق تفتيش تتفقد مستشفى سفاجا المركزي وتوجه بتوفير نواقص الأدوية    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    حملة للتبرع بالدم في مديرية أمن البحر الأحمر لإنقاذ حياة المرضى    إجراء 7 عمليات جراحية بمستشفى الفشن ببني سويف    محمد رمضان: سهر لاعبي الأهلي؟ متاح في حالتين    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    منتخب السويس يضم لاعب غزل المحلة    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    «التموين» ترفع سعر هذه السلعة على البطاقات.. التفاصيل    بحضور وزير الأوقاف.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيد البدوي    القناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري "سيدات"    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض: تسجيل 866 حالة وفاة ب"جدرى القرود"    ارتفاع أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    حقيقة نفاد تذاكر حفلات الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية.. رئيس الأوبرا ترد؟    جيش الاحتلال يطالب سكان أكثر من 20 بلدة جنوب لبنان بالإخلاء    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    ايه سماحة تكشف مفاجأة بخصوص نهاية مسلسل «عمر أفندي»    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    لاتسيو يسحق نيس ويتصدر الدوري الأوروبي    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    دعاء يوم الجمعة.. تضرعوا إلى الله بالدعاء والصلاة على النبي    خروج عربة ترام عن القضبان في الإسكندرية.. وشهود عيان يكشفون مفاجأة (فيديو وصور)    قتلوا صديقهم وقطعوا جثته لمساومة أهله لدفع فدية بالقاهرة    تعرف على نصوص صلاة القديس فرنسيس الأسيزي في ذكراه    نائب مدير الأكاديمية العسكرية: نجحنا في إعداد مقاتل بحري على أعلى مستوى    رسمياً.. فتح باب تسجيل تقليل الاغتراب جامعة الأزهر 2024 "الرابط الرسمي والخطوات"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستقلال الوطني قضية "حزب الاستقلال" المحورية ضمانا للحاضر والمستقبل
نشر في الشعب يوم 23 - 12 - 2015

" كتبت هذه المقالة في مارس 2014 ونعيد نشرها لأهميتها وتضامنا مع أمين حزب الاستقلال الذي مازال مغيبا خلف جدران السجن "
حزب الاستقلال حزب وطني عربي إسلامي، يؤمن بأن الدوائر الوطنية والعربية والإسلامية دوائر متكاملة لا تتعارض، ويترجم مقولة شيخنا الفقيه محمد الغزالي "أنا مصري عربني الإسلام" والإسلام الذي نعنيه هنا هو الإسلام بمفهومه الحضاري الذي يتسع لكل أبناء الأمة، وليس بمفهومه الديني الذي يقتصر على المسلمين، فحضارة أمتنا إرث مشترك شارك في بنائه أقباط مصر من المسلمين والمسيحيين على السواء. هذا المفهوم يؤكد خصوصيتنا الحضارية ويخرجنا من دوائر التبعية للغرب المهيمن على العالم باستقلالنا الوطني.
الاستقلال الوطني من مصر الفتاة والعمل إلى حزب الاستقلال
"الجذور - النشأة - الثورة - التأسيس الجديد"
يأتي "حزب الاستقلال - حزب العمل سابقا" امتدادا لتاريخ طويل من نضال تيار الوطنية والإسلام في مصر والذي بدأ بالثورة العرابية وزعيمها الوطني - زعيم الفلاحين ونبت تربة مصر - أحمد عرابي مع خطيب ثورته عبد الله النديم ورب السيف والقلم محمود سامي البارودي، تلك الثورة التي تصدت للاحتلال الإنجليزي رغم المؤامرة التي شارك فيها القصر والإنجليز والعملاء.
ويستمر تيار الوطنية والإسلام في نضاله ضد الاحتلال، وفي مقدمته زعيم مصر الوطني الشاب مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني عام 1908، وخليفته الوطني الزاهد محمد فريد، ثم الأب الروحي لحزب العمل الزعيم المصري أحمد حسين مؤسس حركة ثم حزب مصر الفتاة الذي استلهم اسم حزبه من مقولة مصطفى كامل "أريد أن أبعث في مصر الهرمة مصر الفتاة" ثم نائبه المجاهد إبراهيم شكري ورفيق كفاحهما الدكتور محمد حلمي مراد - راهب الوطنية المصرية - والذي شارك مع إبراهيم شكري في تأسيس وبناء حزب العمل.
ولقد مهد حزب العمل الاشتراكي ورموزه المجاهدة ( إبراهيم شكري - حلمي مراد - عادل حسين - مجدي حسين ) وقيادات وكوادر الحزب لثورة 25 يناير المباركة بتصديهم لنظام مصر البائد المتمثل في مبارك وعائلته ورموز نظامه وحزبه الفاسد. تصدى حزب العمل الاشتراكي للتبعية والاستعباد والاستبداد والفساد والركود والظلم الاجتماعي والتغريب. كان جزاء حزب العمل تجميد نشاطه وإغلاق جريدته، إلا أنه رفض الخضوع واستمر في أداء دوره رغم كل العقبات متقدما الصفوف ومشاركا في إرهاصات ثورة 25 يناير المباركة.
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضي لأي حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذي لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
ولقد نال حزبنا "حزب العمل" قبل تغيير اسمه إلى "الاستقلال" الكثير من نظام مبارك والحلف الأمريكي الصهيوني الداعم له، ففي مايو 2000 م تم تجميد أنشطة الحزب وإغلاق جريدته "الشعب" ولكن قيادات وكوادر الحزب لم تستسلم واستمرت في ممارسة أنشطتها المناهضة لمبارك والحلف الأمريكي الصهيوني وكان حزب العمل في مقدمة القوى الوطنية التي مهدت لثورة 25 يناير 2011، واستمرت مؤامرات الحلف الصهيوني الأمريكي وقوى الثورة المضادة المتحالفة معه ضد حزب العمل وجريدته بعد الثورة فاضطر الحزب لإعادة تأسيس الحزب باسم "حزب العمل الجديد" وترك "حزب العمل الاشتراكي" لرجال الأمن والثورة المضادة ليرتعوا فيه فسادا.
ومع عودة "حزب العمل" باسم "حزب العمل الجديد" بعد تجميد استمر 11 عاما قبل ثورة 25 يناير انزعجت الأجهزة الأمنية لعودة الحزب في كشف أوجه التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي فلم يتوقفوا عن الكيد للحزب وقياداته، فتم رفع قضية لحل "حزب العمل الجديد" بحجة تشابه اسم الحزب مع "حزب العمل الاشتراكي" الذي يحتله رجال الأمن. ولأننا نعرف أولوياتنا جيدا - بحمد الله - وأن معركتنا الأولى مع الصهاينة والأمريكان وأعوانهم من قوى الثورة المضادة فقد وافق "المؤتمر العام لحزب العمل الجديد" على تغيير اسم الحزب إلى "حزب الاستقلال" حتى يقطع الطريق على الثورة المضادة التي تستهدف حل الحزب خاصة وأن تقرير مفوضي المحكمة الإدارية جاء في اتجاه تشابه الاسم رغم أن هناك أكثر من عشرين حزب يوجد تشابه في أسمائهم.
إننا نسعد باسم "حزب الاستقلال" رغم اعتزازنا الكبير باسم وتاريخ "حزب العمل" خاصة وأن قضية الاستقلال الوطني في مواجهة التبعية كانت النقطة الأولى والأهم في برنامج "حزب العمل" في مراحله المختلفة منذ "حزب مصر الفتاة" في ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن.
الحرية باب الاستقلال والعبودية باب التبعية
يشير برنامج حزب الاستقلال إلى أن ثورة 25 يناير 2011 المباركة - رغم عدم اكتمالها - مثلت انعتاقا جديدا للشعب المصري من عالم العبودية إلى عالم الحرية - حرية الوطن وحرية المواطن - عالم الحرية والكرامة، فلا كرامة بدون حرية، فالكرامة أهم ما يميز الإنسان وأهم ما يعتز به، والإنسان هو الغاية المستهدفة وهو العنصر الفاعل، هو المستخلف في الأرض وهو المكلف بإعمارها لخيره وخير كافة البشر، ولا يمكن للإنسان أن يبدع وأن يعمر وأن يعمل لخير البشر بدون حرية.
لذلك فإن الاستكبار (الاستعباد والاستبداد) هو الجرثومة الأخطر في تاريخ البشرية، فالاستبداد يذل الإنسان بينما يقول الله جل شأنه ( و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون 8
والاستكبار يؤدى إلى الظلم الاجتماعي واستئثار المترفين بالثروة كما يؤدى إلى تخلف المجتمعات علميا وثقافيا واقتصاديا لأن الحاكم المستبد مشغول باستمراره الأبدي في الحكم -السلطة- وهذه هي قضيته الأولى والأخيرة . والاستبداد يورث الكفر، لأن المستبد يعلن نفسه مرجعية عليا ووحيدة للمجتمع ( أنا ربكم الأعلى ) ويدفع المجتمع بأسره إلى الهلاك في الدنيا والآخرة . ولذلك فإن الكفر بالطاغوت ضرورة إيمانية!
والطواغيت ليسوا البشر من الحكام فقط بل هناك طواغيت أكبر متمثلة في دول الاستكبار التي تستذل الدول الأضعف لسرقة خيراتها.
إن الإيمان بالله ينزع من قلوبنا الخوف والتردد ويعصمنا من الخضوع لطواغيت الأرض مهما طغوا أو علوا، الإيمان بالله يعنى ألا نوالى غير الله، وما دمنا لا نوالى غير الله فلن نقبل بالظلم ولن نعيش على الضيم،هذا هو الإيمان الذي يجرد الفرد من أي خوف ويجعله يتصدى لطواغيت الأرض مهما طغوا أو علوا.
الإيمان بالله ليس مجرد نقطة في برنامجنا في حزب الاستقلال ولكنها غايتنا من الوجود، ولكن حكامنا لم يستجيبوا لهذا التوجه الشرعي وجعلوا من أنفسهم طواغيت تستعبد شعوبهم، كما جعلوا من أنفسهم عبيدا أذلاء أمام قوى الاستكبار العالمي، كل هذا لأنهم لم يذوقوا طعم العبودية لله ولم يعرفوا قيمتها.
الاعتماد المتزايد على القروض والمعونات الأجنبية أدى إلى ربط عجلة الاقتصاد الوطني بالمصادر المقرضة وتدخلت المنظمات الدولية في توجيه أمورنا في ظل انهيار الإرادة السياسية المستقلة للحكام.
نعم للاستقلال لا للتبعية
الأمن القومي والعلاقات الخارجية
وما زلنا مع برنامج حزب الاستقلال: إن ارتباطنا بمصر وحبنا لها لا ينسينا أننا أصحاب رسالة سامية لا تنحصر في الحدود المصرية، وفى ظل عالم لا تعيش فيه إلا الكتل الكبرى تزداد دوافعنا للارتباط بعمقنا التاريخي والاستراتيجي، بأهل أمتنا العربية والإسلامية الذين فرض عليهم الاستعمار كل صنوف الفرقة، وكما أشرنا في مقدمة المقال فإن حزب الاستقلال حزب وطني عربي إسلامي، يؤمن بأن الدوائر الوطنية والعربية والإسلامية دوائر متكاملة لا تتعارض.
إن مصر قلب الوطن العربي النابض وقلب العالم الإسلامي بالتبعية، وقدر مصر التاريخي بحكم الموقع والموضع والتاريخ والحضارة أن تقوم بدور الرافعة التي تحقق نهضة الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي فان البحث عن سبيل لنهضة مصر بعيدا عن أمتها العربية والإسلامية رؤية ضالة تفتقد البصر والبصيرة وتجهل الوقائع الأساسية لحاضر مصر وماضيها ومستقبلها.
على المستوى العربي والإقليمي تمثل قضية التصدي للحلف الصهيوني الأمريكي وأعوانه أولوية أولى، ومن هنا كانت مواقف حزب العمل "الاستقلال حاليا" الرافضة لاتفاقيات الاستسلام مع الكيان الصهيوني، ومواقفه المساندة لانتفاضة شعبنا الفلسطيني البطل في انتفاضته الأولى والثانية، ورفضه لموقف نظام مبارك البائد التابع في مشاركته للكيان الصهيوني في حصار غزة ومن هنا كان سجن أمينه العام وقتها ورئيس الحزب حاليا الأستاذ مجدي أحمد حسين واثنين من صحفيي جريدة الشعب الناطقة باسم الحزب "صلاح بديوي - عصام حنفي" عندما تصدوا للتطبيع الزراعي الذي أدخل الهندسة الوراثية والبذور المسممة والمبيدات المسرطنة للبلاد، ولم يمنع مجدي حسين رئيس الحزب وقتها أن رأس الحربة في التطبيع هو نائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الوطني والرجل القوي إن لم يكن الأقوى في مصر وقتها.
وكذلك كانت مواقف الحزب المساندة للجنوب اللبناني والعراق وأفغانستان وإيران ومؤتمراته الأسبوعية في الأزهر الشريف طول ست سنوات، منذ الأول من إبريل 2002 بعد الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى مايو 2008، حينما أصدر نظام مبارك قانونا خاصا بمنع التظاهر في دور العبادة، وكأن القانون قد صنع خصيصا لحزب العمل استكمالا لحصاره.
ومن هنا فإن برنامج حزب الاستقلال يؤكد على ما يلي:
تمثل قضية التصدي للحلف الصهيوني الأمريكي وأعوانه أولوية أولى في برنامجنا ومن هنا فإننا نرفض اتفاقيات الاستسلام مع الكيان الصهيوني ونساند مقاومة شعبنا الفلسطيني البطل ونرفض حصار غزة ونتصدى للتطبيع الزراعي الذي أدخل الهندسة الوراثية والبذور المسممة والمبيدات المسرطنة لمصر فأصاب شعبها بالالتهاب الكبدي والفشل الكلوي والسرطان بنسب تفوق أضعاف كل النسب العالمية.
نطالب بتجميد اتفاقية كامب ديفيد والتي داوم العدو الصهيوني على انتهاكها تمهيدا لإلغائها. ويرتبط هذا بالمقاطعة الشاملة لأي وجود صهيوني على أرض مصر. ونرفض حالة التطبيع المتزايد بين حكوماتنا والكيان الصهيوني وعلى رأسها اتفاقية الكويز التي تمثل ضربة قاصمة لصناعة النسيج المصرية العريقة، العمود الفقري للصناعة المصرية، ووضعها تحت الهيمنة الصهيونية، وكذلك بيع الغاز الطبيعي، وكل الاتفاقات الاقتصادية المتصاعدة بين مصر والعدو الصهيوني.
نصرة الجهاد الباسل لإخواننا الفلسطينيين من أهم أهدافنا، ونسعى لدعمهم بكل ما نملك حتى تحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة، وتحرير القدس والمسجد الأقصى من أولوياتنا وأولويات الأمة بأسرها، ونطالب بفتح الحدود بلا قيد أو شرط بين مصر وقطاع غزة . وأن يستمر الشعب المصري في دعم الفلسطينيين لمواصلة جهادهم لتحرير فلسطين.
حرصنا على دعم الجيش المصري وتقويته والحفاظ على تماسكه ليكون درعنا في مواجهة أعدائنا ولكن هذا الدور لا يكون ناجحا إلا إذا اعتمد على تكامل اقتصادي وعسكري مع الدول العربية والإسلامية، وإلا إذا ابتعدنا عن نفوذ الدول الكبرى في قراراتنا السياسية وفى توفير مستلزمات الدفاع بأنواعها كافة.
تحقيق الاستقلال في مواجهة الهيمنة الأمريكية يمثل عملية بالغة الصعوبة وتتطلب جهدا وصبرا، ولكننا دون هذا الاستقلال السياسي والعسكري يستحيل أن نحقق مخطط النهضة الإسلامية، واستقلالنا يبدأ بتعميق إيماننا بعقيدة لا إله إلا الله، فمن هذا الإيمان وبفضله تبدأ مسيرة الاستقلال في أبعاده كلها.
رفض ما يسمى بالعلاقات الخاصة بأمريكا في ضوء اتفاقها الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، والذي تطور إلى حالة من الهجوم العسكري السافر والمباشر على أمتنا باحتلال أفغانستان، ورغم اضطرارها للانسحاب من العراق إلا أن التهديدات متواصلة للبنان وسوريا وإيران والمقاومة الفلسطينية بالإضافة لتثبيت وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج، لذا نطالب بالامتناع عن إعطائهم أية تسهيلات، أو أية قواعد عسكرية أو السماح لها بالقيام بمناورات مشتركة على أراضينا أو تمكينها من الحصول على معلومات أو بيانات تحت ستار البحوث العلمية أو أية حجة أخرى، وما يسري على الحلف الصهيوني الأمريكي يسري على غيره فقضية الاستقلال لا تتجزأ.
عدم قبول المعونات الأجنبية المشروطة مع الاعتماد على الذات أولا ثم على المصادر العربية والإسلامية بعد ذلك، ونرى أن التكامل مع الدول العربية والإسلامية على طريق السوق المشتركة هو السبيل الرئيسي لنهضة اقتصادية وحضارية شاملة ولبناء كتلة متماسكة قادرة على مواجهة المنافسات الدولية الضارية.
العمل بكافة السبل لتعزيز الرابطة الإسلامية بين دول العالم الإسلامي في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية.
تأكيد أهمية العلاقات الخاصة الدائمة بين مصر والسودان كنواة للوحدة العربية والإسلامية القائمة على أواصر القرابة والجور بين الشعبين.
تدعيم الروابط مع الدول الأفريقية واعتبار حسن العلاقات مع دول حوض النيل من دعائم السياسية المصرية الخارجية، والانفتاح في ذات الوقت على العالم الآسيوي الناهض، والاهتمام بالتواصل مع الشرق وعدم الاكتفاء بالنظر إلى الغرب فحسب، والاهتمام بالعلاقات مع دول الجنوب عموما بما في ذلك دول أمريكا الجنوبية التي تشهد نهضة اقتصادية استقلالية. والتركيز على حوار الحضارات مع كل الأمم والشعوب التي لا تناصب أمتنا العداء ولا ترفع في وجهنا السلاح ولا تحتل أراضينا.
الاستقلال الاقتصادي صنو الاستقلال السياسي ويتبنى منهج التنمية المستقلة الشاملة
يتبنى حزب الاستقلال رؤية اقتصادية من منظور إسلامي تهدف إلى تحقيق حياة كريمة للفرد في دنياه مع ابتغاء مرضاة الله - وبمعنى آخر - نعمل لآخرتنا دون أن ننسى نصيبنا من الدنيا. وهي رؤية وسطية تبارك المجهودات الفردية دون احتكار أو استغلال وبما لا يتعارض مع مصلحة الوطن والمواطن تأكيدا لمبدأ ( التكافل الاجتماعي ) ومبدأ ( لا ضرر ولا ضرار) كما تبارك دور الدولة دون أن تجعل البشر تروسا في ماكينات الإنتاج . أي أن القطاع الخاص والعام هما جناحا التنمية، وهو للأسف بعد غائب في دستور مصر.
التنمية المستقلة الشاملة : والاستقلال الاقتصادي يعني تحقيق التوازن وأن تقوم العلاقة بيننا وبين الآخرين على أساس الاعتماد المتبادل في تكافؤ واحترام وندية واحترام خصوصية الآخر وعدم التدخل في شئونه الداخلية وأن تتعدد مصادر التعاون حتى يمكننا تحقيق هذا التوازن. والحديث الشريف يشجعنا على هذا ( اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى )
إن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة لن يتم تجاوزها جذريا إلا عبر تغيير جوهري في السياسات الاقتصادية العامة، ذلك أن سياسات الحكومات المصرية المتعاقبة اعتمدت بشكل أساسي على الاقتراض من الداخل والخارج حتى بلغ الدين قرابة 2000 مليار جنيه أي حوالي 300 مليار دولار، وكذلك الاعتماد على موارد إنتاجية غير مستقرة (السياحة- قناة السويس- تحويلات المصريين بالخارج) وهي القطاعات التي ضربت نتيجة للانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013.
ولن ينطلق اقتصاد البلاد ولن يتم تجاوز حالة التردي هذه إلا من خلال سياسات تعتمد على تشجيع الإنتاج والمشروعات الإنتاجية الوطنية في مختلف المجالات الزراعية والصناعية بدلا من الاعتماد على التوكيلات الأجنبية.
يقول أخي الأكبر الأستاذ مجدي حسين رئيس الحزب: إن التجارب الأسيوية الناجحة اعتمدت على التدخل النشيط للدولة في توجيه عملية التنمية حتى في ظل انتشار القطاع الخاص، واعتمدت على الإصلاح الجذري لنظام التعليم، والتركيز على تطوير أجهزة البحث العلمي، والاستفادة من الاستثمار الأجنبي باكتساب الخبرة منه ونقلها للقطاع الوطني، دون الاعتماد الأبدي أو التواكل على الاستثمار الأجنبي. وهذا هو جوهر الكارثة المصرية فالسياسات الرسمية عملت في بلادنا على خط مستقيم عكس ذلك، فرفعت الدولة يدها عن توجيه العملية الاقتصادية وتركت أحوال الاقتصاد لعصابات السلب والنهب والاحتكار، وتدهورت العملية التعليمية وانقطعت صلتها بمتطلبات التنمية، بينما تكاد تصل ميزانية البحث العلمي إلى صفر كبير (0.2%)، وجعلنا الاستثمار الأجنبي بديلا لانطلاق الاستثمار الوطني، بينما لم يهتم الأجنبي إلا بالصناعات الاستهلاكية، والتي تكفلت بضرب الصناعات الاستهلاكية الوطنية. بل وأكثر من ذلك بلغ سفه الحكام في تبديد الموارد المصرية في مشروعات استعراضية لم تفض إلا إلى تبديد المليارات بلا طائل فيما يسمى المشروعات القومية التي ثبت فشلها جميعا: توشكي - شرق التفريعة - ترعة السلام - حديد أسوان.. الخ الخ، إننا نرى أن التنمية الاقتصادية لا تتم بدون الاعتماد على الذات
ويضيف مجدي حسين: إننا نرى في حزب الاستقلال أن أي حديث عن النهضة الإسلامية يكون بلا معنى حقيقي ما لم يشمل مشروعنا اقتصادا وطنيا مستقلا ناميا يغنينا عن سؤال أعدائنا، وتأسيسا على ذلك يكون برنامجنا للإصلاح الاقتصادي وفق مبدأ الاعتماد على الذات في الإنتاج في المجالات كافة حسب الأولويات الإسلامية: الضروريات ثم الحاجيات بما يعنى التركيز على مشروعات الإنتاج الغذائي والسلاح والمساكن والملابس الشعبية ومستلزمات الإنتاج المختلفة وكافة المشروعات الضرورية لحاجات الإنسان الأساسية.

إستراتيجيتنا البديلة - إستراتيجية الاعتماد على الذات
من سنن الحياة أن الأمم لا تتقدم بالاعتماد على الآخرين، لأن أي أمة لا تعطى أمة أخرى وسائل القوة لتنافسها، وعلى كل أمة أن تعتمد على قواها وعقول أبنائها وأن تحفر في الصخر طريقها للبناء والنهضة وأن تعتمد على قواها الذاتية مهما كلفها ذلك من تضحيات وعندما تقوى وتقف على قدميها سياسيا واقتصاديا وعسكريا يمكن أن تقيم علاقات ندية مع الآخرين.
فما هي استراتيجيتنا البديلة لتنمية اقتصادية مستقلة شاملة، فلنكمل الموضوع في مقالنا القادم، والحمد لله رب العالمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.