استقبل حزب «العمل» وفدا مغربيا تكوّن من محمد المروانى الأمين العام لحزب «الأمة»، ورشيد مقصود القيادى بالحزب، والدكتور عبد الكبير بلاوشو مؤسس «مركز نماء لتنمية الكفاءات»، فى إطار حرص الحزب على مد أواصر التعاون مع الحركات الإسلامية بمختلف الأقطار العربية. كان فى استقبال الوفد المغربى، كل من مجدى أحمد حسين رئيس حزب العمل، ود. مجدى قرقر الأمين العام، ود. أحمد الخولى أمين التنظيم، والشيخ عادل الشريف عضو الأمانة العامة. وتناول اللقاء آخر مستجدات الأوضاع فى مصر والمغرب. وقال محمد المروانى الأمين العام لحزب «الأمة» ذى المرجعية الإسلامية؛ إن الأوضاع فى المغرب لا تختلف كثيرا عن أوضاع مصر ما قبل الثورة، وإن تجربة الحكومة الحالية التى يقودها حزب «العدالة والتنمية»، تعتبر نموذجا لعجز الحكومات عن تنفيذ برامجها السياسية؛ إذ إنهم فى حزب «الأمة» لا يزالون بانتظار إقرار حق التظاهر السلمى، فى ظل اعتقال الحكومة النشطاء السياسيين، بالإضافة إلى التطبيع مع الكيان الصهيونى الذى تزايد منذ مجىء هذه الحكومة. وأكد المروانى أن حكومة بانكيران ما هى إلا موظف لخدمة السلطة أو حكومة تدابير إدارية، وأنها خارج تغطية الملفات الاستراتيجية الثقيلة، مثل ملفات الأمن والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى فشلها فى تحقيق تنمية اقتصادية؛ ما دفع المواطنين إلى حرق صور بانكيران فى الشوارع. وانتقد المروانى بشدة الدستور المغربى الجديد، نافيا أن يكون هذا الدستور نقلة نوعية فى تاريخ المغرب، وأضاف أن عجز الحكومة أمر منطقى بوجود هذا الدستور؛ فهى لا يمكن أن تنتج فعلا خارجا عن الممكن الدستورى. وفاقد الشىء لا يعطيه. وأكد الأمين العام لحزب «الأمة» أن سياسات النظام الحاكم فى المغرب تتطابق مع سياسات مبارك ضد حزب «العمل»، مؤكدا عدم استسلام حزبه لقرار المنع الذى طاله مؤخرا، معتبرا إياه محاولة أخرى لإبعاد المغاربة عن الممارسة السياسية، مشيرا إلى أن الجهات التى تريد احتكار السلطة والثروة لا تريد للمغاربة أن يهتموا بالسياسة؛ لذلك ميّعت العمل السياسى واختزلته فى التسابق على اللوائح الانتخابية. فيما استعرض مجدى حسين مع الوفد المغربى، تاريخ ومعاناة حزب «العمل» ونضاله ضد فساد واستبداد النظام السابق، وحرصه الكبير على لمّ شمل كافة الوطنيين والإسلاميين للحشد ضد المخلوع، وهو ما ضاق به مبارك ذرعا، فأغلق الحزب لعدم تحمله صوته العالى الجرىء. وأكد حسين وجود قواسم مشتركة بين حزبى «العمل» و«الأمة» المغربى، لا سيما ما يخص المساعى المستمرة لحث الشعوب والأنظمة العربية على الخروج من كهف التبعية للغرب (الحلف الأمريكى الصهيونى)، بالإضافة إلى اعتبار قضية فلسطين والمقاومة هى القضية الأم والأهم للأمتين العربية والإسلامية. وتناول اللقاء تحليلا لما يحدث على الساحة المصرية؛ إذ أوضح حسين أنه لا حل ولا تقدم لمصر إلا بالاعتماد على الذات، وأن حالة الاستقطاب الحاصلة لا مفر منها، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن حزب «العمل» على استعداد للتعاون مع التيارات الأخرى شرط عدم انقلابها على الشرعية، وحرصها على تأكيد قضية الاستقلال الوطنى، وهو ما ترجم فعليا عبر «تحالف الأمة» يضم الحزب بجوار 6 أحزاب إسلامية أخرى.