حذر سياسيون من تأثير الخلافات والصراعات التي تدور حاليا بين عدد من الأحزاب و"ائتلاف دعم الدولة"، الذي أعلن عن تشكيله اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام لقائمة "في حب مصر"، على أداء مجلس النواب وتساقط هيبته، وعدم ممارسة دوره الرقابي والتشريعي. وبمجرد إعلان اليزل عن تشكيل تكتل برلماني جديد تحت اسم " ائتلاف دعم الدولة"، لضم المستقليين ونواب الأحزاب على المقاعد الفردية، ثارت حالة من الجدل وتوجيه اتهامات بالسعي للسيطرة على المجلس وإعادة إنتاج ساسيات الحزب الوطني. وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الخلافات الحالية بين النواب و"ائتلاف دعم الدولة " كانت متوقعة لأن قائمة "في حب مصر" لم تكن تحالف سياسي وإنما كيان قائم على المصالح وبعد فوزهم بالقاعد كلٌ عاد لحزبه ومصالحه الشخصية والتنافس على اللجان بالمجلس. وأرجع الشهابي، في تصريح ل "مصر العربية"، سبب الخلافات إلى ما وصفه ب"الغباء الشديد" لقائمة "في حب مصر" ورغبتها في الاستحواذ على كل "الكيكة"، ملوحا إلى تقسيمهم اللجان على أعضائها ومن ينضم لتحالفها الجديد. وحذر الشهابي من استمرار هذه الصراعات وتأثيره سلبا على أداء المجلس من حيث إمكانية أن تسود جلساته حالات الشغب وتنكسر هيبته أمام الجماهير، مضيفا أن أغلب النواب صعدوا عن طريق المال الحرام والتصويت الطائفي وبالتالي سيكونون تحت رهن أجهزة الدولة وسيطرتها وطوع أمرها، بحد قوله. وتابع رئيس حزب الجيل : "لن نكون أمام مجلس نواب ولكن أمام برنامج توك شو ومسرح كبير كوميدي ومصدر تسلية بالنسبة للمواطنين". ووصف محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، هذا المشهد ب "العبثي غير المسؤول" ودليل على المنطق العبثي الذي يُدار به تشكيل مجلس النواب منذ بدايته ابتداء من دعم الدولة له حتى محاولة السيطرة عليه من الداخل. وأشاد سامي، برفض حزب المصريين الأحرار الانضمام للائتلاف، متسائلا: "هل من لا ينتمي لهذا التحالف لا يدعم الدولة؟"، متوقعا أن تنعكس الخلافات الدائرة حاليا بين النواب على أداء المجلس وعدم قدرته على القيام بدوره التشريعي والرقابي. واستطرد أن ما كان يُرتب له من قبل الدولة ب "الليل" سينعكس على أدائه والبلد والشعب، وسيدفع القائمون على الائتلاف ثمن ذلك في وقت الحاجة إلى مؤسسة تشريعية متماسة لا تبدأ عملها بالتصنيف بين النواب فمن ينضم لهذا الائتلاف فهو مع الدولة ومن لم ينضم له فهو ضد الدولة. من جانبه، أكد الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك تشوهات في إدارة تشكيل مجلس النواب ستؤثر حتما على أدائه، مرجعا ذلك إلى أن قائمة "في حب مصر" تتعامل مع النواب على أن له "دهر " يساندها، متمثل في أجهزة الدولة التي تدعمها مقابل نواب آخرين يشعرون باستقلاليتهم ويرفضون هيمنتها عليهم. ورأي دراج في حديثه ل "مصر العربية"، أن هذه الخلافات عامل يدل على أن هناك نواب مستقلين وأحزاب لها شخصية يتمسكون بأداء دورهم التشريعي والرقابي بعيدا عن النفاق الذي يمارسه البعض داخل المجلس، وهي رسالة لتستيقظ الدولة من غفلتها وتعلم أنها خسرت أصوات هؤلاء.