نفى رئيس الوزراء التركي، الأنباء التي أثيرت فيما يتعلق بذهاب الجنود الأتراك إلى الموصل، فتحت الطريق أمام تعقليات تجاوزت الهدف الذي أرسل من أجله الجنود إلى أمور أخرى . موضحا أنه؛ يجب ألا تُفهم مساعداتنا بشكل خاطئ، فتركيا ليس لها أطماع في أراضي أي دولة، ولن يكون. وكفاح تركيا هو ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية". جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع الجمعية العامة لاتحاد نقابات العمال الأتراك بالعاصمة أنقرة، أمس السبت، وأوضح داود أوغلو أن المعسكر يقع في منطقة "بعشيقة" ويبعد حوالي 30 كلم شرقي مدينة الموصل، وأن المعسكر تأسس لغرض تدريب المتطوعين المحليين ضد الإرهاب. وأضاف داود أوغلو: "أولوية تركيا هي استقرار العراق وسوريا ورفاهيتهما ووحدة ترابهما، لذا ينبغي على هاتين الدولتين الصديقتين، أن تتخلصا من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم داعش ومنظمة بي كا كا". وأضاف: "هذا المعسكر ليس جديداً، حيث تدرب في المعسكر ما يزيد على ألفي متطوع منذ عام تقريباً، وساهموا في تحرير بعض مناطق المدينة من داعش، وبدأت أنشطة المعسكر بطلب من محافظة الموصل، وتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية"، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم للجيش العراقي الوطني والشرطة في حال طلبوا منها ذلك. وطالب داود أوغلو ب "عدم تقييم تلك الأنشطة في غير مكانها، لأنها تبديل روتيني"، مشيراً إلى إجراء اتصال هاتفي بين وزارتي دفاع البلدين اليوم، وأن وزير الدفاع العراقي سيزور تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة. وفيما يتعلق بالشأن السوري والعلاقات مع روسيا، أوضح داود أوغلو أن حادثة إسقاط الطائرة (الروسية) لم تكن تستهدف أي دولة، وأن موقف بلاده لم يكن عدائياً. وأضاف: "استخدمنا حقنا المشروع في إسقاط طائرة مجهولة انتهكت مجالنا الجوي، ومنذ أيام ونحن نتعرض لاتهامات من قبل روسيا، وأنا أدعو المسؤولين الروس لأن يضعوا أنفسهم مكاننا، ثم ليفكروا مرة أخرى"، مشيراً أن الأراضي السورية ليست أراضي روسية وأن الحدود السورية التركية ليست الحدود التركية الروسية. ودعا داود أوغلو الشعب الروسي إلى تفهم موقف بلاده، مشيراً إلى تحمل بلاده لأعباء اللاجئين منذ 5 سنوات، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا من قبل المنظمات الإرهابية والنظام السوري. وأضاف: "كل التدابير التي تتخذها تركيا، هي من أجل حماية أمنها، ومساعدة الشعب السوري"، لافتاً أن "المناطق التي تستهدفها الطائرات الروسية تتسبب بموجة نزوح بين المدنيين باتجاه تركيا وليس باتجاه موسكو". وأعرب داود أوغلو عن استعداد بلاده لتبادل الآراء مع روسيا، مؤكداً في الوقت ذاته، أن تركيا لن تلتزم الصمت تجاه استهداف التركمان.