في محاولة للتغطية على سحب قواتها من تعز وترك المقاومة اليمنية دون غطاء حاولت الإمارات تحميل المسؤولية لحزب الإصلاح المحسوب على الاخوان وزعمت أن عناصره هى من انسحبت من المعركة. وقد دافع وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، عن قرار بلاده سحب قواتها المشاركة ضمن التحالف العربي، من مناطق الاشتباك في مدينة تعز جنوب اليمن، وشن هجوما غير مسبوق على التجمع اليمني للإصلاح، في أول رد رسمي على نشر تقرير يتهم أبو ظبي بسحب قواتها من تعز، بذريعة أن من يقود المقاومة على الأرض هم الإخوان. ويؤشر الرد الاماراتي العنيف لحالة من التخبط والعصبية لدى المسؤلين الاماراتيين الذين تتعرض بلادهم لموجة من الغضب الشعبي العربي بسبب تخطيطهم وسياستهم المعادية للشعوب رغم خسائرها المالية والبشرية الفادحة. وكتب قرقاش على حسابه بموقع "تويتر": "نداء إلى صحافة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم، عوضا عن ضجيجكم وصخبكم الإعلامي عالجوا تخاذل الإصلاح/ الإخوان في معركة تحرير تعز، رائحة التخاذل نتنة". وأوضح الوزير الإماراتي، أن عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابا وخاصة من الجبهة الشرقية، و"لولا تخاذل الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان، لكان التحرير اكتمل"، متحدثا عن وجود "أدلة وشواهد عديدة"، كما قال. وحيا وزير الشؤون الخارجية بدولة الإمارات، عناصر المقاومة التابعين للحزب الاشتراكي والتيار السلفي، على "شجاعتهم"، مشددا على أن "دعم التحالف العربي سيحرر تعز الصامدة". وكانت الامارات التي تعرضت لخسائر بشرية فادحة في اليمن بسبب عدم الخبرة العسكرية والتخطيط قد سحبت معظم قواتها من اليمن وأبقت على وجود رمزي في الجنوب . وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن قد ذكرت في تقرير لها الأحد، أن العداء المستفحل عند أبوظبي لجماعة الإخوان المسلمين وصل إلى درجة أنها سحبت قواتها من مدينة تعز اليمنية، وتركتها تحت الحصار، تتلقى قذائف وصواريخ الموت من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، دون أن تتدخل لحسم المعركة عسكريا. ونقلت الصحيفة عن يمني من أبناء مدينة تعز المنكوبة، لم تذكر اسمه، قوله إن امتناع الإمارات عن التدخل العسكري في تعز، سببه " قيادات المقاومة الشعبية المنتمين لحزب الاصلاح" المحسوب على الإخوان المسلمين، وأبرز تلك القيادات الشيخ حمود سعيد المخلافي. وأضاف تقرير الصحيفة أن السلطات في أبو ظبي لا تريد أن يسجل أي انتصار لحزب الإصلاح الذي يقود المقاومة الشعبية هناك، حتى لا يحصل الحزب على أي مكاسب سياسية تجعله شريكا في حكم اليمن بعد الانتصار على الحوثيين وقوات صالح. وكان مسؤولون إماراتيون قد قالوا إن "العملية هي استبدال لقوات بقوات"، ولكن حتى الآن لم ترجع الإمارات أي من قواتها إلى تعز، بل حتى إلى مناطق الاشتباك الأخرى في محافظتي مأرب والضالع. وهذه هي المرة الثانية التي تسحب الإمارات قواتها العسكرية من جبهات عدة في اليمن، حجة استبدالها بقوات أخرى.