استبشر عدد كبير من أولياء الأمور بالإعلان عن تقسيط رسوم الدراسة على دفعتين للأسر غير القادرة، لكن فرحتهم لم تدم طويلاً، فالواقع كان مغايراً للتصريحات الوردية التى سمعوها، فلم تلتزم بعض المدارس بالقرار، وكان دفع المصروفات كاملةً شرط الحصول على الكتب. لا يقتصر الأمر على المدارس الحكومية، فحتى المدارس التجريبية، والتى تعذر بعض أولياء الأمور فيها عن الدفع، بسبب الزحام خلال الأيام الأولى للدراسة، كان مصير أطفالهم الحرمان من تسلم الكتب إلا بعد رؤية إيصال الدفع، ما جعل أولياء الأمور يرددون: «قرارات الوزير حبر على ورق». «أم يوسف» ربة منزل، تعيش بمنطقة عزبة النخل، أكدت ل"الوطن" أن مدرسة «القبة» الثانوية رفضت تسليم ابنها الكتب الدراسية إلا بعد دفع المصروفات كاملةً، قائلة: «مع أن الوزير قال إن الطالب لا بد أن يتسلم الكتب سواء دفع المصاريف أو لا، لكن المدرسة رفضت، ومش فاهمين إزاى ده يحصل». العيب ليس فى الوزارة بل فى المدارس، حسب «أم يوسف»، التى أوضحت أن هناك مدارس أخرى فى المنطقة سلمت الطلاب الكتب رغم عدم دفعهم للمصروفات، مثل مدارس الزيتون وعبدالعزيز الثانوية والابتدائية. أما «ميرفت صفوت»، التى تعيش فى شبرا، فأكدت أنه على الرغم من طلب المدرسة من أولياء الأمور دفع المصروفات لتسلم الكتب، فإن عدداً كبيراً من الطلاب لم يتسلموا الكتب ومنهم ابنتها، الطالبة بالمرحلة الابتدائية، بسبب نقص الكتب - «مش عارفة طب ليه هما يصمموا إننا ندفع طالما مش هيسلموا ولادنا الكتب». نفس الحال عانته «أ.ز»، ولى أمر «محمد» الطالب بالصف الأول الثانوى، فابنها لم يتسلم الكتب حتى الآن بسبب عدم دفع المصروفات: «عندى ولدين، دفعت للصغير لأنه فى المرحلة الابتدائية، وانتظرت شوية حتى أدفع للكبير اللى فى أولى ثانوى، لكن المدرسة رفضت تسلمه أى كتب إلا إذا دفعت المصاريف كاملة». «هناك قرار وزارى بعدم ربط تسلم الكتب بدفع المصروفات الدراسية، وقد تم تفعيله فى كل المدارس، وما يحدث فى بعض المدارس استثناء وليس القاعدة»، قالها هانى كمال، المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم، مطالباً أى ولى أمر يواجه تعنتاً من جانب مسئولى المدارس فى تسلم أبنائه الكتب، بالتوجه مباشرةً إلى الإدارة التعليمية، وتحرير شكوى ضد المدرسة لأخذ حقه.
