أعرب ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، أسامة حمدان، عن استغرابه من الهجوم الذي شنه ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، على حركة "حماس"، باتهامه لها بالتفرد بالحكم، واعتبر ذلك مفاجئاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقال أسامة حمدان "في البداية أنا متفاجئ جداً من مثل هذه التصريحات الصادرة عن عباس زكي، وهي انتقادات يعرف هو نفسه أنّ الأوْلى بها هو الفريق المحيط بالرئيس محمود عباس". ونفى حمدان في تصريحات أدلى بها لوكالة "قدس برس"، نفياً قاطعاً اتهام عباس زكي لحركة "حماس" بأنها تحمل رغبة للتفرد بالحكم، وقال "أذكِّر الأخ عباس زكي بأننا في حركة حماس عندما فُزنا بالانتخابات قلنا علانية: إننا في مرحلة تحرّر وطني، وإننا نحتاج إلى جهود كافة الفصائل الفلسطينية وكافة الشعب الفلسطيني للاستمرار في معركة التحرير، ودعونا وقتها إلى شراكة كاملة في الحكومة والبرلمان ومنظمة التحرير، ولكنّ الذي رفض كما يعلم الأستاذ عباس زكي ليس حماس بل حركة فتح". وذكر حمدان أنّ رفض "فتح" للمشاركة في حكومة ترأسها "حماس"؛ قد تحوّل في بعض الأحيان إلى ضغوط مارستها على بعض الشخصيات الأخرى للمشاركة في الحكومة، وقال "أريد أن أذكِّر الأستاذ عباس زكي والرأي العام الفلسطيني بأنّ نبيل عمرو ومحمد دحلان، وهما من أبرز الرافضين للمشاركة مع حماس، وهو ما عبر عنه محمد دحلان ونبيل عمرو، لا بل إنّ صائب عريقات وقتها اعتبر أنّ مشاركة فتح في حكومة ترأسها حماس يعني عملياً نهاية فتح. وبلغتنا معلومات بأنّ فتح مارست ضغوطاً على بعض الشخصيات الفلسطينية لمنعها من المشاركة في الحكومة، وهي ضغوط تفهّمناها، وأعلنّا بعد نهاية المهلة القانونية المحدّدة لنا عن التشكيلة الحكومية الحالية. هذه هي القصة بكاملها، وإذا كان يرى فيها الأستاذ عباس أي رغبة في الانفراد بالسلطة؛ فلست أدري من أين أتى بها". ودعا أسامة حمدان قيادة "فتح" إلى الحوار والمساهمة في إنجاح مشروع الحكومة الوطنية، وعبّر عن استعداد "حماس" لمشاركة أي فصيل في مشروع حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، وقال "لقد أعلن إسماعيل هنية رئيس الحكومة أنّ باب المشاركة في الحكومة مفتوح لكل الفصائل الفلسطينية، وهو بند تمّ التوصل إليه في وثيقة الوفاق الوطني التي تحظى بإجماع مختلف الفصائل الفلسطينية". وانتقد ممثل "حماس" في لبنان ما اعتبرها شروطاً إضافية من طرف "فتح" لا تحظى بالإجماع الوطني، وقال "ما راعنا هو أنّ رئيس السلطة الفلسطينية أتى بشروط جديدة لحكومة الوحدة الوطنية، واعتبر أنّ وثيقة الوفاق الوطني ليست كافية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وطالب بالاعتراف بالكيان الصهيوني وبالاتفاقيات السابقة، ونحن قلناها صراحة من غير لفّ ولا دوران: إننا مع أي شروط فلسطينية، ولكن ليس وارداً عندنا القبول بالشروط الإسرائيلية". واستهجن أسامة حمدان اللقاءات المستعجلة التي يتم تنظيمها بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت، على الرغم من أنها كانت من دون نتائج، بينما كانت هناك صعوبة في اللقاء بين عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية أو حتى استحالة، وقال "عندما يتحاشى رئيس السلطة الفلسطينية اللقاء برئيس الوزراء إسماعيل هنية الممنوع من زيارة رام الله؛ فهذا أمر معيب للرئيس نفسه من زاوية أنه على خلاف مع حكومته، لا سيما وأنّ أبا مازن بإمكانه أن يمر على الحواجز الإسرائيلية من دون أي مانع ويصل إلى غزة متى ما شاء، وأنا حقيقة أستغرب تماماً من اعتبار أنّ اللقاء بين عباس وأولمرت أيسر من اللقاء بين عباس وهنية بحجة الخوف من الخلاف". وأوضح القيادي في "حماس" أنّ أي لقاء بين القادة السياسيين هو مثمر بشكل عام، أما إذا كان بين الفلسطينيين فإنه من دون شك مهم ومطلوب، وقال "لا يمكن الحديث عن لقاء غير مُجدٍ، فأيّ لقاء بين سياسيين فلسطينيين هو مُجدٍ، فاللقاء يحلّ المشكلات ويقرِّب الرؤى، ونحن صدورنا وأبوابنا مفتوحة للحوار من أجل المصلحة العليا للوطن". وأشار حمدان في هذا الإطار إلى قضية الاغتيالات التي جرت في الساحة الفلسطينية، وقال "في اللقاء الأخير الذي جرى بين محمود عباس وإسماعيل هنية؛ اقترح رئيس الوزراء تشكيل لجنة تحقيق في جرائم الاغتيالات التي جرت في الساحة الفلسطينية كلّها، ولكن لم تتم الإجابة عن هذا الاقتراح". واتهم حمدان مجدداً من أشار إليهم برموز "التيار الانقلابي" في حركة "فتح" بالحؤول دون قيام هذه اللجنة لأسباب مجهولة، وقال "أعتقد شخصياً أنّ شخصاً محدّداً يقود تياراً انقلابياً داخل فتح ويتوعّد قادة حماس بالويل والثبور؛ هو الذي حال دون قيام هذه اللجنة". وعمّن يقصد بالشخص الذي يقود تياراً انقلابياً داخل حركة فتح، قال أسامة حمدان "لقد أصبح واضحاً لدى كل فلسطيني أنّ محمد دحلان هو رمز هذا التيار، وهو يفعل ذلك برعاية وحماية ودعم أمريكيين". وأكد حمدان بالمقابل أنّ حركة "حماس"، مع كل ما حصل، ما زالت على قناعة تامة بأنّ الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات البينية، وقال "أؤكد للرأي العام الفلسطيني أنّ باب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وباب رئيس الوزراء إسماعيل هنية، مفتوح للجميع من أجل شراكة وطنية تحمي وحدتنا وتساعدتنا على مواصلة معركتنا التحررية". وكشف حمدان النقاب عن أنّ وفد رئيس السلطة محمود عباس قد وصل مجدداً إلى دمشق لمواصلة التمهيد لزيارة الأخير يوم غد السبت، وللقاءاته، ومنها لقاؤه مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل.