دعا شباب ثورة التغيير في اليمن إلى عصيان مدني السبت في تصعيد للاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، الذي دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بعد أن رفض التوقيع على المبادرة الخليجية في اللحظات الأخيرة في الأسبوع الماضي. وحث شباب الثورة جميع رجال الأعمال والتجار والموظفين إلى العصيان المدني السبت مساندة للثورة السلمية ووفاء لدماء الشهداء. فيما طالب خطيب جمعة "وحدة الشعب" بصنعاء فؤاد الحميري اليمنيين بالتعاون في إنجاح العصيان المدني السبت والالتزام بساعات العصيان ابتداء من الثامنة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا.
ودعا رجال الأعمال والتجار ومنتسبي القطاع العام والخاص إلى تلبية دعوة الثوار وتنفيذ العصيان المدني والامتناع يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع عن فتح محلاتهم أو الذهاب إلى وظائفهم. وطالب بوقف التعاملات مع مؤسسات الدولة التي يسيطر عليها الرئيس صالح وأعوانه أو دفع الضرائب لها، بحسب موقع "نيوز يمن" الإخباري.
وطالب الحميري دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مبادرتها، متهما علي صالح ونظامه بالمماطلة لكسب الوقت، فيما شهدت 17 محافظة يمنية الجمعة مظاهرات حاشدة تدعو إلى رحيل الرئيس فورا، إذ تجمع مئات الآلاف من المحتجين في شارع الستين أحد أكبر شوارع العاصمة صنعاء للمطالبة برحيله.
وشهدت مدينة عدن جنوبي البلاد عصر الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة ضمت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال طافت شوارع ضاحية بلدة كريتر. وحمل المشاركون لافتات تطالب بالرحيل الفوري للرئيس صالح ونظامه، كما أكدت على أولوية حل القضية الجنوبية بعد إسقاط النظام، وردد المشاركون الشعارات الرافضة للمبادرات، واصفين ذلك بأن من شأنه إطالة بقاء الرئيس في الحكم.
ونظمت تجمعات مماثلة في تعز، ثانية المدن الكبرى بالبلاد، لدعوة صالح إلى الرحيل عن الحكم.
وفي لحج، شارك آلاف المتظاهرين الجمعة في تشييع محمد علي عبد الله الذي قضى الجمعة الماضية متأثرًا بالغازات السامة التي أطلقها الأمن على مسيرة سلمية بمحافظة تعز. وطالب الخطيب بليغ التميمي المحتجين ب"الصبر والمرابطة في ساحاتهم"، وأكد أن "الحاكم متهالك أمام ثبات الثوار"، وفق قال مراسل موقع "الجزيرة نت".
وقال عصام الأهدل أحد شباب الثورة إن الآلاف خرجوا عقب صلاة الجمعة في مسيرة حاشدة طافت شوارع كرش مطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح, كما طالبوا بالزحف إلى القصر ورفض أي مبادرة خليجية أو غيرها.
وفي محافظة الضالع صلى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في ضاحية دمو، وقال الشيخ وهيب الدبعي في خطبة الجمعة إن الثورة توشك أن تقطف ثمارها، وباتت أيام صالح معدودة ولن تنفعه أمريكا أو السعودية أو أي دولة أخرى. وأشار إلى "جرائم صالح ونظامه بحق الثوار في اليمن، ولابد أن يحاكم على تلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم".
يأتي هذه التطورات في وقت يعتزم فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقد اجتماع الأحد لبحث الأزمة السياسية اليمنية، لكنهم لم يشيروا إلى توقيع أي مبادرة.
لكن مسئولين من المعارضة وفي الحكومة قالوا إن اتفاق المرحلة الانتقالية الذي كان علي صالح قد رفض توقيعه مساء الأربعاء، سيتم التوقيع عليه غدا الأحد، الذي يوافق الذكرى ال21 لقيام الوحدة اليمنية.
وأعلن عضو المؤتمر الشعبي العام الحاكم الدكتور يحيى الشعيبي في ميدان السبعين بجوار قصر صالح أن التوقيع على المبادرة الخليجية سيكون قريبا. وقال نحن نوشك على التوقيع على المبادرة الخليجية ونؤكد على احترام كافة الأطراف اليمنية لالتزاماتها وتنفيذ الاتفاقية كمنظومة متكاملة بدون تسويف أو انتقائية.
وأشارت المصادر إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم بصنعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وسفراء دول المجلس المعتمدين بصنعاء.
وفي اجتماع نادر لمجلس الدفاع الوطني الجمعة، أشاد قادة عسكريون كبار بما قالوا إنها "استجابة إيجابية ومسئولة" لمبادرة مجلس التعاون الخليجي. لكنهم قالوا أيضا إنهم بحثوا سبل "الوقوف في وجه الخارجين على القانون وأي محاولة تستهدف الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية"، وأنحوا باللائمة على المعارضة في الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن.
من جهته دعا الرئيس اليمني في كلمة مقتضبة أمام حشد من أنصاره قرب القصر الرئاسي في صنعاء إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء، بطريقة ديمقراطية. وأضاف صالح -الذي تنتهي ولايته عام 2013- "لا أستطيع أن أعبر إلا عن التقدير لجماهير شعبنا الصامد خلال أربعة أشهر أمام الحركة الانقلابية والخيانة والعمالة".
وقال إن الشعب سيقاوم المحرضين على "انقلاب عسكري"، في إشارة إلى معارضيه الذين يطالبون منذ نهاية يناير الماضي برحيله من السلطة.
ويخشى الرئيس اليمني – بحسب مصادر المعارضة- من مصير مماثل لنظيره المصري السابق حسني مبارك، بعد أن تصاعدت مطالب شباب الثورة السلمية في اليمن في بيانات متعددة تنادي بمحاكمته وإعدامه بسبب ما وصفوها جرائم القتل التي طالت الشعب اليمني على مدى 3 عقود منذ توليه الحكم في منتصف يوليو 1978.
ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل استقالة صالح بعد شهر من ذلك، لكن صالح رفض التوقيع على هذه الخطة في اللحظات الأخيرة.
وينص الاتفاق على أنه في اليوم التاسع والعشرين بعد تنفيذه يصادق مجلس النواب على قانون يمنح الرئيس اليمني ومساعديه الحصانة. ويفترض أن يستقيل الرئيس بعد ذلك تاركا منصبه لنائب الرئيس الذي يكلف حينها بتنظيم انتخابات رئاسية في مهلة ستين يوما. وبعد ذلك يصادق البرلمان على دستور جديد يطرح على الاستفتاء تليه انتخابات تشريعية.
لن أوقع على قطع رأسى من جانبه، دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الجمعة 20-5-2011، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة حقناً لدماء أبناء شعبه، مجدداً وصفه المظاهرات بأنها محاولة للانقلاب على الشرعية متهماً الثوار بالعمالة.
ولم يتطرق صالح خلال كلمته إلى جموع مؤيديه في الذكرى ال21 لقيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، إلى المبادرة الخليجية أو موعد توقيعها، رغم أن مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم كانت قد أكدت أمس أن الرئيس صالح سيوقع على المبادرة الخليجية الأحد المقبل.
وأشارت المصادر المطلعة إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم بصنعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء دول مجلس التعاون المعتمدين بصنعاء.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس، في خطاب عن الشرق الأوسط أن مساعي الشباب والثورات في المنطقة العربية تمكّنت من إسقاط رئيسين ديكتاتوريين وهناك آخرين سيسقطون, داعياً الرئيس اليمني الى تنفيذ وعده بانتقال السلطة.
وتعليقاً على خطاب أوباما، أكد مصدر، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الرئيس صالح يفهم مغزى الرسالة الأمريكية وبالتالي فإنه بات أقرب الى توقيع المبادرة من السير في طريق تفجير الوضع كما اعتقد البعض استناداً الى خطابه المتشنج الجمعة الماضية أمام مؤيديه في ميدان السبعين والذي قال فيه إن انصاره لن يقفوا مكتوفي الأيدي وستدعمهم المؤسسة العسكرية.
وكان موقع "بلومبرج" الأمريكي نقل عن المستشار السياسي للرئيس صالح والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر الحاكم الدكتور عبدالكريم الارياني قوله "إن الأطراف اليمنية ستوقع الأحد على المبادرة الخليجية لنقل السلطة".
وفي السياق ذاته، نقلت مصادر إعلامية عن قيادي في المعارضة اليمنية قوله إن أحزاب اللقاء المشترك تلقت معلومات بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اجتماعاً طارئاً السبت القادم لبحث الازمة اليمنية.
وإلى ذلك لفتت المصادر الى أن حزب المؤتمر الحاكم في اليمن يحشد لأكبر تجمع سيشهده ميدان السبعين بصنعاء منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في البلاد، وذلك في جمعة 22 مايو التي توافق "الذكرى ال21 للوحدة اليمنية"، بحسب ما سماها أنصار الرئيس.
وفيما كان الرئيس صالح قد أغفل تماماً في جمعتين سابقتين الحديث عن المبادرة الخليجية, ذكرت مصادر صحفية مطلعة أن الرئيس أبلغ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخليجية بصنعاء عند امتناعه عند التوقيع عن المبادرة الخليجية امس الاربعاء قائلاً "لن أوقع على قطع رأسي".