حذر الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي عهد البحرين، جميع الأطراف من التصعيد، بينما تشهد المملكة أسوأ اضطرابات من جانب الشيعة منذ فترة التسعينات، ودعا إلى التحلي بالصبر قبل إجراء حوار وطني. وقال ولي العهد البحريني- الذي دعا وقت سابق إلى الانخراط في حوار مع المعارضة التي تطالب بإجراء إصلاحات سياسية للتلفزيون الحكومي- إنه سيسمح باستمرار الاحتجاجات، لكنه يتعين أن تظل سلمية.
وأضاف إن هذه الاجتماعات الحاشدة يتعين ألا تتعدى على حريات الآخرين، وحث جميع الأطراف على عدم تصعيد الامور أو الانزلاق الى تهييج المشاعر، موضحًا أن "البعض لا يريدون لهذا أن يحدث لذا يتعين الالتزام التام والمجاهرة برفض ذلك بشجاعة"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وعبر عن أمله في أن يتحلى الجميع بالشجاعة والصبر والتفاؤل بدافع الانخراط بفاعلية في الحوار.
وشهدت البحرين احتجاجات قتل فيها سبعة أشخاص الشهر الماضي. واندلعت اشتباكات بين السنة والشيعة يوم الخميس الماضي وهي أول مواجهة مباشرة بين الجانبين منذ تفجر الاحتجاجات على نطاق واسع في المدينة الرئيسية بالمملكة.
وكانت الحكومة البحرينية أمرت بسحب قوات الجيش من الشوارع تحت ضغط دولي لكن الحوار السياسي الوطني لم يبدأ بعد.
وأعلنت جمعية "الوفاق" الشيعية التي قدم نوابها استقالاتهم رسميًا من البرلمان الأسبوع الماضي رفضه إجراء حوار سياسي مع السلطة إلا بعد استقالة الحكومة بعد أن حملتها المسئولية عن القمع الدموي لحركة الاحتجاج الشعبية.
وقال الشيخ سلمان إنه يتعين الا يدور الحوار في سياق محدد سلفا، وأضاف إنه يجب ألا يحدد أي طرف سلفا مجال الحوار أو الغرض منه قبل البدء فيه، مشددا على أن من الأهمية بمكان التحاور في مثل هذه الأمور وأنه لا يوجد ما يحول دون مناقشتها بعمق.
وأضاف إن جميع أطياف الشعب تتشارك في 70 الى 80 في المائة من المطالب، إذ أن الكل يطالب بالمحاسبة وبتحسين الخدمات والكرامة وأن يكون لهم صوت مسموع.
تظاهرات أمام سفارة واشنطن وتظاهر عشرات الشيعة اليوم الاثنين أمام السفارة الأمريكية في المنامة لمطالبة واشنطن بالضغط على الحكومة البحرينية لإجراء ما أسموه "اصلاحات سياسية".
وتجمع المتظاهرون خلف حاجز امام السفارة هاتفين "يسقط حمد" في اشارة الى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، و"تسقط الملكية، الشعب يريد الديموقراطية". كما ردد المتظاهرون الشعار التقليدي للتظاهرات "الشعب يريد إسقاط النظام", وفقا لفرانس برس.
وقال منير شهاب احد المتظاهرين "إذا قال الاميركيون كفى، أعتقد ان النظام لن يقول كلا", على حد قوله.
وتشهد المملكة منذ 14 فبراير تظاهرات للمعارضة الشيعية تتخذ من ذريعة المطالبة بالتغيير وإسقاط الحكومة ستارًا لها، فيما يشكك مراقبون في الشعارات التي يرفعها المتظاهرون الشيعة حول الإصلاح بالبحرين ويشيرون إلى أن تلك الاحتجاجات تدعمها إيران، بهدف تعزيز نفوذ الشيعة في المملكة الخليجية.
والبحرين تحظى باهمية استراتيجية بالنسبة لواشنطن اذ انها مقر الأسطول الاميركي الخامس.
وعرضت السلطات البحرينية على المعارضة الشيعية إجراء حوار حول الإصلاحات السياسية إلا أن هذه المعارضة اشترطت استقالة الحكومة قبل الدخول في أي حوار.
وتطالب المعارضة الشيعية باستقالة الحكومة ووضع دستور جديد للبلاد يقضي بتشكيل حكومة منتخبة مع إجراء تحقيق في ممارسات قوات الأمن، وبتوفير ضمانات تكفل استمرار الاحتجاجات السلمية مع ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام الرسمية بتغطية مكثفة لهذه الاحتجاجات.
لكن ثمة من يشكك في الشعارات التي ترفعها جمعية "الوفاق" حول الإصلاح، ويربط بين الاحتجاجات والدعم الإيراني للشيعة بالبحرين، بهدف تعزيز نفوذ الشيعة بالمملكة، إلا أن الدول الخليجية بدورها أعلنت تضامنها مع المنامة.
وفي الأسبوع أبدت السعودية تأييدها لحكومة البحرين، مؤكدة أن أمن واستقرار البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية.
وأبلغ الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع عقد في وقت متأخر الأربعاء الماضي بالرياض "أن أمن واستقرار مملكة البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية".