ذكرت صحف ليبية، أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيشارك في مظاهرة تدعو إلى إسقاط الحكومة، في موقف أثار تندر معلقين واعتبروها محاولة لامتصاص الدعوات المطالبة بإسقاط حكمه. يأتي ذلك فيما قرر ناشطون ليبيون يوم 17 فبراير يوم غضب شعبي، حيث من المقرر أن يتم تظاهرة كبرى تطالب بإسقاط الحكومة.
وقالت صحيفة "الدار" الليبية، إن القذافي قرر التضامن مع الشعب، والمشاركة في تظاهرة للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وأضافت الصحيفة، إن "القذافي ملك الجماهيرية الشعبية الاشتراكية الديمقراطية الأفريقية العظمى سوف يوفي بوعده الذي قطعه علي نفسة أمام الشعب الليبي في خطاب سابق له بمدينة سبها جنوب ليبيا في الثالث عشر من شهر أي النار (1) من العام الجاري 2011 وسوف يقود مظاهرة بالآلاف لإسقاط النظام النظام الليبي أمانة مؤتمر الشعب العام البرلمان واللجنة الشعبية العامة الحكومة وتطبيق المقولة الخالدة من الكتاب الاخضر (السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب)".
لكن الصحيفة ذكرت أن موعد المظاهرة المزمعة لم يتحدد بعد ولكن الأرجح أن يكون يوم الجمعة القادم.
وكان الموقع الإلكتروني للمعارضة الليبية "ليبيا اليوم" كشف أن القذافي أجرى لقاءات غير رسمية مع نشطاء سياسيين ورجال إعلام وحذرهم من أن كل من يتعاون مع يوم غضب السابع عشر من فبراير سيعاقب.
وبحسب الموقع، فإن القذافي قال إن العقوبة ستوجه إلى قبيلة أولئك الذين يخرجون للتظاهر.
وتشهد ليبيا حالة من الاستنفار الأمني، في محاولة لإجهاض دعوات للتظاهر، التي يتبناها ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وحذر القذافي الشباب الليبي من الموقع الذي كان النواة للاحتجاجات الشعبية في مصر.
وأكد ناشطون على "فيسبوك" أن الأمن الداخلي في بنغازي قام مساء الخميس باعتقال أحد الناشطين على الموقع، وهو جلال الكوافي البالغ من العمر 39 سنة، وذلك بعد القبض على عدد من الناشطين على الموقع ذاته من المطالبين بالحقوق العامة في ليبيا.
وناشد مراقبون ليبيون المنظمات والجمعيات الحقوقية الليبية والدولية بتبني قضية اعتقال هؤلاء الناشطين لإطلاقهم فورا، وحذروا السلطات في ليبيا من أن سياسة القمع والبطش والاعتقال التعسفي والسجن لأصحاب الرأي المخالف هي التي ستزيد من درجة الاحتقان.
يذكر أن القذافي ويبلغ من العمر 69 عاما، وهو أقدم رئيس دولة في العالم يرأس ليبيا منذ عام 1969 حيث كان آنذاك ضابطا برتبة ملازم، واشتهر بلقب "الأخ العقيد" من بين ألقاب عديدة، وقاد حينها ثورة مع مجموعة ضباط على الملك إدريس السنوسي.
وكان قد أعلن عقب سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أنه "متألم" لذلك، وقال في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي وبثتها وسائل الإعلام الرسمية إن الأخير "ما زال رئيسا شرعيا" لتونس.
واعتبر أن ما يحدث في تونس "خسارة كبيرة لها بفقدانها لزين العابدين"، مشيرا إلى أن ما حصل "لا يستحق كل هذه التضحيات". وقال "لقد خسرتم خسارة كبيرة، خسرتم تونس وخسرتم زين العابدين".
وأطلق القذافي تصريحات أخرى مثيرة للجدل إبان تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وذلك قبل قليل من تنحي الأخير عن الحكم.
ووصف الزعيم الليبى الرئيس مبارك بأنه "فقير ولا يملك ثمن ملابسه" وقال "نحن نقدم له الدعم", متهما من وصفهم بعملاء جهاز المخابرات الإسرائيلية( الموساد) بأنهم وراء ما يجري حاليا في مصر.
كما دافع القذافى الذى يتولى رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية والاتحاد المغاربى عن صديقه وحليفه الرئيس التونسى المخلوع على زين العابدين وقال إن التوانسه يكرهونه لان زوجته "طرابلسية".
الجيش المصرى يرفض استقبال مبعوث القذافي من ناحية أخرى، قالت مصادر ليبية ومعارضون لنظام حكم القذافى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة في مصر، قد رفض استقبال مبعوث شخصي من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى من دون أسباب معلنة.
وكان أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد ومبعوثه الشخصي قد وصل إلى القاهرة أمس الأول وسط تأكيدات بأن زيارته تستهدف نقل رسالة من القذافى إلى القيادة الجديدة في مصر تتعلق برغبة القذافى بتأكيد حرصه على الإبقاء على علاقات طيبة مع مصر, لكن مصادر ليبية ومصرية متطابقة في القاهرة نفت أن يكون قذاف الدم قد التقى أمس أي من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو رئيسه المشير محمد حسين طنطاوي.
وأوضحت المصادر أن قذاف الدم في الأساس لم يصل في زيارة رسمية وإنما لتقديم واجب العزاء لأسرة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري سابقا والذي توفى قبل يومين بعد صراع مع المرض, علما بأنه أمضى فترة من منفاه في ليبيا وأبقى على خطوط مفتوحة مع ليبيا. ورفض مسئول بالسفارة الليبية في القاهرة التعليق على هذه المعلومات, لكن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وهى تنظيم معارض للقذافى قالت في المقابل أنها علمت من مصادر مصرية مقربة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر , أن المجلس رفض استقبال مبعوث القذافي المعروف بعلاقاته التجارية والشخصية مع عدد من مسئولي نظام مبارك.
ولفتت الجبهة في بيان ل( الدستور الأصلي) إلى أن أحمد قذاف الدم أصيب بالهلع والصدمة عندما تلقى الرفض , مشيرة إلى أنه على الرغم مما أشيع عن اجتماعه مع قيادة الجيش المصري ، إلا أن مصدرا مقربا من القيادة المصرية أكد أن هذا اللقاء لم يتم وقوبل الطلب برفض قوي من قبل المجلس.
ولم يصدر من القاهرة رسميا أية تأكيدات لاجتماع مبعوث القذافى مع أي مسئول في المجلس العسكري المصري, فيما قال ديبلوماسى ليبي " أعتقد أن المجلس في الوقت الحالي لا يجتمع مع مسئولين عرب وأجانب في هذه المرحلة, ربما لاحقا قد يحدث الاجتماع من دون أن يعطى المزيد من التفاصيل".
وقبل عودته إلى ليبيا قال قذاف الدم في تصريحات صحفية أن بلاده حريصة على استمرار علاقاتها القوية والمتينة مع مصر "مهما كانت التطورات", معتبرا "أن ما يربط بين مصر وليبيا في الماضي والحاضر والمستقبل علاقات قوية ومتينة.
لكن قذاف الدم الذي لم يعلن عن اجتماع مع المسئولين المصريين قال أن حضوره استهدف لقاء القادة في مصر وعدد من الشخصيات لمتابعة ما يجري في مصر التي ندعمها وشعبها لتجاوز أي محن تواجهها".
وتنتشر على شبكة الانترنيت دعوات للانضمام إلى يوم الغضب الشعبي الذي دعا إليه ناشطون سياسيون في ليبيا يوم الخميس المقبل احتجاجا على تردى الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا.
وكان القذافى الذي يحمل لقب عميد الحكام العرب باعتباره الأطول بقاء في السلطة على مدى السنوات ال 42 الماضية قد حذر على مدى الأيام القليلة الماضية نشطاء وإعلاميين ليبيين من الانضمام لأية احتجاجات على نظام حكمه وتوعد بمعاقبة القبائل التي ينتمي إليها المتظاهرون.