هاجم بعض اهالي قرية أبوزعبل مقر مصنع الأسمدة بأبوزعبل الذي يملكه شقيق الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق وانضم اليهم عددا من الخارجين عن القانون وقاموا بالاعتداء علي موظفي المصنع وتحطيم بواباته ومداخله الرئيسية له بدعوى ان الشركة تلوث البيئة وتسببت المخالفات الضارة الصادرة منها وانبعاثات الأدخنة في اتلاف الأراضي الزراعية المجاورة للمصنع واصابة الاهالي بالأمراض المختلفة والمزمنة طوال أكثر من 30 عاماً منذ انشاء المصنع. وأكد الأهالي ان لهم حقوقاً في الشركة تتمثل في تعويضهم عن الاضرار التي تسببت فيها على مدي السنين، مطالبين إدارتها بصرف بدلات لهم وتعويضات لأبناء القرية الذين اصيبوا بأمراض مزمنة وتوفوا جراء تلويث البيئة.
يذكر أن المصنع كان سبباً رئيسياً في حالات اختناق كثيرة للأهالي ومعسكر الشرطة المجاور لها كما كانت تتسبب الأدخنة الكثيفة من المصنع في انعدام الرؤية علي طريق أبوزعبل – شبين القناطر، الأمر الذي كان سبباً أساسياً في كثرة الحوادث.
تحطيم مقر الوطني بملويبالمنيا راحوا فين ولاد .... دول؟ مفيش ولا واحد من ال .... دول، تلك كانت أغلب الكلمات وعلامات الاستفهام علي ألسنة الأهالي والصبية الذي دفعهم الفضول وساقتهم أرجلهم لدخول مقر الحزب "الوطني" المحترق بمدينة ملوي.
كان مقر الحزب "الوطني" بمدينة ملويجنوبالمنيا هو أخر مقار "الوطني" علي مستوي الجمهورية التي تتعرض للحرق من ثوار قبل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك عندما أشعل متظاهرون مقر الحزب قبل إعلان تنازل الرئيس المخلوع عن منصبه بدقائق قليلة واستمرت ألسنة اللهب ترتفع فوقه عدة ساعات حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الجمعة وظلت النيران تتصاعد من ذلك المقر رغم استخدام وحدة الدفاع المدني بملوي ملايين الجالونات من المياه في عملية إطفاء شارك فيها الأهالي خوفاً من وقوع كارثة بالمدينة لو انتقلت النيران لمبني سنترال المدينة العملاق الملاصق لمقر الحزب.
واستغرب الأهالي مناورات النيران التي كانت تخمد مع طوفان المياه المستخدمة في عملية الإطفاء ثم تعود لتستعر من جديد بسبب أطنان الأوراق الموجودة داخل ذلك المقر في عدد من الدواليب وكأن ألسنة اللهب حملت داخلها الغضب الثوري تجاه سياسات ذلك الحزب.. أو كانت تحتفل بسقوط عهد طالما عاني فيه المصريون من القهر وتزوير الإرادة اللذان كان الوطني رمزا لهما.
ورصدت "الشعب" صباح الاثنين، فرحة الأهالي والصبية بدخولهم مقر تلك القوة السلطوية دون ممانعة من أحد معبرين عما كبت داخلهم من رغبة على مدى عقود مبادرين بتكسير ما تبقي واغتنام قليل من الأوراق المبللة التي أهملتها ألسنة اللهب لتكون شاهدة علي سقوط رمز وزوال عهد.
وتنوعت تلك الأوراق بين مضابط جلسات المجالس المحلية القروية ومحلي مركز ملوي الذي كان يستقر في ضيافة الوطني بنفس المبني، كذلك استمارات عضوية للآلاف الذين سعوا لتلك العضوية للارتقاء أو الترقي الوظيفي أو حماية مصالحهم.
عبر الاندماج في عملية سياسية مهترءة من أقصر أبوابها ولم يخطر بأذهانهم أبداً أن يأتي يوم تدوس أقدام العابرين طلباتهم أو تعبث أيدي أطفال الشوارع بصورهم.