شهدت مراكز الاقتراع في اليوم الأخير من الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوب السودان السبت، اقبالا ضعيفا في جوبا عاصمة الجنوب في حين وصلت المشاركة الاجمالية في بعض المراكز منذ الأحد الماضي إلى نحو 90%. وأفاد مراسل "فرانس برس" أن حوالى عشرة أشخاص فقط اقترعوا في مركز مقام في الساحة المجاورة لضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق بين الساعة الثامنة (الخامسة توقيت جرينتش) والتاسعة. وكان هذا المركز الذي يعتبر الأكبر في جوبا شهد طوابير طويلة في اليومين الأول والثاني من الاقتراع الأحد والاثنين الماضيين. وتبين أن غالبية المقترعين هم من الذين سبق وان تسجلوا في جوبا ثم غادروها إلى مناطق أخرى، فكان لا بد لهم من العودة لانه لا يحق لهم الاقتراع الا في المكان الذي تسجلوا فيه. المسئول في المركز من قبل مفوضية الاستفتاء مانيانج مالوك الكوت قال إن الساعة الاولى للاقتراع السبت لم تشهد سوى مشاركة نحو عشرة أشخاص. واضاف في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن أقل من مئة شخص اقترعوا الجمعة في حين أن نسبة المشاركة الاجمالية في المركز وصلت إلى 88% منذ الاحد الماضي، موضحا أن أكثر من 11 الف شخص اقترعوا حتى الان من أصل 12258 مسجلين في المركز نفسه. وأوضح أن مراكز الاقتراع ستقفل ابوابها في الساعة 18,00 مستبعدا تمديد الاستفتاء بعد ان وصلت نسبة المشاركة الى هذه النسبة المرتفعة. ويفترض أن تصل نسبة المشاركة إلى 60% من المسجلين لاعتماد النتيجة، حسب ما هو وارد في اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب الموقعة عام 2005. جورج ايمانويل (22 عاما) كان بين المقترعين صباح السبت. وقال "تأخرت في الاقتراع لانني كنت في ولاية شمال كردفان شمال الخرطوم واستغرقت رحلتي إلى جوبا ستة أيام". واضاف "بما انني تسجلت في جوبا كان لا بد أن اقترع فيها وكنت خائفا من عدم الوصول في الوقت المناسب، اما الان فانا مسرور لانني اقترعت لصالح الاستقلال وسأعيش هنا ولن أعود إلى الشمال". أما زكي ايومي (25 عاما) فقال بعد أن اقترع "كنت في رومبك عاصمة ولاية البحيرات واستغرقت رحلتي اربعة ايام، وانا مسرور لانني شاركت في الاقتراع لاستقلال بلادي". وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها الأحد الماضي لمدة اسبوع تنتهي مساء السبت. والمشاركة في الاستفتاء تكون عبر الاختيار بين "الوحدة" و"الانفصال" وبات من المؤكد أن الجنوبيين صوتوا بغالبية ساحقة إلى جانب الانفصال.