سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استفتاء تقرير مصير جنوب السودان يدخل يومه الثالث اقبال حماسي للسودانيين في الجنوب والخارج علي الإدلاء بأصواتهم احتفاء دولي بالاقتراع باعتباره "خطوة تاريخية" نحو السلام الشامل
تواصل امس الاقبال الشديد علي مراكز الاقتراع في جنوب السودان لليوم الثاني علي التوالي للمشاركة في الاستفتاء الذي يرجح ان يفتح الباب امام انفصال الجنوب عن شمال السودان، وسط اجواء حماسية مؤيدة بقوة للانفصال. واعتبر المجتمع الدولي اليوم الاول من الاستفتاء بداية إيجابية ووصفه بأنه "خطوة تاريخية نحو استكمال اتفاق السلام الشامل". وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح امس بعد أن شهدت إقبالا جماهيريا مكثفا بالولاياتالجنوبية بينما تراوحت نسبة الإقبال في الشمال بين الضعيفة والمتوسطة. وقالت مفوضية الاستفتاء ان المراكز تغلق ابوابها في الساعة الرابعة مساء اي مع غروب الشمس نظرا لعدم توافر الكهرباء في اغلبها. اما في المركز الكبير المقام في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتي ان بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من انهم سيكونون بين اوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع .وفي المركز الاكبر في جوبا في الباحة المجاورة لضريح جون قرنق الزعيم التاريخي للجنوبيين كان الوضع مشابها . ورحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك ببدء الاستفتاء مشيدة ب"العمل الضخم" الذي قامت به اللجنة الانتخابية والتعاون بين القادة الجنوبيين والشماليين.كما اشار وزراء خارجية الدول الثلاث هيلاري كلينتون ووليام هيج يوناس ستور ب"تعهد" الرئيس السوداني عمر البشير باحترام نتيجة الاستفتاء. ووصف الثلاثة بداية التصويت بانها " خطوة تاريخية نحو استكمال اتفاق السلام الشامل" الذي وضع عام 2005 حدا لحرب اهلية استمرت اكثر من 20 عاما بين الشمال والجنوب مخلفة مليوني قتيل.لكنهم اعربوا ايضا عن قلقهم العميق بشأن الوضع في منطقة ابيي المتنازع عليها وذكروا الجانبين بمسئولياتهما للخروج سريعا من المأزق. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ارتياحه البالغ إزاء بدء عملية الاستفتاء علي مستقبل جنوب السودان. وهنأ اوباما في بيان صدر عن البيت الأبيض شعب الجنوب الذي يصر علي تقرير مصيره كما تعهد بمواصلة تقديم الدعم للسودان بعد الاستفتاء الذي وصفه بأنه خطوة تاريخية تهدف إلي تنفيذ اتفاقية السلام الشامل لضمان تعايش جميع الأطراف والتزامها بتعهداتها في أنحاء السودان.وحذر جميع الاطراف من تبني لغة خطاب تحريضية او اعمال عنف بهدف ثني الناس عن الذهاب الي مراكز الاقتراع. وفي جوبا اندمج الممثل الامريكي جورج كلوني والسناتور جون كيري مع الجماهير التي اخذت تغني وترقص.وقال كلوني "انه لامر عظيم حقا ان نري الناس يصوتون فعلا من اجل حريتهم. هذا ليس امرا تراه كثيرا في حياتك". وشارك الاف الجنوبيين في الخارج في التصويت واصطفوا طوابير طويلة امام مراكز اقتراع في اثيوبيا ومصر وكينيا واوغندا في انتخابات منحتهم فرصة العودة الي الجنوب اذا ادي التصويت الي الانفصال.وفي تطور لاحق, كشف حزب المؤتمر الوطني بولاية شرق الاستوائية عن ادلة قال انها "مؤكدة" تدل علي عدم نزاهة الاستفتاء بولايات الاستوائية الثلاث. وقال فريدريك جبريال اوتيم امين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني دائرة الجنوب ان هناك حملات ترويجية مكثفة داخل الكنائس تدعو المواطنين الجنوبيين للتصويت لخيار الإنفصال في ولايتي شرق وغرب الإستوائية وولاية بحر الجبل خلال اليومين الماضيين .وأوضح جبريال أن مسئولين بحكومة الجنوب ووزراء وحكام ومحافظي الولايات الثلاث قاموا بزيارات مماثلة لجميع مراكز الولايات لدعوة المواطنين والموظفين وتهديدهم بعدم صرف رواتبهم إذا إختاروا خيار الوحدة , وإتخاذ إجراءات قانونية ضدهم بإبعادهم من جنوب السودان . وأضاف أن الكثير من المراكز خالية من وجود المراقبين الدوليين والمحليين كما أن المواطنين عزفوا عن التصويت خوفا مما وصفه تسلط الجيش الشعبي والشرطة بالولايات الثلاث. وتتواصل اعمال الاستفتاء طيلة اسبوع بسبب وعورة مناطق الجنوب السوداني وافتقارها الي الحد الادني من المواصلات.الا ان زعيم حكومة الجنوب سلفا كير دعا بعد ادلائه بصوته الجنوبيين الي التحلي بالصبر والادلاء باصواتهم منذ الايام الاولي للاستفتاء.ومن غير المتوقع صدور النتائج الاولية للاستفتاء قبل نهاية الشهر الحالي، علي ان تصدر النتائج النهائية في منتصف فبراير المقبل.وادت حوادث امنية وقعت في نهاية الاسبوع الماضي الي عرقلة عمليات الاستفتاء في بعض مناطق ولاية الوحدة المجاورة للخط الفاصل بين الشمال والجنوب.كما وقعت مواجهات دامية في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب والتي تحتوي علي موارد نفطية. الا ان هذه المنطقة غير معنية حاليا بهذا الاستفتاء.