كشفت صحيفة هارتس العبرية سخف بعض الاصوات النشاز التي كانت تسخر من صواريخ المقاومة الفلسطينية، حيث اكدت على الاهمية الاستراتيجية لهذه الصواريخ، معتبرة انه «من الأجدر أن نُسمي عام 2006 عام الصاروخ، العام الذي أملى فيه إطلاق الصواريخ على الأراضي الاسرائيلية من قطاع غزة ومن لبنان، أكثر من أي عامل آخر، السياسة الخارجية والأمنية الاسرائيلية». وقالت الصحيفة ان سديروت ومحيطها تعرضا في السنة الماضية لأكثر من ألف صاروخ من غزة، وإبان الحرب على لبنان أُطلقت على «المناطق الشمالية في الدولة 4 آلاف صاروخ». واضافت: «دفن أولمرت خطة الانطواء التي كان قد طرحها لسبب واضح: بإمكان اسرائيل أن تتعايش مع سقوط الصواريخ على سديروت، وكذلك مع الصواريخ في الشمال لفترة محدودة، ولكنها ستجد صعوبة في تحمل صواريخ تسقط على القدس وتل أبيب، كان من الممكن إغلاق الميناء والمصافي في حيفا لمدة شهر لوجود منشآت بديلة في أسدود، ولكن ليس هناك بديل لمطار بن غوريون ولا لمقار الحكم والتجارة والثقافة في غوش دان (المنطقة المحيطة بتل أبيب) والقدس. لذلك يصعب الحديث عن انسحاب ملموس في الضفة يؤدي الى سحب الجيش الاسرائيلي من المناطق المطلة والاستراتيجية قبل ايجاد حل للصواريخ». وكشفت الصحيفة عن الاهمية الاستراتيجية للصواريخ حين قالت: «أخطأت المؤسسة السياسية والأمنية في اسرائيل في فهم المغزى الاستراتيجي للصواريخ. لقد استخفوا بها وسموها «أشياء متطايرة» وكأنها خُردة من خردوات العصابات. من الصعب أن يتأثر الانسان كثيراً بسبب ماسورة فولاذية مملوءة بالسكر وبعض المواد المحترقة المندفعة بالمقارنة مع السلاح المتطور الموجود في الترسانة الاسرائيلية. ما هي كل هذه الأسلحة بالمقارنة مع طائرة «إف 16» ومروحية «أباتشي» والقنابل الذكية التي يملكها الجيش الاسرائيلي؟ ولكن قوة القسام لا تنبع من تكنولوجيته بل من الجمع بين الإطلاق المكثف وانعدام وجود أسلحة مضادة فعالة لدى الطرف الآخر. عمليات القصف والاغتيالات في قطاع غزة ووقف إطلاق النار كذلك لم توقف إطلاق الصواريخ». واشارت الى ان اول صواريخ المقاومة الفلسطينية «أصاب اسرائيل في الثاني والعشرين من شباط 2002»، معتبرة ان «خمس سنوات مضت منذئذ كان بالإمكان خلالها تحسين التحصين والحماية وتطويرهما في التجمعات السكانية الموجودة في محيط غزة، وتطوير نظام لاعتراض الصواريخ». واضافت: «بحسب رأي الخبراء، من الممكن خلال سنتين تطوير أول منظومة دفاعية ضد القسام أو الليزر. المنظومة لن تغطي اسرائيل كلها بمظلة دفاعية مُحكمة، ولكنها ستقلص الإصابات والأضرار. ولكن قادة الجيش ووزارة الدفاع اعتبروا ذلك هدراً للمال». واعتبرت الصحيفة «إن انعدام الحساسية العسكرية يبدو غريباً بعد مضي الوقت. أولاً، التهديد كان معروفاً اسرائيل هوجمت في الماضي بالكاتيوشا في الجليل وفي بيسان. ثانياً، الجيش الاسرائيلي حذّر من وجود آلاف الصواريخ لدى حزب الله، ولكنه طور رداً فقط على الصواريخ البعيدة المدى وأهمل صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى. ثالثاً، اعتبروا في الجيش أن «كي الوعي» هو الذي يحسم الحروب وليس عدد القتلى وعدد القذائف التي أُطلقت. هذه الاستخلاصات لم تُترجم الى عملية بحث عن رد ملائم على الصواريخ». واضافت: «خلال المداولات الأخيرة التي أجراها أرييل شارون قبل ساعات من انهياره، ضرب على الطاولة وطالب المؤسسة الأمنية بطرح أفكار جديدة لمواجهة صواريخ «القسام» قائلاً إن هذا الوضع لا يمكن أن يتواصل على هذا النحو، قالها صارخاً».
وطالبت الصحيفة أولمرت وبيرتس بوضع «تهديد الصواريخ في مستوى عالٍ من الأهمية والبحث عن رد متنوع، عسكري وسياسي، عليه». واضافت: «الرد يجب أن يسعى لإنقاذ سديروت وعسقلان وكذلك لإعادة حرية الحركة السياسية للحكومة. من دون هذا الرد، سيجد رئيس الوزراء صعوبة في تجسيد وعده بترسيم حدود ديموغرافية جديدة لإسرائيل وإنزال المستوطنين عن قمم الجبال».