نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية الأحد (18-4)، تقريراً لمراسلها العسكري حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية لسقوط صواريخ في مواجهة أو حرب مقبلة، فيما نقلت عن خبير أمني أن نحو 13 الف قذيفة موجهة إلى الكيان الصهيونى. ويعود معد التقرير إلى عملية "عناقيد الغضب" الصهيونية ضد لبنان في العام 1996، مدعياً أن حزب الله استنفد كافة القذائف والصواريخ التي كانت بحوزته انذاك خلال المواجهة، إذ أطلق نحو 800 قذيفة يصل مداها إلى 25 كليومتراً. واليوم، حسب التقرير، يملك الحزب أكثر من 40 الف قذيفة تطال كافة أرجاء الكيان الصهيونى، إلى جانب حصوله على صواريخ سكود. وتساءل معد التقرير إن كان حقاً حصول الحزب على صواريخ سكاد بمثابة حدث كاسر للتوازن وإنطلاق مرحلة جديدة، ولفت إلى أن المعلومات حول حصول حزب الله على صورايخ سكاد من سوريا لم تحدد طراز أو نوع الصواريخ إن كانت "بي" أو "سي" أو "دي". ففي حال زودت سوريا الحزب بصواريخ (سكود- دي) التي يصل مداها الى 700 كليومتر وتحمل رؤوس متفجرة يصل وزنها إلى الطن، ضعفا وزن المتفجرات في القذائف الكبيرة، فإن للحزب قدرة أفضل على التصويب واستهداف التجمعات السكانية الصهيونية. ويرى معد التقرير أن النتيجة واضحة في حال حصول حزب الله على صواريخ سكاد، فسيكون بمقدوره استهداف مقرات القيادة العسكرية ومعسكرات سلاح الجو والإستخبارات والبنى التحتية الاستراتيجية ومطار بن غوريون، وهو ما لم تواجهه الدولة الصهيونية في أي من حروبها السابقة.
معادلة جديدة وحسب التقرير، فإن صواريخ سكود "تبقي "اثر" لمكان إطلاقها خلافاً للقذائف، ما يتيح لسلاح الجو الإسرائيلي تعقب المصدر وتدميره، مشيراً إلى أن منظومة "حيتس" الدفاعية نجحت في إختبار تدمير صواريخ شبيهة بسكود". ويضيف "ان حصول حزب الله على هذه الصواريخ هي البداية فقط، مما يفرض معادلة جديدة للصراع في المنطقة، إذ إن محور دول الممانعة تبنى استراتيجية المقاومة، فخلافاً للحروب العربية – الإسرائيلية منذ العام 1948 حتى 1973 التي كان هدفها تدمير اسرائيل وإحتلالها، أو إحتلال مناطق محدودة تخل بميزان القوى كما حصل في حرب 1973، فإن الإستراتيجية التي تبنتها المقاومة لا تهدف إلى تدمير اسرائيل أو احتلال مناطق محدودة، بل تستند إلى استنزاف اسرائيل بهدف تآكل قوتها، وذلك من خلال قصف كثيف لجبهتها الداخلية ومواقع الضعف فيها". ويرى معد التقرير أن لهذه الغاية تقوم ايران بتزويد حزب الله وحماس بمخزون كبير من الصواريخ لتصبح تل أبيب مهددة على كافة الجبهات، خصوصاً وأن ليس بمقدور ايران توجيه صواريخ شهاب الى الكيان الصهيونى بكثافة بسبب البعد الجغرافي، لذا تستعين بحركات المقاومة المجاورة للكيان. وينقل معد التقرير عن الخبير في الصواريخ، عوزي روبين، أن 13 الف قذيفة موجهة الى اسرائيل وتحمل 1435 طناً استعداداً لأي مواجهة مقبلة، اضافة لعدد كبير من قذائف الكاتيوشا والقذائف قصيرة المدى التي يملكها حزب الله. وبحسب روبين، فإن ايران وسوريا وحركات المقاومة استطاعت بناء قوة ردع صاروخية موازية للتفوق الجوي الصهيوني. ويقول التقرير أن الرد الصهيوني على التحول الحاصل في ميزان القوة ما زال قيد البلورة، ويلفت إلى أن وزير الحرب الصهيوني إيهود براك كان أول من عبر عن ذلك علانية في لقاء لصحيفة "هاآرتس" في العام 2007، من خلال حديثه عن حاجة الكيان لتطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، واشترط أي انسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة بنشر أنظمة دفاع جوي بغية مواجهة خطر إطلاق قذائف من الأراضي التي يسنحب منها الجيش، وذلك بعد استنتج ان رد حركات المقاومة على الإنسحاب الصهيوني من قطاع غزة كان بإطلاق القذائف على البلدات الصهيونية في الجنوب. ونقل التقرير ايضاً عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الصهيوني، جادي ايزنجوت، قوله في محاضرة في جامعة تل أبيب إنه يتوقع من المواطنين الصهاينة في حرب مقبلة أن "لا يزعجوا" الجيش وأن يبقوا في الملاجئ لتفادي الخسائر البشرية ومنح الفرصة للجيش لضرب وتدمير مواقع اطلاق الصواريخ والإنتصار. وقال التقرير إنه "حتى في حال انسعى الجيش في الحرب المقبلة إلى الحسم السريع، لكنها ستسمر لأسابيع تتعرض خلالها الجبهة الداخلية لمئات الصواريخ والقذائف يومياً". وتستند العقيدة العسكرية الدفاعية للجبهة الداخلية في الجيش إلى الإنذار المبكر من خلال رصد الصواريخ ومسارها وتحذير المواطنين في المكان الذي سيقع فيه الصاروخ، ما يتيح للمواطنين الخروج من الملاجئ ويزيد من قدرة تحملهم، لكن ذلك يعرض ثقة المواطنين بالجيش إلى الخطر، إذ من الممكن أن تسقط صواريخ في أمكنة يكون خلالها المواطنين خارج الملاجئ ولا يتلقونم الإنذار بالوقت المناسب. والعامل الثاني الذي تستند اليه العقيدة الدفاعية للجبهة الداخلية هو "الحماية الفعالة"، أي مواجهة الصواريخ بالصواريخ، إذ أن المنظومة الوحيدة الصالحة في الكيان الصهيونى وبمقدورها مواجهة الصواريخ طويلة المدى هي منظومة "حيتس"، لكن تطوير مرحلتها الثالثة ا لمواجهة صواريخ على ارتفاع عال لم تصادق عليه الحكومة بعد فيما يملك الجيش حالياً صواريخ "حيتس 2" بكمية يحظر نشرها لكنه لم يطلب كمية إضافية لإعتبارات مالية. ولفت التقرير إلى أن التكلفة الباهظة لإنتاج صواريخ "حيتس" الدفاعية لا تتيح إنتاج الكمية ذاتها من صواريخ شهاب وسكاد الإيرانية. اما المنظومات الدفاعية الجوية الأخرى فما زالت قيد التطوير، فمنظومة "شرفيت كسميم" لمواجهة القذائف متوسطة المدى ما زالت قيد التطوير، ومنظومة "القبة الحديدية" لمواجهة القذائف قصيرة المدة جرى تطويرها بسرعة فائقة لكن لم يقرر بعد الكمية التي ستصنع، إذ حصل الجيش على منظومتين ستكون جاهزة لللإستعمال في المستقبل القريب ويبحث عن مصادر تمويل لشراء 6 منظومات اضافية شبيهة، فيما يقدر خبراء أن الكيان الصهيونى بحاجة الى 20 منظومة لتغطية الجليل والنقب.