تستعد بريطانيا لإرسال مجموعة من الجنود المرتزقة لتجنيد مواطنين صوماليين من أجل محاربة القراصنة هناك. وجاء هذا القرار بعد إطلاق سراح مواطنين بريطانيين تعرضا للخطف قبالة السواحل الصومالية أثناء قضائهما لإجازة التقاعد. وأطلق سراح بول وراشيل تشاندلر بعد عام كامل قضياه في الصومال بعد أن اختطفهم القراصنة عندما أبحرا بيخت من جزيرة شيسل إلى تنزانيا. وذكرت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية أن الحكومة قررت الإقدام على هذه الخطوة من أجل مزيد من التأمين للبريطانيين.
وتشير الصحيفة أن الخطة البريطانية تواجه الكثير من المخاطر بسبب فشل هذه الخطة من قبل مع عدة دول بعد أن قاموا بتدريب مواطنين صوماليين ويعطوهم أسلحة فيقوموا بالانضمام للقراصنة أو إلى الإسلاميين في الصومال. وتهدف الخطة لإعطاء زوارق سريعة لمواطنين صوماليين مدربين ليحتلوا سواحل الصومال عن منطقة القرن الإفريقي ليسيطروا عليها بدلاً من القراصنة الذين يستعملون مراكب الصيد في خطف الضحايا والمطالبة بفدية كبيرة من دولهم.
وشهد العام الحالي حوالي 164 عملية قرصنة، وخطفت 37 مركبة بحرية، واحتجز 700 شخص تقريبًا توفي وأصيب منهم 12 شخص.وطبقا للصحيفة سيحصل الجنود المرتزقة على حوالي 1800 دولار في اليوم الواحد يتم خصمها من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، وهو ما أضفي المزيد من الجدل على الخطة البريطانية.
وستعمل وزارة الخارجية البريطانية على تنفيذ الخطة من خلال الأممالمتحدة التي تسعي لتخفيف حدة القرصنة في القرن الإفريقي والذي أحدث الكثير من المشاكل في الأعوام الماضية.
وكشف بيان داخلي في الأممالمتحدة أن العمل على إنهاء حالات الاختطاف والقرصنة في العالم من مهام المنظمة الدولية، وحصلت صحيفة الديلي تليجراف على البيان ونشرت منه مقتطفات منها “لو لم يعد من الممكن للسلطات الصومالية القضاء على القراصنة هناك، فإن إرسال مدربين إلى هناك أمر ممكن”.
وحذر قادة عسكريون بريطانيون ومصادر في وزارة الدفاع حكومة بريطانيا من مضاعفات التقليل من تقدير التهديد الذي تواجهه المملكة المتحدة من قبل القراصنة الصوماليين، فقد آثار ازدياد عدد هجمات القراصنة في خليج عدن والمحيط الهندي مخاوف من احتمال تعطل إمدادات الغاز والنفط إلى المملكة المتحدة وارتفاع أسعار مواد الطاقة خلال فصل الشتاء. ويأتي ثلث واردات المملكة المتحدة عبر البحر الأحمر وخليج عدن ونحو 15% من واردتها من الغاز الطبيعي.
وحذر قادة عسكريين بريطانيين بارزين من أن قيام القراصنة الصوماليين باعتراض ناقلتين للغاز الطبيعي المسال سيكون له تأثير كبير وسريع على المملكة المتحدة كونها تفتقد إلى القدرة على تخزين الغاز المسال.
وطالب القادة العسكريين الحكومة البريطانية بالعدول عن قرارها الاستغناء عن طائرات الاستطلاع من طراز نمرود في إطار مراجعة إستراتيجية الدفاع التي أقرتها، وشددوا على أن هذه الطائرات ستعزز الجهود الدولية الرامية إلى منع القرصنة في خليج عدن، بسبب قدرتها على تغطية مناطق واسعة بفضل أنظمتها المتقدمة في تتبع السفن.
وقال مصدر بوزارة الدفاع البريطانية “إن مسئولي الوزارة يشعرون بالإحباط لأن الحكومة تنظر إلى قضية القرصنة على أنها ليست أكثر من تعبير عن السخط وليست خطراً على الاقتصاد البريطاني”.
وأضاف المصدر "السؤال الذي يجب أن نوجهه إلى الحكومة هو، هل تريد أن ترى أسعار الوقود ترتفع خلال فترة عيد الميلاد بسبب القرصنة الصومالية؟".