برلمانية أوكرانية: خسارة أوكرانيا لمدينة أوجليدار مسألة وقت    بايدن يؤكد عدم اتخاذ أي قرار بشأن السماح لكييف بضرب العمق الروسي    موعد مباريات اليوم الإثنين 23 سبتمبر 2024.. إنفوجراف    وفاة والد الإعلامي أحمد عبدون    «كاسبر» يناقش القضية الفلسطينية في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي ال14    إعلام عبري: الشاباك ينفي تقارير عن مقتل السنوار    اليوم.. فصل الكهرباء عن 5 قرى بمدينة نقادة بقنا    ستوري نجوم كرة القدم.. رسالة صلاح لأحمد فتحي.. احتفال لاعبي الأهلي.. غالي في الجيم    ملف رياضة مصراوي.. قميص الزمالك الجديد.. مدرب منتخب مصر للشباب.. منافس الأهلي في إنتركونتيننتال    محاميهم يكشف مستجدات زيارة فتوح لأسرة الضحية.. وموقف شكوى التوأم ضد المصري    عملوها الصغار ووقعوا فيها الكبار، مصرع شخص في مشاجرة بالشوم بالأقصر    مصدر مطلع: مؤتمر صحفي لوزير الصحة من أسوان الاثنين    الأزهر يُعلن تكفله بكافة مصروفات الدراسة للطلاب الفلسطينيين بمصر    الزراعة: تغير المناخ السبب في ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة بنسبة 80%    ماذا سيعلن وزير الصحة من مؤتمره الصحفى بأسوان اليوم؟.. تفاصيل    إعلام عبري: قرار أمني بالتصعيد التدريجي ضد حزب الله دون دخول حرب شاملة    إنفوجراف| حصيلة 350 يومًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد افتتاح مهرجان حصاد أرز الجفاف"عرابي 3"    هل يلوث مصنع كيما مياه النيل؟.. محافظ أسوان يجيب    نائب محافظ قنا يشهد بدء تشغيل شادر نجع حمادي الجديد    رسميا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23 سبتمبر 2024    ميلان يحسم ديربي الغضب بفوز قاتل على الإنتر    قائمة الفرق المتأهلة لدور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا    إعلامي مفاجأة.. سيف زاهر يُعلن بديل أحمد شوبير في «ملعب أون تايم»    رقم مميز جديد لبرشلونة في الدوري الإنجليزي    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين «بيع وشراء» بالمصنعية (تفاصيل)    بعدما سجل سعر الكرتونة 190 جنيها.. «بيض السمان» بديلا عن الدواجن    قاد سيارته داخل مياه البحر.. القبض على سائح مصري بمدينة دهب في حالة سكر    تحذير بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: ظاهرة جوية وصفتها الأرصاد ب «الخطيرة»    انتداب المعمل الجنائي لفحص آثار حريق منزل بالجيزة    محافظ أسوان: لا إلغاء لأي فوج سياحي.. وأحمد موسى يطالب بمحاسبة مروجي شائعات الوفيات    أستاذ علوم سياسية: تفجير إسرائيل لأجهزة البيجر بجنوب لبنان ضربة غير مسبوقة    أتلتيكو مدريد يخطف تعادلا مثيرا من رايو فاليكانو في الدوري الإسباني    محمد عدوية وحمادة الليثي.. نجوم الفن الشعبي يقدمون واجب العزاء في نجل إسماعيل الليثي    أحمد نبيل باكيا: "تعرضت لأزمة وربنا رضاني بصلاة الفجر"    جيش الاحتلال: صفارات الإنذار تدوى بمنطقة بيسان بعد تسلل مسيرة أطلقت من العراق    فريدة الشوباشى: الدولة تدرب وتؤهل الشباب للعمل وتتعاون مع المجتمع المدنى    أحمد بتشان يطرح كليبه الجديد "قتال" من اليونان    حدث بالفن| اعتزال فنان وآخر يعود لطليقته وأزمة بسبب فيلم أوراق التاروت    وفاة اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية    مصدر حكومى لإكسترا نيوز: مؤتمر صحفى لنائب رئيس الوزراء ووزير الصحة اليوم فى أسوان    وكيل «صحة الشرقية» يجتمع بمديري المستشفيات لمناقشة خطط العمل    حملة 100 يوم صحة تقدم أكثر من 82 مليونا و359 ألف خدمة مجانية في 52 يوما    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    محافظ أسوان يكشف مفاجأة بشأن الإصابات بالمستشفيات.. 200 فقط    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدا من حزب حماة الوطن    رئيس جامعة أسيوط يستجيب لأسرة مواطن مصاب بورم في المخ    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    لهذه الأسباب.. إحالة 10 مدرسين في بورسعيد للنيابة الإدارية -صور    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الشعب يوم 06 - 01 - 2007


الثورة والأخلاق فيالمشروع الحضاري الإسلامي
[email protected]
في مضمار الثورة ..كانلنا .. ان نقف .. عند أولئك الثوار الذين . كان لهم بصمات بالتحولات الكبرى ..فيالعالم .. او على درب المجد والثورة.. اذ ان التاريخ . يجري بالاخرين .. جريه ..بالاولين ..
سبق .. أن قلنا ..
أن القرآن قد وضع .. الآلية الأولى .. فيفقه الثورة ...ليتضح من المعادلات القرآنية كيف أن الله تعالى يحب الأحراروالثوار..وأن هذه الشاكلة من البشر المذعنة للاستبداد .. وصفهم القرآن .. أنهمكانوا قوما فاسقين .. (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواقَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف : 54 ).. .. من هنا كان في فقه الثورة الإسلامي.. أنالطاعة للطغيان( فسق) .. وبالتالي كان الاستنتاج المنطقي أن العصيان والثورة ( إيمان.)... أي أنهم لو كانوا أعلنوا العصيان والثورة .. لأنتفى عنهم الفسق ..
أحيانا يخيل الي ان كل سورة من القرآن بمثابة منشور سماوي ضد المتألهينوالطغاة في العالم وان -لا اله إلا الله تعطي نفسا عميقا وشهقة من الحرية ولذلكلوعرف المستعبدين للطغاة قيمته ..لتناولوه سرا عن أعين المجرمين ولهذا قال نتانياهولعرفات يوما عن فقرات القران التي يبثها التلفزيون الفلسطيني ( القرآن محرض يجبمنعه ) وهي عبارة تعضد ما نقولة. من خلال هذا وضع جورج بوش القرأن البديل . اواليونسكو ..التي تريد تغيير القرآن ..
يالصفاقتهم ... وهم لا يكنوها في صدورهم .. بليتعاملوا بها اليوم بفجر مفضوح .. .. من هنا غيرت المناهج ..الدينية .. من هنا.. وضعوالنا قرانا بديلا.. لانهم يدركون ماهية القرأن ..
الذي فية سورة باسم سورة القتال (محمد ) وسورة التوبة .. والانفال..
كما اعتقد أن الإنسان الذي يحمل القرآن بينجنبيه فقد حمل كل مقومات الثورة - ولم يختلف كثير من مفكري العالم عن البعد الثوريللقرآن ليقول مصطفى السباعي ثورة القران ضد الظلم والفساد والباطل ما تزال قائمةولم تنته معركتها ولن تنتهي مادام في الدنيا ظلم وفساد . يقول المستشرق الفرنسي ETINIET سيكون القرآن حافزا للجهاد يردده المؤمنون كما يردد غيرهم أناشيد الحرب . واعتبارا أن المصطفى كان آخر الثوار يقول جورج حنا محمد بن عبد الله كان ثائرا عنداأبى ان يماشي أهل الصحراء في عبادة الأصنام وعاداتهم الهمجية ويقول مارسيلبوازار
مما لاريب فيه إن محمد كان ثائرا في النطاق الذي كان فيه كل نبي ثائربوصفه نبيا أي بمحاولته تغيير المحيط الذي كان يعيش فيه .
ولم تختلف الرؤية عنسيد قطب في أحد مقالاته لقد كانت رسالة محمد ثورة تحريرية كاملة للإنسانية ثورةشملت كل الجوانب الإنسانية .
بل إنني اعتقد أن خروجنا في الأعياد ونحن نجهربكلمات [ لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون] ماهي إلا بمثابة تظاهرة إسلامية في وجه الباطل كيف نتفوه بها اليوم وقد خنقها الكفرفي حناجرنا ببغداد وفلسطين والشيشان ..
واقع الطغيان مشكلة الأمم عبر كل العصوروالدهور .. وكان القرآن .. هو الحل .. بمثابة زاد المجد والثورة أرسل الله تعالىالرسل بالكتب ومعهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .. وكان الحديد فيه بأسشديد .. نعم القوة هي التي تحمي الحق .. (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَابِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَالنَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُلِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّاللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 )..
القرآن دائما ما يجهض فلسفة ذهبالمعز وسيفه .. قال ابن خلكان .. أن الناس اجتمعوا للقاء المعز عند قدومه إلىالقاهرة واجتمع به جماعة من الإشراف فسأله احدهم إلى من ينتسب مولانا فقال المعزسنعقد مجلسا .. ونسرد عليكم نسبنا .. فلما استقر المعز جمع الناس في مجلس عام وجلسلهم وقال هل بقي من رؤسائكم احد ؟ قالوا لم يبق معتبر....فسل عند ذلك نصف سيفه وقالهذا نسبي ونثر عليهم ذهبا كثيرا وقال هذا حسبي ..
فقالو ا جميعا سمعناواطعنا..
اذ أن.. تلك الشاكلة .. التي سمعت و أطاعت للطغيان .. لا تنهض به الأمم .. وهم ما ينسحب عليهم معادلة .. الفسق من الآية أعلاه .. أما إذا تحول الأمر إلىالنقيض .. أي حينما يركلون ذهب المعز .. ولا يتهيبوا سيف فرعون .. هنا يتحقق.. الإيمان . وبالتالي الحرية. هذا المجتزيء .. سقناه قبل ذلك ....(القرآن ) كتابالمجد والثورة .... ما أروع كلام السماء .. انه زاد الثوار .. يستشعر من مواقفالأنبياء الجلد والصبر والكفاح...
.ونقول ...
كان لابد .. ان نستقى ,, من التجربة الانسانية . حيث .. ان التجربة الانسانية حق مشاع .. يقول . ودروويلسون .. أن بذور الثورة هي الاستبداد ..
The seed of revolution is repression. Woodrow Wilson
,ولقد كانت البشرية تهفو الى ذلك الشعور .. وهي انيعيش الانسان .. طليقا لا يثقله الا النسيم ..
يقول العم هو شي منه .. من الافضلان تضحي بكل .. شيء .. بدلا ان تعيش في عبودية ..
It is better to sacrifice everything than to live in slaver
Ho Chi Minh
وتبقى .. الشرارة الاولى .. ,, في البداية . حيث ان المظاهرات .. هي .. في البداية .. شرارة .. الثورات .. واستعدادا لتقبل خيار الدم .. المظاهرات .. وقالوا عن الثوة بأنها .. لغة الغيرمسمعوين ..
A riot is at bottom the language of the unheard.
Martin Luther King, Jr
فكان التصور الاسلامي .. واضح في هذا السياق ..
ان الله تعالى يكره الاستبداد .. والظلم والطغيان .. (اذْهَبْ إِلَىفِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه : 24 )
البشرية .. على اختلاف مشاربهاومذاهبها .. لا تختلف في هذا الاحساس .. ألا وهو .. كراهية الظلم ..
لذا .. كان التصور واضح من الفاروق .. واضح .. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم .. احرارا ,.,.
وقول الامام علي .. واضح .. في هذا السياق .. لا تكن عبد غيركوقد خلقك الله حرا ..
ودائما .. كان الذي يحمل لواء الثورة .. والتمرد .. همالشباب .. فلقد قام الانبياء .. وهم .. ثوار الله في الارض .. بتغيير الواقع الكوني .. وتكسير الاصنام .. وهم في عمر الفتوة .. (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْيُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء : 60 ) لا حظ .. كلمة فتى .. وكذلك .. شبابأهل الكهف .. الذين .. قالوا لن ندعو من دونه الها .. كانوا ايضا فتية .. (نَحْنُنَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْوَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف : 13 )
لذلك .. قال خبراء الثورات .. ان الذينيقومون .. بالثورات .. دائما .. في عمر الشباب
The revolution has always been in the hands of the young. The young always inherit the revolution. Huey Newton
الحرية .. .. شيء لا يقدر بثمن .. يقول العم .. هو .. هوشى منه .. Nothing is more precious than independence and liberty. Ho Chi Minh
لاشيء يعد أثمن من الاستقلال والحرية ... ولهذا تحتفل الشعوب . بأيام أستقلالها .. اوأيام انتفاضاتها على الطغاة .. او الاستعمار ..
الحرية .. تتضاد معالاستبداد .. سواء أكان .. محليا . او استعماريا من الخارج .. ذلك لأن الاستبدادغير سوي نفسيا .. ولا يمانع .. في اقتراف أي جريمة ..
وكان للمحللين رؤية فيهذا الموضوع .. بأن الاستعمار الاجنبي .. يخلق في الامة روح الكفاح .. بينماالطغيان المحلي يقضي على هذه الروح
وقالوا ايضا .. ان المستعمر يعمل علىاسغلالك ثم لا يبالي بسخطك والطاغية يعمل على إذلالك ، ثم لا يعجبه إلا أن ترضىوتثني عليه ..
اذ ان منطلقات . العقيدة الاسلامية .. تتناقض .. مع مشروعالاستبداد .. حتى مع مفهوم لا اله الا الله ... توحيدا .. وتأليها لله تعالى .. والذي يتناقض مع عبادة اصنام البشر والحجر .. فكانت الثورات .. ضد الاستعمار دوما .. من قبل الشيوخ المجاهدين ... في بلاد الاسلام .. ومن النبلاء في بلاد الغرب ..
جيفارا مثلا .. كان شاب .. حر .. نبيل .. ولو كان مسلما لترحمنا عليه .
ثورة جيفارا
قال جيفارا : لا يهمنى متى وأين سأموت، لكن يهمنى أنيبقى الثوار منتصبين،يملأون الأرض ضجيجاً،
كى لا ينام العالم بكل ثقله فوقأجساد البائسين والفقراءوالمظلومين..
وهو القائل .. ايضا .. ان الطغاة .. يستبدلون بقادة جدد .. ومن ثم يتحول الجدد الى طغاة ..
. Cruel leaders are replaced only to have new leaders turn cruel. Che Guevara
كان جيفارمتمردا .. على الطغيان الاميركي .
فهو القائل .. من الافضل أن تموت وانتمنتصب القامة .. بدلا من ان تعيش راكعا ..
Better than to die standing, than to live on your knees. - Che Guevara
ولد فى الأرجنتين عام 1928 ابنالعائلة ثرية أدمن القراءة من صغره ..
ونشأ شابا وسيما مدللا ودرس الطب فىالأرجنتين وطلب من أبيه أن يرى العالم وبدا رحلته فى أمريكا اللاتينية مع مجموعة منأصدقاؤه..وأفزعهم الفقر الذى يعيش فيه الإنسان رغم كل الموارد التى تتمتع بهاالبلاد
وتفجر بركان الغضب بداخلهم ضد ظلم الإنسان للإنسان... وكلما توغل فىجمهوريات الفقر الأمريكية ازداد داخله الغضب مما يعانيه الإنسان وتفجرت بداخله آلافالأسئلة عن كيف يمكن تحقيق العدل والخير والحق فى عالم الإنسان...وتوصل إلى أنالثورة المسلحة هى الحل الوحيد.. ويتخرج طبيبا عام 1953
وفى عام 1954 يتوجهإلى جواتيمالا ليشارك الشعب ثورته ضد الانقلاب الذى دبرته المخابرات الأمريكيةلتتخلص من الحكومة الوطنية التى رفضت الخضوع للهيمنة الأمريكية ...ويشتهر بينزملاؤه باسم لا بيدروسا ( ويعنى البطل الخارق )
وفى عام 1956 تكون نقطةالانفجار فى حياته عندما يلتقى بالثوري العملاق فيدل كاسترو الذى كان يتولى قيادةالغضب الكوبى ضد العميل الامريكى الديكتاتور باتيستا ...
وفى نوفمبر 1956يصل مع رفاقه إلى كوبا ليخوض المعركة ويشتهر بين زملاؤه ورفاقه بمهارته باستعمالالسلاح واستعداده للتضحية من اجل رفاقه الذين كانوا يتصدون للموت به ..
كانتفكرة ذلك الطبيب الارجنتينى الثرى انه قادم للموت من اجل قضية الإنسان
كانيقاتل من اجل الحق والخير والعدل .. من زاوية شيوعية ولنا عليها بعض التحفظات., وانكانت ذا منحي غير .. اسلامي .. ولكن .. نذكرها .. هنا .. كدراسة . لأحد الثوار ..
وهكذا قاد مجموعته التى كانت تتكون من 120 مقاتل ليكون راس الحربة فىالتقدم ضد قوات الديكتاتور العميل الذى لم يجد مفرا من الفرار أمام ثورة الشعبوشراسة تلك المجموعة من الفهود بقيادة جيفارا
وانتصر الحلم وتولى الزعيمالثائر كاسترو رئاسة كوبا فى يناير 1959 ..وعين جيفارا وزيرا للصناعة ومديرا للبنكالوطني..
ولكن ترى هل يستكين هذا الثائر ومازال هناك ظلم فى بقاع أخرى منذلك الكوكب التعيس ؟؟
وفى صباح احد الأيام استيقظ العالم على الرئيس الكوبىيعلن انه وجد رسالة من رفيق كفاحه هذا نصها:
أشعرأني أتممت ما لدي منواجبات، تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك،وأستودع الرفاق، وأستودعشعبك، الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادةالحزب، ومن منصبي كوزير، وعنرتبة القائد، وعن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيءقانوني بكوبا.
لقد انطلقجيفارا ليحارب الظلم من جديد فى مكان جديد رغم إصابته بالربو
وكانت بوليفياترزح تحت حكم حكومة عميلة للمخابرات الأمريكية وكان الشعب يعانى من الفقر والتخلفوالمرض
وهكذا توجه جيفارا ورفاقه إلى هناك ليخوضوا صراعهم ضد الظلم والجبروتالامريكى عشرون مقاتلا يواجهون جيش من العملاء ورجال المخابرات الأمريكية وتشتعلبوليفيا كلها
وتعلن أمريكا بكل قوتها الحرب على جيفارا
وفى يوم 8أكتوبر 1967 ..تنجح إحدى وحدات المخابرات الأمريكية فى تحديد مكانه
وتتوجهقوة من المخابرات الأمريكية لتشارك مع قوة من جيش الحكومة العميلة فى حصاره فى قريةساما باتا
ويصاب جيفارا مرتين ..ويتعطل سلاحه ويتم اسر البطل مصابا مريضامرهقا بدون سلاح
وبعد أربعة ساعات من التحقيق .. كانت أخر كلماته ..
I know you are here to kill me. Shoot, coward, you are only going to kill a man. Che Guevara
انا اعرف انك هنا لتقتلني .. اطلق الرصاص أيهاالجبان .. فإنك أذا قتلت انما تقتل رجلاً ..
يقوم رجال المخابراتالأمريكية بقتله اعزلا وينقلون الجثة لدفنها فى بلدة مهجورة (قرية فالى غراندى )
ويقطعون يديه ويرسلونها إلى كوبا نكاية فى الرئيس الكوبى فيدلكاسترو
وينتشر خبر موته فى العالم...ويفاجأ الأمريكان بانطلاق المظاهرات فىالعالم كله ( فى أمريكا اللاتينية و أوروبا وآسيا وأفريقيا) من اجل جيفارا ..وتضطرأمريكا إلى إعادة استخراج الجثة وعرضها بطريقة محترمه
قالوا لقد قتلت أمريكاجيفارا الإنسان ..ولكنها خلقت جيفارا الأسطورة
فى عام 1968 عندما اندلعتثورة الشباب فى العالم كانت صورة جيفارا هى القاسم المشترك لدى كل شباب العالم علىقمصانهم وفى غرفهم الخاصة ..
وكانت كلمات الرئيس الكوبي .. مؤثرة .. وهويؤبن زميل كفاحه..
في بداية الثورات .. عادة ..التي تبدأ برجال قلائل ..
فلقد قال .. كاسترو ..
I began revolution with 82 men. If I had to do it again, I do it with 10 or 15 and absolute faith. It does not matter how small you are if you have faith and plan of action. Fidel Castro
لقد بدأتثورتي ب 82 رجلا واذا كان لابد لي أن اقوم بها ثانية .. فسأبدأها ب15 رجلا .. لديهم الايمان القطعي .. لا بأس ان يكون العدد قليل .. ولكن القضية . ان يكون لديهمالايمان .. القطعي .. وخطة العمل .
لقد قال جيفارا .. انه من الممكن أن تسجنثائر .. ولكنك .. لا تستطيع أن تعتقل الثورة ..
Che Guevara ”You can jail a revolutionary, but you can't jail the revolution
.. الثوار عادة .. لديهم .. هدف .. حمل العبء عن البشر . الا ان التصور الاسلامي .. يختلف .. الامر .. وهو ابتغاء وجه الله ..
He would make a lovely corpse." - Charles Dickens (1812-1870)
قد تكون النهاية .. ان يتحول .. الى . جثه .. ولكن .. جثه ذات كاريزما . كما قال .. تشارلز ديكنز أعلاه ..
عادة .. مايعرف الثوار .. ان .. الموت فريب .. اليهم .. ولكن لا يعبئون .. بالموت ..
كما سؤل أحد النبلاء .. انك لا تجلب على نفسك .. الا الشقاء .. فقال .. ما أحلى الشقاء في سبيل تنغيص الظالمين .
قد تكون .. اللعبة . في الثورة . كما قال احدهم .. 90% جهد عقلي .. Half this game is ninety percent mental." - Yogi Berra
.. ولكن الاستعداد .. للموت .. زاوية ارتكاز كبرى في هذا الصدد ..
انا لست محررا .. انما المحررون لايبقون .. انما عليكم .. ان تحررواانفسكم ..
I am not a liberator. Liberators do not exist. The people liberate themselves. - Ernesto Che Guevara
كما قال ما رتن لوثر ..
A man who won't die for something is not fit to live. Martin Luther King, Jr
الانسان الذي ليس على استعداد .. ان يموت في سبيل شيء ما .. لايستحق الحياة ..
واذا قالها مارتن لوثر .. شيء ما ..
الا ان الاجابة .. الاسلامية .. ذاك الشيء الما ...هو سبيل الله ..
وترجون من الله ما لايرجون ...
وفي هذا السياق .. قال الصحابة الكرام .. أقوال مهمة في هذا الصدد .. قال ابو بكر رضي الله .. أحرص على الموت توهب لك الحياة .. وقال على .. كرم اللهوجهه.. والله لأبن بي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ..
...من زاوية ماتتفق علي تغيير الواقع الكوني .. فالمشروع الاسلا مي يعتمد على وحي السماء .. وكلالمشاريع الاخرى تعتمد على بنات افكار البشر ..
قال جيفارا :
مهما .. كان الموت مفاجئا.. لنا .. فمرحبا .. به اذ ما كانت ستصل صيحتنا الى اذن تتلقى ,., ويد تمتد لتمسك السلاح .. ..
Whenever death may surprise us, let it be welcome if our battle cry has reached even one receptive ear and another hand reaches out to take up our arms.
Che Guevara
قد تستلزم. الثورة جهود . جبارة . في ايقاظ الجماهير .. وبعث الشعوب .. من تحت الركام ..
The revolution is not an apple that falls when it is ripe. You have to make it fall. Che Guevara
الثورة ليست .. تفاحة .. تسقط .. بل عليك .. انتأن تسقطها .. جيفارا ..
يقول ما وتسي تونج ..
A revolution is not a dinner party, or writing an essay, or painting a picture, or doing embroidery.
Mao Tse-Tung
ليست الثورة .. حفل عشاء .. أو كتابة مقال او رسم سورة ,. أو عمل تطريز ..
ومن زاوية .. اخرى .. حالما تنجح الثورات .. ستتحقق .. غايات .. ومحصلات .. في التغيير ..
كما قال هوشي منه .. أذا فتح مزلاجالسجن .. فسينطلق التنين
When the prison doors are opened, the real dragon will fly out.
Ho Chi Minh
..
ما تسي تونج . كقائدثورة .. الصين الكبرى ..قال : حينما .. تحصد جهود الكفاح .. فكل المعجزات تتحقق ..
Take the ideas of the masses (scattered and unsystematic ideas) and concentrate them (through study turn them into concentrated and systematic ideas), then go to the masses and propagate and explain these ideas until the masses embrace them as their own.......... Mao Tse-Tung
خذ افكار الشعب المبعثرةوالغير ممنهجة .. ادرسها ومن ثم حولها الى أفكار منهجية ومركزة .. اذهب الى الشعبوانشر واشرح تلك الافكار .. حتى تعتنقها الشعوب .. كأفكار خاصة بها ..
.وفي . تصورات ما بعد نجاح الثورات عن ذي قبل يقول ما و تسي ..
تفكيرنا صغير .قبل الثورة كمثل الضفضع الكائن في قاع بئر .. كان يظن .. ان السماء .. في حدود جدران سطح البئر ..ولكن عندما خرج .. الى السطح .. كان المنظر مختلف كليا ..
We think too small, like the frog at the bottom of the well. He thinks the sky is only as big as the top of the well. If he surfaced, he would have an entirely different view. Mao Tse-Tung
وفي هذا السياق نقف .. عند نقطة مهمة ...سألأحمد الشقيري .. ما وتسي تونج .. علمني الثورة .. فرد عليه ما وتسي تونغ .. عجبا .. وعندك الحسين بن علي ..
سنجاول في فقه المجد والثورة .. ان تنناول الحسين بنعلي .. بمنظور أهل السنة والجماعة .. وبشيء من التجرد .. كرؤية في المجد والثورة .. من زاوية هامة ومراجع اهل السنة والجماعة حيث . ان أهل السنة والجماعة .. هم المذهبالحق .. و العلوم التي وضعها .. ائمة السنة والجماعة .. وضعت .. ضمن علوم ومنهجية .. رائعة .. كعلوم القرآن وعلم الحديث .. ناهيك .. ما قراته من غلو .. في الحسينجعلت ان زيارة قبر الحسين .. تعدل الف حجة .. وهذا منافي .. لأبسط أسس العقلانية ..والشريعة ..
يعتبر تصور . ماوتسي تونج كقائد ثورة .. وعبارته ذات مغزى .. لها ما وراءها .. بأن هذا الباب . لابد ان يطرقه من أراد .. فهم الثورات .. وهانحن .. نطرق هذا الباب .. ليس من ابعاد الشيعة .. وتجاوزاتهم .. وليس من البعد .. الشيوعي .. ومنهجياتهم ..
ولكن . حسبنا .. كدراسة . في المجد والثورة ..
ثورة الامام الحسين .
[
وقال ابو فراس ..
وما كل طلاب من الناس بالغ ولا كل*** سيار الى المجد واصل
فهناك اناس كثيرون يعرفون طرق المجد .. ولكنهم لا يبلغونه .. ولا يتسنى لهم .. لمات جبلت عليهم النفوس .. لذلك قال الشاعر ..
ومثلي لو أرادوا البلوغ لمجده .. لأقعدهم جبن وأجزهم عقل
إلا أن هناك نفوسا جبلت على المجد .. وخلقت للضلوع بالقضايا الكبرى في الكون .. يذكرني .. بما قرأته يوما .. عن جون كيندي وهو في صباه .. في احد أيام الصيف الحار على شاطيء الاطلسي مع عائلته .. فسأله أحد الخدم ..
ما هي امنيتك في المستقبل .. ؟
فقال له أحكم أميركا ..
فسأله الخادم ولمَ..؟
فرد عليه جون كيندي .. وهو يومئذ صبي ..
ذلك الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أعمله .. ولا أعرف غيره .. او كما نقول بالدارج ..( دي الجاحة اللي اعرف اعملها .. )
اذ لا مقارنة بين جون كيندي والحسين .. فالحسين .. عملاق من بيت النبوة بيت مجد لا يقارن به أي بيت من بيوت الارض .... بيوت ينزل اليها جبريل عليه السلام ويصعد ..
فهو بيت لا محط فيه للقياس .. واذ قمنا فيه بقياس سيكون ظالم للحسين ..
ولكنه ثمة طرح ..
المقصد ان هناك نفوس جبلت .. على الامور الكبرى .. وتلك هي فقط الاشياء التي يعرفونها ولا يعرفون غيرها .. سواء من نبلاء الغرب .. او بيوت الشرف التالد في الشرق و,لقد نوه الكواكبي .. عن هذه النقطة .. فيما يخص بيوت المجد .. بكتابه طبائع الاستبداد ..
وعليه .. أنا أدرك .. ان هناك نفوس في الامة الاسلامية .. لقد إمكانية قيادة العالم .. بأسره .. بالقرآن .. ولكنها لم تأخذ فرصتها .. وهناك من يقطع عليها الطريق ..

والحقيقة التي أثارها الكواكبي .. فيطبائع الاستبداد .. في باب المجد ..أضيف اليها.. نقطة .. وهي أن سلوكيات أبناءالأنبياء حتما تختلف عن سلوكيات القطعان أمثالنا لأن الأنبياء ماهم إلا ثوار الله فيالأرض .. المجد لدى الحسين ناجم عن معادلة قلما يتفرد بها غيره . فلقد سألت فاطمةعليها السلام والدها المصطفى r أي شيء تورثهما يا أبي .. فقال لها والكلام للمصطفىعليه السلام ما ينطق عن الهوى :
أما الحسن فله هيبتي وسؤددي .. وأما الحسينفله جرأتي وجودى ومن خلال هذا المنطلق يعرف
العرب مقامات السيادة بشيء دارجفي حياتهم كما قال أبو الطيب المتنبي
لولا المشقة لساد الناس كلهم الجوديفقر والاقدام قتال
" والجرأة والجود " عنصران أساسيان .. من أساسيات المجد .أو لسيادة الناس كما قال المتنبي
ومن خلال ذلك لا غرابة ان يكون هو وأخيهالحسن سيدا لشباب اهل الجنة. ولما يكون بالوراثة من محمد الفارس و الكريمالأخلاق...إذن فلن يشق للحسين غبار . وهاهو أباه يراه في معركة صفين .. يشد بجواده .. في المعركة فيقول أبيه .. " ردوا هذا الولد فأني أنفس به على الموت كي لا ينقطعبه نسل رسول الله " .. في الوقت الذي يتردد أخيه محمد بن الحنفيه فيضربه أبيه بقائمالسيف .. فائلاً لقد غلبك عرق من أمك
يقول المصطفى :
" أشر مافيالرجل شح هالع وجبن خالع " وهما عكس الشجاعة والكرم لذلك كانت الشجاعة والكرم .. صعبة على نفوس الناس لايعطى منهما إلا النفوس الكبيرة .. لأنه كما قال العقاد .. الخير قليل والدنيا به شحيحه ومن يكلف الأشياء ضد طبائعها إلا الشهداء
وقالالمتنبي في هذه المشقة :
لولا المشقة لساد الناس كلهم ***الجود يفقر والإقدامقتال
( والجود يفقر والإقدام يقتل ) وهما سجيه وطبيعة لدى الحسين .. كما قالالمصطفى .. أما الحسين فله جرأتي وجودي . وحقيقة أخرى .. كل البشر .. على سطحالبسيطة يعرف الشجاعة والكرم وطرق المجد .. ولكن طباع النفس هي التي .. تقول وهيأشياء لايمكن أن يتصنعها أحد . فالدنيا مظاهر ولكن المظاهر الخادعه لا تدوم .. ويظلبريق الحسين يتلالأ حتى اللحظة لأنه معدن راقي .. معدن يحمل نبل البنوة للأنبياءالذين يختلفون عن سلوكيات ومعالجات القطعان للامور...نعم كان يحمل الحسين نبلالبنوة للانبياء.
وكما سقنا قبلا في موضوع النبوة والثورة إلا أن الثورةأمرا متغلغلا في نفس وروح الإمام الحسين كجينات وراثية وفوران الثورة والدماء ..
وفي هذا المقام يقول خالد محمد خالد
ان للحسين طبيعة جياشة ثائرة, يربطها بالحق ولاء وثيق وعجيب. وتستمد من فضائل الدين العالية
ومن تراث حسبهالعريق زادا لا يفنى من الصمود والمصابرة.
* * * * *
موقفالحسين ما بين الجبرية والتغيير :
}إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم{
في بحثه القيم حول سقوط الأندلس تكلم الدكتور مصطفى عبد الواحد حولالبنية الفكرية لشعب الأندلس في فترة ما قبل السقوط يقول الكاتب :
" لقدألزموا أنفسهم بجبرية تأباها الإسلام وأن يستنيموا ويستكينوا في منازلة العدو بحجةأنهم ضحايا لما خط في اللوح بالقلم ونسوا أن الإنسان مطالب بالسعي والتغيير مابنفسه وما بحوله من خذلان وهوان ويستطرد الدكتور : " لا جهاد ولا استعداد ولا خطولا كر ولا فر كان لابد أن ينهزم هؤلاء المتواكلون المنتظرون حكم القضاء هكذا كاناستعدادهم وروحهم المعنوية سلفاً .أنتهى
لقد كان الأمر بالنسبة للحسين أنهلا يساق انسياق القطعان تجاه المقصلة أنه مضى إلى كربلاء ليؤدي دوراً وهذا الأداءليس تمثيلاً لا . أنه أداء عن قناعة حتى النخاع وبطولة ورجولة بلغت الذروة منالدرجات . لذا قال المصطفى أنه سبط من الأسباط أي أمة من الأمم .. نعم أنه أمةكاملة في شخص واحد لقد مضى ليظهر مدى الوفاء والنصرة لدين الله أنه وفاء منقطعالنظير أنه حرص على أن يستمر ويموت بطلاً فلو كانت استوعبت أجيال الأندلس موقفالحسين لما انساقت انسياق القطعان لتذبح على نصب الصليب لا لم تستوعب أجيال الأندلسدرس الحسين لأسباب سياسية وهي أن حكم المسلمين في الأندلس كان بقايا لبني أميةالمعادي لآل البيت فلو كان في الأندلس بقايا فكر آل البيت والحسين موطيء قدم ..لماضاعت الأندلس ..وقس على ذلك كل الشعوب المستعبدة والتي تبحث عن طريق الخلاص . والمعالجة الفكرية والثورية تجاه واقع وأنظمة الاستبداد تلك الثورة التي ابتدأتبالامام الحسين رضي الله عنه ..
ذلك إن فكر الشعوب هو البداية ليتعلمواالدرس كيف يعيشوا رجالاً ويموتوا شهداء وترفع ربقة الذل من أعناقهم بالرغم من أنهخرج ويدرك المصير إلا أنه لم يتحايل من غلواء الموقف أويتقهقر بغية تغيير المصيرأنها شهامة ومروءة إلا آخر لحظة وكأنه يحث الخطى إلا مصيره برغبه متوقده أنه يريدذلك كذلك يرفض التراجع أو حلول الوسط أو يساق إلى يزيد .
هذا هو الحسين الذييقول لهم ساخراً حينما خوفوه بالموت قائلاً أبالموت تهددونني وهل يعدو بكم الأمر أنتقتلونني ولكني سأقول لكم أبيات أخو الأوس الذي ذهب لنصرة رسول الله :
سأمضيوما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
أقدم روحي لاأريد بقاءها لتلقى خميساً في الوغى وعرمرما
فإن عشت لم أندم وإن مت لمألم كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما
كان الإمام الحسين يدرك ساعة خروجه أنهمقتول وهذه العبارات ساقتها كتب التاريخ في هذا الصدد فلما أشار عليه محمد بنالحنفية بعدم الخروج وبعد إغفاءه للحسين في مسجد جده يرى فيها رسول الله r ليقوللأخيه.. أتاني رسول الله بعدما فارقتك فقال يا حسين أخرج فإن الله شاء أن يراكقتيلاً
فقال له أخيه محمد وما معنى حملك هذه النسوة معك ؟
فيرد إنالله قد شاء أن يراهن سبايا .
أنه يتوق إلى تنفيذ ما أراده الله وهو القائلإن أرى جسداً مرملاً بكربلاء تأكلها ذئاب الفلوات ولكن رضا الله رضانا أهل البيتنصبر على بلائه فيوفينا أجور الصابرين
أنه مدرك أنه خارج بلا رجعه . كانالدرس واضح بالأمس.. بعد استقاءه من الحسين وهاهو عمر المختار .. يقف في الأسرويعالج الموقف بالتصور الحسيني .. أمام محكمة الاحتلال الإيطالي ..
ألم تعدنفسك لهذا اليوم ؟
فيقول عمر المختار .. لقد كان حبل عدالتكم يتدلى اماميدوما أيها الجنرال ..
في زمن الكفر الشرس المدجج بالسلاح يصفىبقاعنا بقعة بقعة .. مدينة مدينة .. شارع شارع كما هو في البوسنة والشيشان والعراقفي زمن كهذا .. يجب أن تتعلم تلك الأمة مهيضة الجناح فقه المجد والثورة . من الرسولوالصحابة الكرام .والامام الحسين ...
فقط أمتى عودي للصدارة .. فللصدارةخلقت...
نعم فلقد عادى محمد كل العالم .. بمبادئه الإلهية ..وانتصرلان الصحابة تعلموا كيف ينصرون الحق سأل رجل عبد الله بن مسعود قائلا علمنى كلماتجوامع نوافع فرد عليه أعبد الله لاتشرك به شيئا وزل مع القرأن حيث زال من جاءكبالحق فقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا لكوقريبا لذلك قالها أبو ذر الغفارى "قول الحق لم يدع لى صديقا "
ومن نكص عن الحق فقد نصر الباطل
استشهاد الامام الحسين فجرا العلاجات للقضايا التياستحدثت و ايضا التي ستستجد على الساحة السياسية والدينية حيث هناك من السياسيينالذي يرفض الاحتكام الى كتاب الله ,وان اباد شعبه عن بكرة ابيه وجدنا السياسيين فيتتابع القرون حتى اللحظة من يرفض كتاب الله والاحتكام الىشريعته كراهية وبغضا بلويقف ضدها بالمرصاد ولا يتورع ان يحول المساحة الجغرافية لدولته الى قبر كبير مليءبالجماجم والعظام لشعبه المسكين ومع هذا تراه ضاحك السن وفي اثوابه دماء العبادويرى الصلوات الخمس نافلة ويستحل دم الحجيج بالحرم ويطوف حول البيت والبيت عليهحرام- فقط حسبه ذلك الكرسي ومكبرات الصوت وبضعة كلاب حراسة وكم هائل من الكلبشاتوإذاعة تبدا إرسالها بالقرآن الكريم كما هو الحال لإذاعة إسرائيل وجريدة رسميةومطار دولي واثنين سجادة حمراء للتشريفات وعلم كخرقة الحائض ونشيد ذو موسيقىنحاسية. لذلك اعتقد انه لابد للشعوب من إعادة القراءة للتاريخ ودور الحسين بمنظوراهل السنة والجماعة ...اضافة الى الثورات التي حدثت على يابسة الكون .. واستخلاصالدروس ...
يقول المنفلوطي:
[ لا عظمة الا عظمة الاخذين بيدالانسانية البائسة رحمة بها وحنانا عليها أولئك هم الأمجاد. وأولئك الذين يفخرالفاخرون بالاتصال بهم والانتماء إليهم وأولئك هم المفلحون ]
وهذا ما قالهبرس سايكس الانجليزي
لقد عزم الإمام الحسين وفئته القليلة على الكفاح حتىالموت بصورة تتحدي اكبارنا على مر التاريخ الى يومنا هذا ..
كان الحسين وهوفي طريق إلى كربلاء يقول[ من هوان الدنيا على الله ان تهدى رأس يحي بن ذكريا إلىبغي من بغايا بني إسرائيل]
هذا هو يحي عليه السلام الذي لم يجعل الله له منقبل سميا ! وسؤال يفرض نفسه
هل المجد والخلود لم يكن للمستشهدين قبليحي؟
هل كان يحي هو أول الصادعين بقول الحق ولو كانت التكلفة ذبحا ؟,هل كانزعيم الأحياء عبر الموت.. هل كان زعيم قافلة ..}لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللهأمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون{؟
هل كانت بداية التسمية أو ما اصطلح عليهابكلمة [ الخلود ] كمتلازمة لمفردة المجد في كل آليات الفكر والكتابة؟ هل كانت بدايةظهور المصطلح في عرف المجد للأحياء المستشهدون... ؟أو للمستشهدون الأحياء؟
اللهم نعم وكان هناك قافلة للمجد تمضي على درب يحي إلى كربلاء...كل ما يمكنان نقوله .. ان هنالك مصطلحات في الديانة اليهودية على سبيل المثال .
.انهمولدوا ليقتلوا أو بالتعبير الغربي born to kill اما بالنسبة لأهل البيت وكل كرامالصحابة .. فإنهم ولدوا ليستشهدوا أو بالتعبير الغربي born to be martyred ..سلامعلى يحي في العالمين..سلام على الحسين في العالمين...سلام على صحابة محمد أجمعين . .وسلام على كل شهداء الأنظمة
اخلاق الثورة في الاسلام الثورة والاخلاق ...
كانت الثورات .. التي مرت على بسيطة الكون .. تفتقد الى أهم العناصر .. وبالتالي .. سرعان ما تفقد بريقها .. وتتحول الى انواع من المجازر وبحور الدماء . والتصفيات سواء بين الخصوم .. او رجال الثورة نفسها .. .. وهي في العادة سياقات غيرأخلاقية .. إضافة الى ما كان ما بسمي بالمكارثية McCarthyism.. *
ومن هنا.. قال .. ديستكوفسكي .. If there is no God every thing is permitted
أي( اذلم يكن هناك إله فكل شيء مسموح به ).. والمصادر التاريخية .. تقول .. ان مسلميروسيا والقرم ..
كانت تحرقهم الثورة البلشفية أحياء .. ومنهم من تم نفيهمالى الاسكيمو .. لدرجة أنهم كانوا .. يأكلون .. لحم من مات .. من الجوع .. ذلك .. لأن .. الايمان بالله . يجعل هناك مساحة من الرحمة .. والاخلاق .. ولكن .. طالماافتقدوا الى هنذا البند .. فتلك كانت معالجة الثورة البلشفية .. للاسلام .. واهله .. وتذكر .. كتب التاريخ .. كيف ان دماء المسلمين و صلت الى نحور الخيول الروسية فيتركستان ..
الثورة في الاسلام .. والقتال في الاسلام .. يحمل مشروعا .. حضاريا .. وهو تقديم هذا الدين للاخرين .. بمثاليته .. حتى وان افتقد الخصم .. الىتلك المعايير ..
وهذا يتضح .. من موقف .. خالد بن الوليد .. مع قائد الروم ..
اذ قال .. يا خالد .. اخرج .. اريدك في كلمتين ..
فقال .. نعرفانه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع. وان شئت امرنا لكل واحد منكم بطعام ,عشرة دنانير ثم تأتون السنة القادمة ونعطيكم مثلها ..
نظر اليه خالد .. فضغط على فكيه .. وقال له ليس الحق فيما قلت ,. ولكننا قوم نشرب الدم .. ولم نجدأشهى ولا أطيب من دم الروم .. فجئنا لذلك .. ونخلص في الحكاية .. بعد هزيمته ..
اعتنق قائد الروم الاسلام .. كما قال بن خلدون .. ان المغلوب مولع بتقليدالغالب .. ناهيك .. انه رأى في خالد . شخصية مثالية ..
ان الثورة فيالمعيار الاسلامي .. تستند الى أهم عناصرها .. وهو الاخلاق .. يقول المصطفى صلىالله عليه وسلم .. انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق . حتى في الصين .. في أقاصي بلادالمشرق .. يقولون .. ان كنت عدوا لي .. ولم تكن صديقا .. فكن ..HUMAN BEING.. أيآدمي .. بما تحمله ظلال الكلمة من أخلاق ..
وهناك آصرة .. بين النبوةوالثورة .. كما اسلفنا .. حيث كان الانبياء .. هم ثوار الله في الارض .. ولما كانتالثورات تنتهي الى ميثاق ..أو
دستور . ولكن النبوة تتمثل في آلية عظمى وهي .. بسط حكم الله وشريعة الله على الارض ..
اذ .. انه من الأسس الاسلامية .. حتى في الحرب .. و أعراف الأسر .. ما يسمى البعد الاخلاقي ..
والصحابةالكرام .. كانوا يتميزون بكرام الاخلاق .. وكان الخصم من المشركين يدركون .. انالمسلمين .. أناس ذو أخلاق .. فأثناء النزال .... يسأل المبارز .. المشرك .. من أنت .. فيقول علي بن ابي طالب .. فيقول المشرك .. اكفاء كرام .. حتى العدو .. يدرك .. ان هذه الخصيصة .. من الاخلاق .. الكريمة والعالية .. سمات .. للمسلمين .
الاخلاق .. كنا نراها .. في كل اخلاقيات المصطفى صلى الله عليهوسلم..
وكان الصحابة كذلك ..
يبسط رداءه .. لعدى .. عندما أتى اليهلكي يعتنق الاسلام .. وكان يومها عدى نصرانيا ..
يرسل أخت عدى بالزادوالمركب الى اهلها .. ويعاملها .. باخلاقه العالية .. ويقول لها لو كان ابوك مسلمالترحمنا عليه .. فالله يحب مكارم الاخلاق ..
وعندما وقع بنات كسرى سبيا .. رفض الامام علي..ان يباعوا سبيا . .. وقال ما معناه .. ان بنات الملوك لا ينسحبعليه السبي .
عرفنا من منطلقات الاخلاق الاسلامية . انه لابد ان يكون كمساحةاخلاقية بينك وبين الخصم ..
وان العدل .. ركيزة .. حتى مع من نختلف معهم .. أو حتى من نقاتلهم .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَلِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّتَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَخَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8)
وكذلك .. ان نكونشهداء بالقسط .. لو على انفسنا . او الوالدين .. او الاقربين ..
)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِوَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاًأَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَنتَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَاتَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء : 135 )
فأي دين عظيم هذا ..
بهذا .. العنصر .. الاخلاقي .. يتميز الاسلام ..
اخلاق الثورة في الاسلام .. ليستقتلا .. من أجل القتل .. أو بحور من دم .. ولكن .. محاولة .. الا تلقى الله بدمحرام فما زال المسلم في سعة من دينه مالم يصب دما حراما .. .. وهذا يتمثل في قولالمصطفى .. أشققت عن قلبه .. حال قتل الصحابي لرجل قد القى عليه السلام . ولما قالانما قالها خوفا لا اسلاما .. فقال له أشققت عن قلبه .. ومن هنا .. كان يحاولالاسلام .. ان يضع الدم .. في أضيق الحدود .. وقول ابي بكر رضي الله عنه .. اللهماني أبرأ اليك مما صنع خالد .. اللهم .. الا .. في حالة الاستعصاء .. اذن فلتكنحربا ..
او كما قال الامام علي.. لعمرو بن ود .. اني لا اريد أن اقتلك .. وأدعوك لأن تؤمن .. بالله ورسوله..
من هنا يتميز الطرح الاسلامي في معالجةالثورات .. بما يختلف .. عن المعالجات .. التي تخص .. هوشي منه في فيتنام .. اوماوتسي تونج في الصين .. او جيفارا .. في امريكا الجنوبية ..
عليهم .. اذااعتبرنا .. ان الثورة على الاستعمار. الامريكي .. في العراق .. او اليهو د . فيفلسطين . أو اشكال الطغيان المعاصر .. بالبعد الاخلاقي .. وهذا لا ينفي .. أنالبطولة والجرأة في الحق فضيلة .. ومن أخلاق الثوار .. فاذا ترك الثائر الميدان .. فهو .. مجرد من الاخلاق ..
حتى الغرب . حاول .. ان يتعامل .. بشيء منالاخلاقيات .. في بعض المواقف النادرة ... والتي لم أجد لها تحليلا .. ففي معركوةووتر لو .. قال أحد القناصة الانجليز لولينجتن .. هذا هو .. نا بليون ..
استطيع أن اسدد له رصاصة الان .. !!؟
فقال ولنجتن .. لا تقتله .. فهناك شيء بين القادة . غير القتل . ترى هل كان يدخر نابليون للأسر ؟.. والنفي .. ليحققمجدا .. لشخصه ؟.. أم اخلاق .؟. الا ان البعض حاول ان يصنف الموقف .. انه كانأخلاقيا من ولينجتن .. بالرغم .. ان الاخلاق تتنافى مع الغرب أجمالا وتفصيلا .. وماابو غريب منكم ببعيد .
- - - - - - -
* وهي سياسة ظهرت في منتصفالقرن العشرين تتسم باصطناع العنف في مقاومة العناصر التي تعتبرها الدولة هدامةوبشن حملات التشهير على الافراد من غير تحر أو تحقيق ..
لقد جمع الإمام الحسين بين المجد الموروث والمجد المكتسب ].. الشيخ عبد اللطيف مشتهري
..فإذا أردنا أن نتخيل درب المجد فسنجده كما لو كان طريق إسفلتي عريض مفروش بالدم والتضحية ...وعليه أقوامصرعى أحدهم مقطع الازرع يحتضن بعضديه لواءا كجعفر بن ابي طالب ومصعب بن عمير .. والآخر يحمل قصيدة كهاشم الرفاعي .. والآخر ..يحمل قلما.. والآخر يحمل مقالا .. والآخر يحمل سيفا والآخر يحمل كتابا والآخر يحمل مصحفا والآخر كلمة حق تسيل ..بالدممن على جوانب شفتيه من فوق المشنقة كسيد قطب .. وكذلك سنرى الحسين صريعا الرماحوالسهام في ظهره ..رأيناه ذبيحا بلا راس وكانت رأسه عاليه فوق الرمح وتحت راسة كانأطفاله الصغار ..يجهشون بالبكاء وتسح من عيونهم الدموع وتحت الرمح كان الأطفالوالنساء من أهل بيته ..يبكونه و يرمقون راس أبيهم المرفوع من بين رموشهم المبتلةبالدموع ..
.*لقد كان الامام الحسين بمثابة الحرف المدمّى في فقه المجد..ولميكن الحسين الا صرخة ..ثائر تتردد في دروب الأرض بلا صدى ..رموز الاستبداد كفيلةبخلعهم ..
الحسين زاوية هامه في الثورة من البعد الاسلامي ....
تكمنالقيمة والتميز ... في ثورة الحسين انها ثورة خرجت من بيت رسول الله .. ضد واقع .. مستبد .. فكان اول ثائر واول شهيد للانظمة ..
كان لابد من معالجةفاعلة لشطب واقع الاستبداد والظلم .. فلقد سؤل بن السماك في عهد يزيد بن معاوية ..
كيف حال من وراءك ..
قال جئت من مظلوم لا ينتصف وظالم لا ينتهي ..
فكان لابد من شطب هذا الواقع الاستبدادي من الوجود ومسحه بأستيكة ..
وهنا تكمن قيمة ثورة الإمام الحسين .. كونها خرجت من تحت عباءة رسول اللهوكسائه .. قد يكون هناك ثورات معاصرة او تلت الإمام الحسين .. كثورة عبدالله بنالزبير .. مع الحجاج.. إلا أنها تلك الثورات .. لا تأخذ القيمة.. والشرعية والقدسيةوالاهمية وجانب المأساه .. التي تفردت به ثورة الإمام الحسين .. كونها وهي الأساسفي منطلقات هذا المقال ..خرجت من تحت عباءة الرسول .. وما تحمله من معاني وايفاضات .. ودلالات..
في التعاطي مع الاستبداد ..,, .
)..وإذا حاولنا وبكلصراحة ان نتخيل شخص ما يقوم بحمل هذا العنوان الضخم لفقه المجد فلن ..نجد الا محمدوآله و إذا تخيلنا بلغة السينمائيين عنوانا لفيلم عالمي اسمه.. [ كربلاء المجد] فلايمكن لأفيش الفيلم ان يحمل بطلا آخر غير الإمام الحسين فما كان هناك ..من يحمل هذاالكم الرهيب من البطولة والابتلاء والحب الإلهي والتضحية المنقطعة النظير في ذاتالله إلا الحسين ابن بنت محمد ذلك لان الناس لهم مدى يصلون إليه في.. البذلوالتضحية لا يتجاوزنه , ولكني اعتقد أن الإمام الحسين في كربلاء أتى بهذا التجاوز.. في التضحية والبذل وكان كل ذلك منه بسخاء ورضا بالقضاء ناهيك عنالبطولة.
وكان من أهم ..المعالجات في قضية المجد هي قضية الموت والمبدأ لهمكقوم كما قال زين العابدين بن الحسين ان القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة أهل البيتلا يعبئون بالموت المرة .. فلقد كان الموت بالنسبة لآل البيت امر يحثون في طلبةوولدوا ليموتوا في سبيل الله هؤلاء ..كانوا مفطومون على حب الموت ومنذ ان اتىالرسول يحث الخطى الى بيت فاطمة عند ميلاد الحسين اذن في اذنيه وحنك فمة بتمره فكانالموت في سبيل الله ساعة أذّن الرسول في اذنة ..حلو المذاق كحلاوة التمر في فمة,.. هؤلاء ال البيت قوم ليس للشيطان فيهم نصيب ..
فهم شطبوا على الدنيا بعلامةX ولم يستبقوا لهم على شيء منها الاالله وكانت كل حياتهم لله الحياة والممات والركوعوالسجود والمجد فقط له الدين }الا لله الدين الخاص{وما خلا ذلك فلم يعبأوا به ولميلقوا له بالا وهي كلمة سبقت من رسول الله [ ليست الدنيا من ال محمد في شيء ] وهيكلمة قالها محمود عباس العقاد عن الامام علي[ ولد في الكعبة واستشهد في المسجد فأيبداية واي نهاية ] نعم هكذا كان ال محمد من النفس الاول للنفس الاخير لله تعالىوهكذا كانت نصيحة الامام علي للحسن والحسين في الرمق الاخير من حياته لا تبغياالدنيا وان بغتكما وهي استنتاج الكاتب خالد محمد خالد في كتابه اولاد الرسولبكربلاء
[ افكانت الدنيا بكل اغرائها وبذخها
وغرورها , هي الرجس الذياذهبة الله عن ال هذا البيت الكريم وحال بينهم وبينها ببحار من دمائهم الذكية وجبالمن تضحياتهم الشاهقة ]نعم طلقوا الدنيا ولم يلتفتوا اليها وكأني اسمعها من فم ضرارالصدائي في مجلس معاوية وهو يصف الامام علي..كان يستوحش من الدنيا وزينتها , ويأنسباليل وظلمته, وكأني به وقد أرخى الليل سدوله, وهو في محرابه قابض على لحيته يتململتململ السليم , ويبكي بكاء الحزين, ويقول : يادنيا غري غيري , الي تعرضت ام اليتشوقت؟ هيهات هيهات لا حان حينك قد ابنتك ثلاثا لا
رجعة لي فيك, عمرك قصير, وعيشك حقير , وخطرك يسير,آه من قلة الزاد وبعد السفر, ووحشة الطريق ولما طلقواالدنيا كانوا مفطومون على الموت,كما قال الإمام على[ :والله لابن أبى طالب آنسبالموت من الطفل بثدي امه ]
ولما كانت الحياة بمثابة باب من أبواب الذل كماقال زيد بن الحسين ما أحب الحياة أحدا إلا ذل فكان باب الحياة وعشقها مغلقا سلفالدى آل محمد ليقوموا بالدور على أكمل وجه. فكانوا ظمأى إلى ربهم كما قال الإمام عليأيضا:[ إنما الإقدام على الله كالظمآن يرد الماء ] وهذه المعادلة الضخمة في مجدالاستشهاد لم يكن ليستوعبها المسلمين إلا من محمد وآل بيته خاصة كيف وهو القائللمحمد بن الحنفية :[ كفى بالموت عليك جنة ]
ولما قالوا له وهو خارج الىالمسجد ان هناك من يتربص بك القتل قال لهم :[ ان علي من الله جنة حصينة فإذا جاءأجلي افرجت عني وأسلمتني ساعتها لا يطيش السهم ولا يبرأ الكلم. ] او كما قال لهمكما جاء في البداية والنهاية لأبن كثير
[ اتخوفونني من السماء. انه لا يقضىشيء في الأرض حتى يكون في السماء ]أو كما قال والله ما أبالي أدخلت على الموت أمدخل الموت علي.
فإن تباهت أقواما بأنها لا تطاولها قامات البشر ,الاأن محمدا كانت هامته من فوق فوق المآذن ينادى بها لخمس مرات اشهد ان لا اله الاالله وان محمدا رسول الله فأي قامة يتطاول لها البشر ..وقطعت راس الحسين ووضعت علىأسنة الرماح فتدنت تحتها كل الرؤوس ترى ماذا في كربلاء!؟ فلئن قالوا ان ان الشعروالاختصار اللبق للأكوان الشاسعة في شطر بيت.. او الحشد العارم لآلاف التفصيلات فيبضع تفعيلات.. إلا أن كربلاء كانت اختصار موجز لثورات الكون في نصف نهار.. والحشدالعارم لآلاف الثورات في بضع ساعات..كربلاء الحسين كانت..مشط من الرصاص تضافرت فيهكل الرعود والبروق في غضبة حسين..لتبرق في ليالي الذل ألف نهار..فلقد قال الحسينلمعاوية:
[ اني لا أعلم .. فتنة اعظم على هذه الامة من ولايتك عليها ولااعظم نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد من ان اجاهدك ومتى فعلت ذلك فان قربة لله ولوتركته لأستغفرت لذنبي ولديني/كتاب الشيخ مشتهري عن الحسين
ماذا حدث في كربلاء وما هو الدرس ..نعم اتىالأنبياء ليرفعوا البشر الى سماواتهم...فأنزلهم البشر إلى أرضهم اخذوا القليل أضاعواوطمسوا وشوهوا الكثير.. سواء تصورات شيعية .. بعدت عن المضمون .. غلوا ..وكان هناك .. من تجاهل .. ثورة الحسين .. من قبل العاملين في مجال الثورات .. والباحثين عنالتغيير ..
ان القصية بالنسبة للحسين أراد ان يكون أمر الإسلام على وضاءتهالمحمدية وألا يكون هناك تفلتات من على جادة الصواب كان لابد للحسين ان يقومباستئصال للغرغرينا المتفشية على الواقع السياسي..وألا يكون الامر الإسلامي العوبةفي يد غلام أخرق كيزيد..كان لابد ان يرفع البشر الى سماوات الاسلام بالمعايير التيارساها محمد عليه الصلاة والسلام..
فالإسلام عنده شرف بيت كما قالالعقاد
.. وثورة انتقلت بالجينات الوراثية .. وانا اعتقد ان لم يكن الأمربهذا النوع من التضحية لطمس أمر الإسلام..
كان لابد أن يوقع الحسين بدمائهودماء آل بيته كي يظل الرمز الرائع راسخ في الأذهان ابد الدهر..
..وانكربلاء تأخذ قيمتها كونها ثورة عقدية إسلامية خرجت من تحت عباءة رسول الله ..هناكنقطة هامة اخري في تكوينية المجد لد ى آل البيت و الإمام الحسين ان المبادئ لدىالإمام غير قابلة للكسر فكما كسرت رباعية الرسول في أحد وان دميت أقدامه بالطائفوان كسرت الضلوع بالرماح وذبحت الرأس وفصلت عن الجسد الا أن المبادئ لديهم غيرقابلة للكسر بأي حال من الأحوال والعقيدة أمر جد وليس بالهزل.
وان هناك ثمةآصرة قوية بين النبوة والثورة وان الأنبياء ثوار الله في الأرض كما أسلفنا وكانتثوراتهم تحمل نبل المبدأ والغاية والطريقة الموصلة لها وهي تختلف جذريا عن البعدالميكافيللي أوربيا في الوسيلة والغاية..فكثير من العظماء يدخلون التاريخ ويغلق منورائهم الباب الا ان آل محمد واله وصحابته الكرام شرعوا بابا عريضا للمجد ولم يغلقمن ورائهم ولم تنته الرواية ولم تغلق فصول الملحمة ذلك لأنهم مضوا وتركوا من خلفهمنورا لا ينطفيء ليضيء درب السائرين.. بل وقالوا للبشرية هلموا هذا هو الطريق فلاتبيعوها إلا لله ولانفسكم ثمنا فلا ترضوا الا بالجنة..
ال محمد وصحابتهعلموا الناس فقه المجد واخذ مصدر القوة من البكاء في المحراب وقيام الليل بطوله للهالواحد القهار.. مما لاشك فيه ان كل من تناول موقف الإمام الحسين من مفكري العالمكان اسمه مقرونا بمفردة المجد بشكل عفوي وان لم يقرءوا تنظير الكواكبي للمجدوتفضيلة على الحياة وذكره في هذا الصدد
[ لذا يزاحم المجد في النفوس منزلةالحياة, ولذا طالما أشكل على الباحثين
أي الحرصين أقوى حرص المجد ام حرصالحياة؟
إن المجد مفضل على الحياة عند الأحرار, وحب الحياة ممتاز على المجدعند الأسراء وعلى هذه القاعدة يكون أئمة آل البيت , معذورين في إلقائهم أنفسهم فيالمهالك لأنهم لما كانوا أحرارا أبرارا يميزون طبعا الموت كراما على حياة ذل ورياء ]طبائع الاستبداد
ولا أخفيكم سرا ان من يراجع موقف الإمام الحسين قد يصاببالدهشة وفي ليلة العاشر وهو يستسمح أنصاره ان يتركوه أن يواجه الدولة بمؤسساتهاوجيشها وحيدا.. أي رجل هذا .؟.واي بطولة تلك....؟
وهي قوله ساقهابرس سايكس الانجليزي
[ لقد عزم الإمام الحسين والفئة المؤمنة معه على الكفاحبصورة تتحدى إعجابنا وإكبارنا على مر التاريخ الى يومنا هذا ]
إن موقفالإمام الحسين ..هذا له دلالات وحيثيات حيث لم يبق للبشرية.. مع الظلم مهادنة أوارض محايده..انه بهذا الإصرار حجة كافية وقاطعة ان الحرية هي الراية واللواء و لابدأن يركز بالدماء وان كان الحسين بلا ناصر على الإطلاق اللهم النذراليسير
لذا كان لابد للظالمين ان يغلقوا باب كربلاء كي يناموا باسترخاء.. ومع كل هذا لم ولن يتحقق لهم راحة البال بعدما هتف بها عاليا يتردد صداها في الكونكل الكون [ أني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا شقاء وبرما ]
الم يقل؟
ارجوا ان يعطى آخي على نيته و أعطى على نيتي في حبي جهادالظالمين...
بهذا الشكل الرائع من التضحية كان جهاد الظالمين هو.. حبالحسين- وعشق الحسين - وإدمان الحسين
*وأنا لا اخفي القارئ الكريم سرا إننيكنت مثل الكثيرين أحاول أن أجد تبريرا لإصرار الإمام الحسين على الاستشهاد بهذاالوضع الحزين المبكي.. ولكنني من خلال الاستقراء والتحليل لتاريخ الأمم والحريات [..يتضح إن المعارك التي تمنى بها الشعوب بأكبر هزيمة هي المعارك التي لم تخضهابعد]
لذا أصر الإمام الحسين ان يخوض التجربة حتى النهاية ليثبت للشعوبالمقهورة ان [ الخوف شعور زائف ] وهو نفس الأسلوب الذي كان الإمام علي مصرا علىتوضيحه كما رمينا الاشاره إليه في أبياته وكان طرح الحسين واضح منذ البداية الا [ وهو من أراد الشهادة او الفتح فليتبعني ]
و لكي لا تمنى الشعوب بتلك الهزائمالتي لم تخضها.. كان الإمام علي من قبل حريص أيضا على ايضاح هذا البعد حين قاللأنصاره [ النجاة للمتقحم والهلكة للمتلوم ]
وهو القائل في مقامآخر
[ انكم متى فعلتم ذلك نجوتم ومتى تلومتم وتثبطتم أحجمتم هلكتم ]
نعم ان الحياة احتمالات ما بين المكسب والخسارة والنصر والهزيمة.. ولكنياعتقد أن رهان الحسين ليس خاسرا وهو رهان يمكن التعاطي معه بشيء من الاطمئنان كونهاثورة خرجت من تحت عباءة رسول الله و لأسباب عديدة ان رهان الحسين بجزئيتيه الشهادةوالفتح ليس فيه نوع من المتاجرة بالمباديء ذلك لأن المتاجرة بالمبدأ نوع من السمسرةبالدماء
لذا فكل انسان به مسحة من عقل او ذكاء او دين يرفض المتاجر الا مع }الله{ ذلك لأن المتاجرة في أي صفقة سياسية مع البشر ما هي الا التحول من الاستشهادالى ..الارتزاق .. صفقات البشرخاسرة لا محالة وعلى النقيض بالنسبة للمتاجرة مع }الله{ ومن خلال هذ المنطلق كانت رؤية سيد قطب واضحة فحينما ذهبت اخته الفاضلةحميدة لتطلب.. منه ان يعتذر الى هيئة الثورة كي ينجو من الموت المحقق فرد عليهابنظرة العاتب قائلا..[ لو كنت اعمل لغير الله لاعتذرت ] ومن هنا عاش سيد قطب..ولماندهش حينما ذكر الاستاذ مؤمن عبد الرحمن في كتابه المسيرة الإسلامية بين المد .. بأن استشهاد سيد قطب لم يكن الا ميتة حسينية
}ان الله اشترى من المؤمنينأنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة{ ان المتاجرة مع الله صفقة ناجحة بكل المقاييس وانلم نخرج من الدنيا بأي شيء على الإطلاق الا بالشهادة ومن هنا رهان الحسين ليس فيهبين بين... انه المكسب بشكله المطلق. وعلى الجانب الاخر كان الطغاة على مر التاريخيخافون ان تخوض التجربة فهي صفقة خاسرة وسيسحب البساط من تحت أقدامهم لا محالة ولايمكن ان يثبتوا فيه حتى النهاية وباختصار ان النتاج الطبيعي لمعادلة الحسين إما أنيتحول هؤلاء الطغاة الىجثث او يهربوا مخلفين الحرية للشعوب
نعم لقد استشهدالحسين لتنبثق من موته أقدار الحياة وأمجاد الشعوب.
كما قال شوقي
ففي القتلى لأجيال حياة وفي الأسرى فدى لهم وعتق
انهم لا يستطيعون الصمود أمامرهان الحسين.
الذي وضعه ك formulaكرهان جبري للشعوب مكون من ركيزتينالشهادة و الفتح .. وبعيدا عن طرح الحسين فأوضاع معظم الشعوب يشبه الى حد كبيرالآية الكريمة..}لو كان عرضا قريبا او سفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة{ وإذا سيطر الخوف على الشعوب فلن تبعث الأمم خشية ان يخوضوا المعركة ولبعد الشقة .. التي قربها لهم الحسين فتحمل الحسين المؤنة ليكون الثائر الأول في واقعالأنظمة..وكما قال الإمام علي باحتمال المؤن يجب السؤدد [ المجد ] وكما هي مسيرةالتاريخ دوما فالأبطال هم من تشهد لهم المحن فشهد يوم كربلاء المحنة والمأساة عنبطل من نوع خاص ,في بعض الأحيان تكون الشعوب مستعدة لطرح الدم يظهر في أشكال متعددةفالمظاهرات وهبة الشوارع شكل من أشكال الثورة والاستعداد لتقبل خيار الدموالاستشهاد ,أقولها صراحة لو وصل سقف المظاهرات إلى سقف طرح تقبل خيار الاستشهادفلن تخشى تلك الشعوب الرصاص ولكي تصل إلى هذه الحالة لابد أن تدرك الشعوب كيفيكونوا نموذجا لأنصار الحسين وليس كنموذج لانصار مسلم بن عقيل الذين هربوا من أولطلقة في الميدان لكي لا تساق إلى المقصلة كالنعاج ولكي لا تسمّن للسكين كالدجاجفعدمية الأمم وبعثها ساقه لنا الامام عليّ..
[ الموت في حياتكم مقهورينوالحياة في موتكم قاهرين ,نعم الميتة القتل دفاعا عن الحق ]
وهي نفس الرؤيةبشقيها لدى الإمام الحسين ..[ فالموت سعادة والحياة مع الظالمين شقاء ] او كما قالاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا شقاء وبرما
وحتى يظلالحسين بلا ناصر ليجد نفسه بلا اتباع يأخذهم نحو الفتح .شطبت مواقفهم من اجندةالفكر المعاصر في خلال خطوات متراتبة عبر التاريخ,ومؤامرة ذكية للغاية من قبل أعداءالله والحرية,وبشطب[ الحسين ]من التاريخ الإسلامي فقدت الأمة طرفا مهما في المعالجةالسياسية ,فان الحسين كان له على مر التاريخ القدرة على هندسة المجتمعات في واقعيشطب التميع ويمحو بأستيكة واقع الطغيان
نعم لقد جعل الإمام الحسين من جسدهجسرا لتخوض البشرية التجربة ضد الطغيان فأخذ هو الشهادة ولتزحف البشرية من بعده نحوالفتح لقد كان الحسين جسرا فوق الهاوية لتنطلق الشعوب المقهورة نحو المجد وفي نفسالوقت نسف جسور الطغيان ليسقطوا في مهاوي مزبلة التاريخ...
لأن الامام الحسينكما قال معظم المفكرين ليس للشيعة فحسب ولا للسنة .. ولهذا كان .. تصور .. ما وتسيتونج . في الموضوع ..وانما هو للناس اجمعين لأنه جهاد وحق وتضحية وصراحة ونور وحكمةوليس لهذه الفضائل دين خاص ولا مذهب خاص ولا وطن خاص ولا لغة خاصة.. أن التجربةالإنسانية في الفكر .. كحق مشاع قابل للأخذ والرد .. الا ان خيار الحسين غير قابلللرد .. كسيد شباب اهل الجنة ... ومن بيت رسول ..
لقد مهد الحسين بدمهالطريق كما قال الشاعر :
تقضي البطولة ان نمد جسومنا جسرا فقل للرفاق انيعبروا
لذا كان الحسين في درب المجد pioneer وهي تعني الرائد والذي يمهدالطريق
ففي القتلى لاجيال حياة ****وفي الاسرى فدى لهموعتق
*.
يقول الكاتب خالد محمد خالد
[ ...كل ذلك يجعل من يومكربلاء يوما فريدا في تاريخ الآلام والبطولات , سواء, في تاريخ المجد والتضحية فيتاريخ المأساة والعظمة ,في تاريخ الحق الذي شهد في ذلك اليوم ورغم هزيمةأبطاله-سيادة وانتصارا قرت بهما عيناه ]
وقال الاستاذ محمد علي موسى فيكتابه السيدة زينب
(وفعلا انتصر الحسين وتحولت مأساته الى مجد لا يبلغه أيإنسان كان فأي نصر أحق بالبقاء واجدر بالخلود من النصر الذي أحرزه الامام الحسينرضي الله عنه)
يقول الأستاذ محمد علي قطب في كتابه امام الشاهدينوالشهادية
[كر بلاء..مأساة الدهر ...وملحمة التاريخ..سطر فيها الحسين بدمهالذكي الطاهر أروع صفحات المجد والبطولة ومقارعة الباطل]
ويقول الاستاذ جميلابراهيم حبيب في كتابه سيرة الامام الشهيد الحسين بن علي
[إن ثورة الحسينسجل مليء بالامجاد والمآثر يمكن ان تضاف الى المفاخر العربية المشرفة والخالدةمالاح في الدنياشارق.]
بقول الاستاذ عبد الرحيم فوده - جريدة الاخبار القاهرية 25-5-73
وفي مقال له عن ال البيت والامام الحسين [لقد بذل في سبيل كلمة الحقوالشرف دمه الذكي وبقي اسمه خالدا ماجدا في سجل المجد والخلود رضي الله عنهوأرضاه]
وفي قصيدة رائعة للأستاذ احمد الكوشي اسمها صهيل المجد صدرت بمجلةالعالم يقول
عريق المجد في باع طويل
ومجد خالد ودماثيل
يذكرني الحسين شهيد حق
واذكر من عليّ
مايقيل
بصوتك ضجت الدنيا قديما
ويبقى الحق
للظلمالبديل
أروع ما قيل كان للشيخ عبد اللطيف مشتهري في كتابه سيد شباب أهلالجنة [ لقد جمع الامام الحسين بين المجد الموروث والمجد المكتسب ]
*.فلميكن الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة فقط لنسبه الشريف بقدر ما كان للتضحيةوالبطولة التي بزغت من بيت النبوة. لقد جمع الإمام الحسين مابين العظاميةوالعصامية
والعصامية هي بناء المجد اعتمادا على الذات والعظاميه هي بناءالمجد اعتمادا على ميراث الاجداد.وعن المجد المرتبط بكربلاء وجدت العديد من الكتابوالادباء العرب ممن ربطوا بين المجد وهذا العملاق من بيت النبوة منها ماذكره خالدمحمد خالد في كتابه القيم
أبناء الرسول في كربلاء فيقول في ص107ط دارالثابت
(وكان اليوم غرة المحرم...
والعام ، الواحد والستين للهجرةوالمكان كربلاء ...على مقربة من نهر الفرات ...
وقبل ان نبلغ اليوم العاشر منالمحرم ...يوم الواقعة الرهيبة ، والمهيبة ..يوم الآلام والمجد ...يوم الفاجعة والبطولة ...يوم المأساة والعظمة .. )
*وعن المجد قالوا
ان هناك شخص ماجد فينفسه لا يستطيعون رفع الآخرين الى سماوات مجده وهناك رجالا آخرين مجيدين في أنفسهمولديهم الاستطاعة ان ينقلوا الآخرين الى سماوات مجد هم وهم الأنبياءوآلهم
فكان الحسين على الذروة من هؤلاء,ويرتبط الفكر الثوري النبيل بالحسين ,فكانت ثورته خاصة لديها القدرة على التوليد دون غيرها,اذا كانت الثورة تخرج من رحمالأحزان.. كما يقولون فولد موقف الحسين ثورات .. في الفترة التي اعقبت استشهاده ..
*استوقفني مقال بعنوان ثأر الله للأستاذ أمير اسكندر بجريدةالجمهورية المصرية
بتاريخ 8-2-72يقول: فيه
منذ ثلاثة عشر قرنا خرجالإمام الحسين من ارض الحجاز ملبيا نداء أهلها لكي يعلي كلمة الله الحقيقية,كلمةالحق والعدل والحرية وكان خروجه آنذاك نذيرا بالنهاية لقوي الشر والبغي والظلمةفتربصت له وتحفزت له كي تخنق شعاع الضوء الوليد وتحاصر كلمة الحق في الصحراء كيتموت من الظمأ قبل أن تبلغ اهلها, رحلة عذاب طويلة ومجيدة ما كان يقوى عليها إلاأصحاب الرسالات وحدهم , ناضل الحسين فيها بالكلمة والسيف معا,
رفض السلامالخانع وارتفع فوق السلامة الشخصية الذليلة وظل حتى اخر نبضة في جسده قوي الروح صلبالاراده, مرتفع الرأس حتى تمكنت منه قوى الظلام والطغيان فقتلنه وفصلت رأسه عن جسده , وحسبت إنها بجريمتها أنها قد اطمأنت والأرض من تحتها قد استقرت ولكنها أدركت بعدفوات الأوان أنها لم تبلغ من أمرها شيء فلا السلطان دام ولا دعوة الحق زالت ويؤكدالكاتب قتل الحسين ولكن كلمته غذت رسالة قطع رأسه ولكنه بات رمزا للشهادة تضرج دمهولكنه أمسى في كل عصر يصرخ في المؤمنين والمناضلين من الفقراء والبسطاء ان افتحواأعينكم دائما وحدقوا في كل قوى الشر التي تحيط بكم واقمعوا كل عوامل الضعفو
الخنوع في أعماقكم واثأروا لكلمة الله الحقيقية كلمة الحق والعدل والحريةانتهي
قال الشاعر
لا يكشف الغماء الا ابن حرة يرى غمراتالموت ثم يزورها
لقد كان الحسين في تعاطيه مع واقع الاستبداد .. يرى غمراتالموت .. ومن ثم يزورها ..
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة .. واي حرة في الكونكالزهراء..
ليكشف غماء واقع الاستبداد السياسي على مر العصور .. كثورةاسلامية خرجت من تحت عباءة رسول الله وكساءه .. فهي فوق الطعن اوالتشكيك من ناحيةمعالجتها للواقع السياسي قام به شخص من بيت الرسول نفسه تربى في حجر رسول اللهليعلمه البطوله والجراة والاقدام ..فتلك الثورة كفيلة بأن تصمد أمام أي دور إجهاضيمغرض من قوى الاستبداد .. يشكك في شرعيتها أذ يمكن سحبها كمعالجة ثورية على أي واقعاجتماعي مستبد وظالم .. الى ان تقوم الساعة .. اذ لو كان هناك ثمة معالجةاخرى
أو طرح لأسلوب اخر في المعالجة لذلك الواقع الاستبدادي.. لقام بهالحسين دون ادنى شك .. فهو قام بالدور الثوري المناط به على اكمل وجه .. حتى اللحظةالاخيرة ..
فهو كان يرى الموت .. ولا غير الموت .. إلا انه كان مصمم تصميمالا تراجع فيه .. وهو امر مثير للدهشه والتساؤل .. ولغزا ما زالت ابحث له عن اجابه ..
لم قام الإمام الحسين بكل هذا ولم كل هذا الإصرار على الموت .. ولا شيءغير الموت ..
للدرجة التي فيها حرقوا الخيام على النساء .. وذهبوا لينهبواالمتاع .. ويتعرضوا لنسائه..أثناء القتال..
قال الحسين كلمة لأعدائه .. كلمةمخيفة .. وتقبض كل قلب .. وتصيب بالوجوم كل من يمر بها في صفحات التاريخ .. ويحسبخفقة قلب وبارتعاشه في المشاعر.. تجاه الموقف المؤلم .. والمخيف تجاه مصير عائلةسيكون مجهولا بعد لحظات او بعد ساعة .. وهم على مرأي منه في خيمة مجاورة ..
وهذه الكلمة التي قالها الإمام هي[ ان لم تكونوا .. مسلمين فكونوا أحرار .. فمتاعي مباح لكم بعد ساعة]..
أي انه يدرك .. ان نساءه وأطفاله سيتعرضونللسبي .. ومع هذا لم يهادن .. يرى الموت آت لا محالة وليس ببعيد.. انه بعد ساعة منقتال .. وما زال مستمرا في القتال .. ولم يتراجع ..
أي رجل هذا .. واي بطولة .. واي كفاح .. واي ثورة ..
واي مجد ..
لهذا قالها ماو تسي تونغلأحمد الشقيرى .. عندما سأله علمني الثورة ..
فقال ..[ عجبا وعندك الحسين بنعلي ]
كان لي ان اعالج الموضوع .. ككاتب سني المذهب .. ذلك الموقف البطوليللامام الحسين .. من زاوية احترام واكبار لاقف في هيبة الحسين أتناول هذا العملاقوالرجل الشاهق بقلمي .. في قضية المجد ولم يترك الإمام الحسين لنا شيئا حتى يقال .. ومن زاوية اخرى واهم .. هو معالجة الموقف فكريا كثورة اسلامية خرجت من تحت عباءةرسول الله .. تجاه نظام سياسي فلتان ..
ترى هل كان دم الحسين يتحول في ذكراهبكل سنة إلى صب الزيت على النار ضد الطغاة لتأخذ منه الشعوب وقوداللمسيرة
وتحقيق أحلام الخلاص والوصول الى مجد التمكين حيث قال الحسينلأتباعه (من أراد الشهادة او الفتح فليتبعني) لقد قتل الحسين فكان هو الحرف المدمّىفي سفر المجد وكم من ناس دخلوا التاريخ واغلق الباب من ورائهم اللهم الا محمد والبيته وصحابته الكرام .. فان افتخرت أقواما بألا يطاول لها هامة الا ان هامة محمدعالية يهتف بها من فوق المآذن وقطعت راس الحسين ووضعت على أسنة الرماح فتدنت تحتهاكل الرؤوس
لقد مضى الحسين ولم تنته فصول الملحمة
ولم تضع الحربأوزارها بين خيل الله وخيل الضلال الملحمة الكبرى في العالم وكيف ينتصر المبدأ علىذهب المعز وسيفه
..
* قال الشاعر :
كل يعرف طرق الشجاعةوالندى*** ولكن طبع النفس للنفس قائد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.