أعادت تسجيلات لجنود أمريكيين، بها إساءة لمواطنين عراقيين، الحديث عن أزمة حقوقية جديدة يعيشها الشعب العراقي تحت وطأة الاحتلال الأمريكي، وقام موقع"ويكيليكس" بنشر فيديوهات، قام جندي أمريكي سابق بنشرها على مدونته، والتي تظهر معاملة مهينة للسجناء العراقيين من قبل رفاقه في الجيش الأمريكي. وتلك ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها "إيثان ماك كورد"، الجندي الأمريكي السابق، بالتنديد بتصرفات الجيش الأمريكي، إذ سبق وأدلى بشهادته حول إهانات مماثلة مارسها الجنود الأمريكيون وقام بفضحها.
وتظهر الفيديوهات موقوفًا عراقيا معصوب العينين يجهش بالبكاء أمام جندي أمريكي لا يفتأ يكرر على مسامعه أنه سيذهب إلى السجن، ثم يسمع صوت يأمر الجندي بأن يدع السجناء وشأنهم، فيذهب هذا الأخير في حال سبيله مبتسمًا.
ويظهر فيديو آخر جنديًّا أمريكيا يغني مستهزئًا بالسجناء أمام زملائه الذين يرون الأمر مسليا، وآخر يأمر عراقيا "ارفع يديك. أنزل يديك"، لعبة تسلَّى بها جندي أمريكي مع هذا السجين لأكثر من 45 دقيقة.
وينتمي الجنود الذين نراهم على هذه التسجيلات، وفق "إيثان ماك كورد"، لسَرِية "برافو" (الكتيبة الثانية للفرقة 16 للمشاة)، ويُنسب مكان التصوير إلى قاعدة أمريكية في "الرستمية"، شرق بغداد.
البنتاجون يدرس من جانبه، كلفت وزارة الحرب الأمريكية 120 شخصاً بدراسة التأثير المنتظر أن يخلفه نشر موقع "ويكيليكس" لعدد قياسي من الوثائق السرية حول الحرب في العراق.
إذ أفادت معلومات صحفية أخيراً بأن "ويكيليكس" يستعد لنشر 400 الف وثيقة سرية حول حرب العراق، الاثنين 18-10-2010. وتحدثت مجلة نيوزويك في سبتمبر عن "أكبر عملية تسريب لمواد استخباراتية".
وتخشى واشنطن أن تتضمن الوثائق معلومات مرتبطة بهجمات على قوات التحالف أو القوات الامنية العراقية أو المدنيين.
وقال المتحدث باسم "البنتاجون"، الكولونيل ديفيد لابان، للصحفيين إنه "بهدف الاستعداد للنشر، كلفت وزارة الدفاع قبل أسابيع عدة فريقاً من 120 شخصاً الاطلاع بدقة على أرشيف البنتاجون وتقدير التأثير المحتمل لعملية النشر هذه".
وتخشى وزارة الحرب الأمريكية من أن تتضمن الوثائق معلومات مرتبطة بهجمات على قوات التحالف او القوات الأمنية العراقية او المدنيين او البنى التحتية في البلاد، على ما أوضح الكولونيل الذي اشار الى أن البنتاجون لا تعرف بدقة عدد الوثائق التي ستنشر.
وحضّ المتحدث موقع "ويكيليكس" على إعادة الوثائق "الى مالكها الشرعي" وهو الجيش الأمريكي. وقال "لا نعتقد ان ويكيليكس او غيره يتمتعون بالخبرة اللازمة، فلا يكفي محو الاسماء (التي قد تهدد امن الجنود او المتعاونين مع الجيش الأمريكي). فالوثائق تحوي عناصر اخرى ليست اسماء لكنها قد تشكل مصدر خطورة".
وذاع صيت موقع "ويكيليكس" الذي اطلق فى العام 2006، حين نشر في نهاية يوليو الماضي مجموعة من 77 الف وثيقة سرية عن الحرب في افغانستان، مما أثار استياء البنتاجون. ويتوقع ان ينشر قريباً 15 الف وثيقة اخرى.
ويخضع مؤسس الموقع جوليان اسانج لتحقيق قضائي بعد شكوى بحقه بتهمة التحرش الجنسي في السويد. وصرح اسانج لصحيفة "الجارديان" البريطانية ان مجموعة "مونيبوكرز" للدفع عبر الانترنت والتي يستعين بها لجمع الهبات اغلقت حسابه في اغسطس بعد نشر وثائق حول الحرب في افغانستان.
والموقع حالياً "في طور الصيانة المبرمجة" منذ 29 سبتمبر لكنه يعد "بالعودة الى العمل في أسرع ما يمكن".