لا زالت فضائح وفظائع الجيش الامريكي تتكشف يوم بعد اخر علي ما أرتكبته قواته المحتلة من قتل وسجون وإساءة لمواطنين عراقيين لا ذنب لهم سوي انهم ولدوا علي ارض رزخت تحت نير الدكتاتورية والاستبداد لسنين، ليعقبها سنين عجاف من الاحتلال فالحديث عن الأزمة الحقوقية التي يعيشها الشعب العراقي حديث شجون. فلم ينال العراق وشعبه من الولاياتالمتحدة التي تدعي الديمقراطية زوراً وبهتانا وتتبرقع بحقوق الانسان كذباً ونفاقاً. فقبيل نشر 400 الف وثيقة سرية حول حرب العراق، قام موقع"Wikileaks" بنشر فيديوهات، بعد ان قام جندي أمريكي سابق بنشرها علي مدونته، تظهر فيها معاملة مهينة مزدرية لمعتقلين عراقيين من قبل رفاقه في جيش الاحتلال. وتظهر الفيديوهات موقوفًا عراقيا معصوب العينين يجهش بالبكاء أمام جندي أمريكي لا يفتأ يكرر علي مسامعه أنه سيذهب إلي السجن، ثم يسمع صوت يأمر الجندي بأن يدع السجناء وشأنهم، فيذهب هذا الأخير في حال سبيله مبتسمًا. ويظهر فيديو آخر جنديًّا أمريكيا يغني مستهزئًا بالسجناء أمام زملائه الذين يرون الأمر مسليا، وتم إيقاف الرجل العراقي لوجود بندقية من نوع AK-47 في منزله, وهو امر شائع في العراق, حيث السلاح ضروري لحماية الانفس بسبب سوء الاوضاع الامنية,خصوصا ان الفديو يتحدث عن فترة تصاعد العنف فيها الي اعلي مستوياته في العراق, فقد تم تسجيله، حسب ما أعلنه "ماك كورد" علي مدونته يوم 13 تشرين الأول / أكتوبر، سنة 2007 من قبل زملائه وهم يمارسون خدمتهم في العراق. ويعود قرار نشر هذه المقاطع لموقف أخلاقي اتخذه الجندي بعد أن أدرك مدي سوء معاملة الجيش الأمريكي للسجناء العراقيين، مؤكدا أن ما نراه علي هذه التسجيلات ليس بحالات شاذة. لكنه في نفس الوقت يحذر من الحكم بقسوة علي زملائه، مؤكدا أن ما يجب انتقاده يتعدي هذه المعاملات ليطال كامل نظام الجيش الأمريكي الذي يعد المسؤول الأول‘ علي حد قوله، في الدفع بالجنود إلي التصرف بهذه الطريقة. كما اضهرت التسجيلات الفديوية جندي امريكي آخر يأمر عراقيا: "ارفع يديك. أنزل يديك"، لعبة تسلَّي بها هذا الجندي الأمريكي بهذا السجين لأكثر من 45 دقيقة. هولاء الجنود ليسوا محققين بل كان همهم التسلي بالعراقيين,وينتمي الجنود الذين قاموا بهذه الافعال المشينة، وفق "إيثان ماك كورد"، لسَرِية "برافو" 'الكتيبة الثانية للفرقة 16 للمشاة'، ويُنسب مكان التصوير إلي قاعدة أمريكية في "الرستمية"، شرق بغداد. ولم تكن المرة الأولي التي يقوم فيها الجندي الأمريكي السابق "إيثان ماك كورد" بالتنديد بتصرفات الجيش الأمريكي إذ سبق وأدلي بشهادته حول إهانات مماثلة مارسها الجنود الأمريكيون وقام موقع "ويكي ليكس" بفضحها. وقدم سابقاً إيثان ماكورد اعتذاره لعوائل الضحايا العراقيين بسبب ضلوعه في هجوم أسفر عن استشهاد 12 عراقي، وإصابة طفلين. واعتذار بعد عرض موقع ويكيليكس للقطات فيديو من طائرة أمريكية شاهدت تجمعا من العراقيين فقصفتهم واودت بحياتهم في منطقة الامين شرق بغداد، وكان من بينهم سائق ومصور تابعين لوكالة رويترز، كما أطلقت المروحية النار علي شاحنة جاءت لتنقذ الضحايا، فقتلت من فيها. وشوهد الجندي ماكورد وهو يحاول إنقاذ الأطفال وإبعادهم عن منطقة الخطر في لقطات الفيديو، التي نشرت علي موقع ويكيليكس الخاص بالوثائق والمعلومات السرية. وقال الجندي الأمريكي في حينها إن: "ما رآه العالم في لقطات الفيديو يحدث كل يوم في هذه الحرب"، وطالب العراقيين بأن يخبروه "كيف يمكن أن يصلح هذا الضرر المدمر الذي سببته القوات الأمريكية". ومما رواه ماكورد حينها في الواقعة المصورة أن فتاة صغيرة كانت داخل الشاحنة، كانت مصابة في بطنها وكان الزجاج يملأ عينيها وشعرها، بينما رأي جوارها صبيا صغيرا مغطي بالدماء ووالدهما كان مقتولا أمامهما. وقرر الجندي وقتها أن ينقذ الطفلين فأخرجهما واحدا بعد الآخر، واستطاع أن يوصلهما لبيت قريب لإسعافهما. وتابع الجندي قائلا إنه لم يستطع النوم بعد هذه الواقعة، وتم تشخيص حالته بحالة متقدمة من متلازمة ما بعد الصدمة. ويضيف: "لقد أحسست بحسرة لا حدود لها حينما فكرت أنني جزء من هذا النظام الذي قتل والد هذين الطفلين وعرضهما للموت. وهكذا أردت أن أكتب لهما هذا الخطاب علهما يعرفان أننا آسفون. نعتذر لأننا جزء مننظام كاد يقتلهما وحرمهما من عائلتهما، نعتذر لأننا جرحناهم جسديا ونفسيا". يذكر أن الجندي ماكورد انضم لتجمع المواطنين الجنود الذين يعارضون التدخل الأمريكي في العراق، وهو يحمل السلطات العسكرية الأمريكية المسئولية كاملة لماحدث في تلك الواقعة، ويتمني لو يستطيع أن يعرف كيف يعوض الطفلين وعائلات الضحايا عما بدر من القوات الأمريكية من ألم. تجدر الاشارة الي ان وزارة الدفاع الامريكية لم تعتذر لحد الآن عن هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي ترتكبها قواتها في العراق بحجة الدفاع عن النفس او الاشتياه بكونهم من المسلحين.