قال محامون مغاربة ان ناشطين سياسيين معتقلين على خلفية الانتماء لشبكة ارهابية بدأوا اضرابا عن الطعام احتجاجا على ما يصفونه بالظلم الذي لحق بهم منذ اعتقالهم الى صدور احكام الاستئناف ضدهم. وقال هؤلاء المحامون، ان معتقلين في اطار ما اطلقت عليه السلطات "شبكة بلعيرج" وأيدت محكمة الاستئناف المكلفة بقضايا مكافحة الارهاب احكاما بإدانتهم قرروا خوض 'معركة الموت' بعد إحساسهم بأن قضيتهم دخلت في خانة النسيان.
وقالت السلطات في فبراير 2008 ان كلا من مصطفى المعتصم الامين العام لحزب البديل الحضاري ومحمد الامين ركالة نائبه والناطق الرسمي باسم الحزب ومحمد المرواني الامين العام لحزب الامة وماء العينين العبادلة مسؤول لجنة الصحراء والوحدة الترابية لحزب العدالة والتنمية وعبد الحفيظ السريتي مراسل قناة المنار اللبنانية وحميد نجيبي الناشط بالحزب الاشتراكي الموحد اليساري اعضاء في شبكة يتزعمها عبد القادر بلعيرج البلجيكي من اصل مغربي وان هذه الشبكة كانت تخطط لاعمال عنف واغتيالات شخصيات سياسية ومدنية مغربية وتجنبية.
الا ان الاوساط الحقوقية والحزبية شككت برواية السلطات بشأن المعتقلين السياسيين وشكلت لجان تضامن ودعم معهم شاركت فيها رموز وطنية وشخصيات مرموقة.
وفندت هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين ما اوردته السلطات من ادلة ادانة في المحكمة التي قالت العديد من المنظمات الحقوقية المغربية والدولية انها افتقرت إلى العدالة، الا ان احكاما ابتدائية صدرت في يوليو 2009 ادانت هؤلاء السياسيين وقضت بحقهم أحكاماً بسجن نافذ تتراوح بين سنة و20 سنة وايدت محكمة من الدرجة الثانية احكام الادانة الا انها خفضت العقوبة الى 10 سنوات سجنا لجميع المعتقلين السياسيين.
وقال المحامي خالد السفياني عضو هيئة الدفاع ان ماء العينين العبادلة بدأ الخميس اضرابا شاملا عن الطعام فيما قال محمد المرواني انه يبدأ اليوم السبت هذا الاضراب.
الا ان مصطفى المعتصم ومحمد أمين الركالة وعبد الحفيظ السريتي قالوا انهم لن يشاركوا بهذا الاضراب.
وقال المعتصم والركالة والسريتي في بيان له "نعلن للرأي العام الوطني والدولي اننا لم نعلن عن أي إضراب عن الطعام. ورفعاً لأي التباس، نؤكد اننا لا زلنا على موقفنا الذي انتهينا إليه يوم 9 ابريل 2010 والقاضي بتعليق الإضراب المفتوح عن الطعام الذي دام 19 يوماً استجابةً لتدخل هيئة دفاعنا ومناشدة للمنظمات الحقوقية الوطنية".
وقال محمد المرواني في رسالة الى 'القدس العربي' من السجن المحلي بسلا حيث يمضي عقوبته انه قرر وزملاؤه استئناف الاضراب عن الطعام الذي كانوا علقوه يوم 9 ابريل الماضي وذلك اليوم السبت 16 اكتوبر الذي يصادف "مرور سنتين ونصف سنة على اعتقالنا الظالم، كما تكون قد مرت سنتان بالتمام على انطلاق محاكمتنا السياسية، وهي المحاكمة التي انتهكت فيها الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة كما تم فيها تبييض انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
وقال "اليوم نحمل أكفاننا على أكتافنا في رسالة بيضاء احتجاجا على تعثر الإصلاحات الأساسية ومنها تعثر إصلاح القضاء وتواصل الاختطاف والتعذيب، وتبيض الانتهاكات الجسيمة الجديدة لحقوق الإنسان، وخرق القانون وعدم كفالة ضمانات المحاكمة العادلة، وعدم تنفيذ التعاقدات المدنية المجتمعية (توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة) فيما يتعلق بالإصلاح المؤسساتي والحكامة الأمنية وعدم الإفلات من العقاب، وعملية القهر السياسي التي يخضع لها المشهد السياسي المغربي تحت ذريعة ترشيد العمل السياسي، واستمرار التضييق على الأنشطة السياسية والمدنية للرأي المخالف أو المعارض، والقمع الممنهج الذي تتعرض له التظاهرات الاحتجاجية السلمية".
وحدد زعيم حزب الامة في رسالته هدف الاضراب بكفالة "الحق في التعبير والتنظيم لنا ولغيرنا"، ووضع حد لمعتقل تمارة السري سيىء الذكر، وتصحيح المظالم القضائية وذلك بالإفراج عن كل المعتقلين على ذمة قضايا الرأي والسياسة ووقف كل المتابعات الظالمة ورد الاعتبار للجميع، وإقرار مقاربة تصالحية في تدبير ملف (السلفية) وتمتيع معتقليها بحريتهم.'
وقال "اننا بهذا الاستئناف لا ندافع عن أنفسنا وعن حريتنا وكرامتنا فقط بل ندافع عن المغرب والمغاربة ضد العبثية السياسية وخرق القانون وفقر الحكمة ومصادرة العقل وتوسل القوة واستبعاد الحوار، من أجل مغرب الحريات لا الاستبداد، من أجل مغرب الصلاح لا مغرب الفساد، من أجل مغرب التقدم والتنمية والنهضة لا مغرب التخلف".