تتوقع أحزاب المعارضة البريطانية أن يتم الإعلان عن إجراء انتخابات مسبقة، بعد تنحي توني بلير عن رئاسة الحكومة في ربيع العام القادم 2007. وذكرت شبكة ال/بي بي سي/ التلفزيونية أن حزبي المحافظين والأحرار الديمقراطي بدآ بالاستعداد لهذا الاحتمال، من خلال إعادة هيكلة الحزبين، بما يتماشى ومفاجأة إعلان انتخابات مبكرة. وفي هذا الإطار أجرى حزب الأحرار الديمقراطي، الحزب الثالث في البلاد من حيث الشعبية، تغييرات في بعض مواقعه، عين في إطارها مسؤولا عن البيان الانتخابي، في حال تم الإعلان عن الانتخابات. ويتوقع الأحرار أن تتخذ الحكومة العمالية برئيسها الجديد موعد أكتوبر 2007 تاريخا لهذه الانتخابات. من جهته اعتبر زعيم المحافظين دايفيد كاميرون، أنه من واجب حكومة العمال إجراء انتخابات مبكرة، ليبدي الناخب البريطاني رأيه في رئيس الحكومة الجديد، الذي سيخلف بلير في ربيع العام القادم 2007، والذي يتوقع أن يكون وزير الخزانة (المالية) الحالي غوردون براون. هذا وكانت رئيسة حزب العمال هزال بليرز حذرت أعضاء حزب العمال، في مراسلة لهم في أيلول (سبتمبر) الماضي، من أن الانتخابات التي يفترض فيها إذا جرت في وقتها أن تكون في العام 2010، قد تجرى في وقت مبكر في العام 2008، رغبة من الحزب في تأكيد استحقاقه لتشكيل الحكومة، وإعطاء الحزب نفسا جديدا بعد رحيل بلير. الانتقادات والمواقف الكثيرة المحرجة التي حشرت فيها الحكومة بزعامة حزب العمال وزعيمه توني بلير، قد تضطره إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل أن تستمر شعبية الحزب في التدهور. وقد اعتبر الكثير من الكتاب ووسائل الإعلام أن استمرار بلير في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة مضر بشعبية الحزب، لا سيما في ظل استمرار تفجر فضائح من الحجم الثقيل في وجه رئيس الحكومة، كان آخرها التحقيق معه بشأن القروض (الرشاوى)، المقدمة للحزب، ثم قرار التدخل في العدالة وإيقاف التحقيقات بشأن صفقة اليمامة. بلير الذي كان ينظر إليه في لحظة تاريخية من عمر الحزب على أنه المحرك الرئيسي لنجاحاته، بات اليوم عبئا حقيقيا على حزب العمال بإجماع الكثير من المراقبين، حتى غدا استمراره في رئاسة الحكومة يعني شيئا واحدا: مزيد من تدهور شعبية الحزب.