ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية انه في ظل تنامي الغضب من بطء الحكومة الباكستانية وردها الفوضوي على أسوأ فيضان وسيول تجتاح باكستان منذ 80 سنة، تملأ الجمعيات الخيرية الإسلامية المتشددة الفراغ وتمد يد العون للناس ما يمنحها دعماً جديداً بين الباكستانيين المنكوبين. ونقلت الصحيفة في تقرير لها السبت عن أناس طالتهم الفيضانات وعن مراقبين سياسيين أن تعاطي الحكومة الباكستانية مع هذه الأزمة يذكر بضعفها إذ تتقلب بين الإهمال وعدم الفعالية.
ولفتت إلى أن الفيضانات فتحت فرصة جديدة أمام الجمعيات الخيرية الإسلامية لتثبت انها قادرة على تقديم ما يستحيل على الحكومة تقديمه، تماماً كما فعل الإسلاميون يوم ضربت هزة أرضية كشمير في العام 2005، ما ساعدهم على إغراء الناس لتجنيدهم في مجموعات مسلحة محظورة وذلك من خلال منظمات خيرية تشكل غطاء لهم.
ولفتت إلى انه في مقاطعتين في شمال غرب باكستان فقط، أمنت 3 جمعيات خيرية إسلامية المأوى للآلاف وجمعت التبرعات وقدمت حوالي 25 ألف وجبة طعام ساخنة يومياً منذ يوم السبت الماضي، أي قبل 6 أيام من توفير الحكومة طعاماً جاهزاً.
ونقلت عن الزعيم الإقليمي لمجموعة (جمعية علماء الإسلام) يوسف شاه قوله: يقول الغرب أننا إرهابيون وغير متسامحين، ولكن وقت الحاجة نحن من نساعد الناس.
ورأت الصحيفة أن تحسن وضع هذه الجمعيات يأتي في وقت تجهد فيه الولاياتالمتحدة للفوز بدعم في المنطقة بالرغم من إنفاق ملايين الدولارات على المساعدات العسكرية والمدنية في باكستان منذ العام 2001 بغية تشجيع على محاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وتوقع بعض الخبراء أن يتسبب الاستياء الشعبي من أداء الحكومة في مواجهة الفيضانات بزعزعة الدعم للحملة العسكرية على المسلحين، ويمنح دفعة للأحزاب الإسلامية بباكستان.
ونقلت عن مسئول أمريكي رفيع طلب عن الكشف عن هويته قوله إن الدولة الباكستانية لا تقدم إلا 40% من حاجات الناس نظراً لغياب اليد العاملة وامتداد الكارثة على مساحة واسعة.
وتعتمد أعمال الإغاثة الرسمية على مجموعات الإغاثة الدولية والحكومات الأجنبية التي تبرعت بعشرات ملايين الدولارات وقدمت تجهيزات لمساعدة الجيش الباكستاني في أعمال الإنقاذ.
ويذكر أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ناشد العالم والامم المتحدة مساء الجمعة بتقديم مزيد من المساعدات وتقديم يد العون لحكومته كي تواجه الأزمة في ظل تشرد الملايين ومقتل المئات.