نشر جيش الاحتلال الصهيوني قوات كبيرة عند الحدود بين الدولة الصهيونية ومصر في أعقاب إطلاق صواريخ على مدينتي ايلات والعقبة، تحسبا من محاولات أخرى لتنفيذ هجمات ضد أهداف صهيونية من الأراضي المصرية. وقالت صحيفة "هاآرتس" الجمعة إن مسئولين في أجهزة الاستخبارات الصهيونية مقتنعون بأن إطلاق الصواريخ على ايلات والعقبة يوم الاثنين الماضي نفذته خلية تابعة لحركة حماس وأن أفراد الخلية خرجوا من قطاع غزة عبر أنفاق إلى سيناء لتنفيذ إطلاق الصواريخ.
واضافت إن الصواريخ من طراز (جراد) التي استخدمت في الهجوم هذا الأسبوع كانت مهربة من إيران عبر الأراضي السودانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس امتنعت منذ انتهاء العدوان الصهيونى على غزة في يناير من العام الماضي عن إطلاق صواريخ باتجاه الدولة الصهيونية لمنع أي تصعيد لكنها قالت إن جهات في حماس تمارس ضغوطا لتنفيذ هجمات على ضوء احتمال استئناف المفاوضات المباشرة بين تل أبيب وسلطة رام الله.
ونشر جيش الاحتلال قوات كبيرة في مواقع على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب بضائع ومخدرات ويتسلل منها أفارقة لغرض طلب اللجوء في الدولة الصهيونية أو العمل فيها، لكن الجيش الصهيوني يرى أنه بإمكان مسلحين أن يتسللوا إلى الدولة الصهيونية بغرض تنفيذ هجمات.
ونقلت "هاآرتس" عن ضابط صهيوني كبير قوله "إن غالبية عمليات التسلل هي لغرض الجريمة وتهريب المخدرات وإدخال لاجئين سودانيين الذين يدفعون المال للمهربين لكن من الواضح أن أي مسار تسلل قد تستخدمه خلية إرهابية".
كذلك نشر الجيش الصهيوني قوات عند الحدود الصهيونية المصرية القريبة من مدينة ايلات وخصوصا في منطقة تتواجد فيها بلدات زراعية صغيرة وذلك تخوفا من تسلل مسلحين إلى هذه المنطقة القريبة من الشريط الحدودي.
ويجري العمل في هذه الاثناء على بناء جدار بطول 19 كيلومترا حول هذه البلدات يشمل بوابات تمكن السكان من التوجه إلى أراضيهم.
لكن المزارعين الصهاينة اقتحموا البوابات في الأيام الماضية وفسر أحدهم ذلك بالقول "إننا نشعر وكأننا داخل غيتو" إضافة إلى أن السماح للمزارعين بالخروج من بوابتين فقط يطيل الطريق من البلدات إلى الأراضي الزراعية.
كتائب القسام تنفي وترحب من جهتها، أكدت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس مساء الخميس، عدم علاقتها بالصواريخ التي أطلقت على مدينة إيلات الصهيونية الاثنين الماضي، ولكنها رحبت بأي استهداف للصهاينة انطلاقاً من أي موقع، مشددة على أن حدود عملها العسكري المقاوم هو داخل أرض فلسطين التاريخية.
وقال الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في تصريح نشره الموقع الالكتروني للجماعة مساء الخميس نحن نرحب بأي عمل مقاوم يستهدف الاحتلال الصهيوني سواء انطلق من فلسطين أو من غيرها، لكن لدينا موقف مبدئي بعدم استخدام أراضي أي دولة عربية لتنفيذ عملياتنا العسكرية، وحدود عملنا داخل أرض فلسطين التاريخية.
ونفى أبو عبيدة ما أعلنه رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بأن كتائب القسام هي من أطلقت الصواريخ على مدينة إيلات والعقبة، مشدداً عى أن جماعته لا تخشى من الإعلان عن عملياتها بكل وضوح عندما تقوم بتنفيذها.
واعتبر أن اتهامات العدو لكتائب القسام بالوقوف وراء الصواريخ محاولة لخلط الأوراق، وتصدير الأزمات، ومحاولة لتبرير عدوان محتمل يخطط له العدو ضد قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة "نحن نحذر من أي تساوق مع هذه الرواية الصهيونية من قبل أي طرف عربي وهو مشاركة وتغطية لهذه المحاولات الصهيونية".
وأضاف "نحن نحذر من سيناريوهات عدوانية يخطط لها العدو، ويحاول جاهدا أن يوجد لها غطاء".