زعمت صحيفة "معاريف" الصهيونية فى تقرير مطول لها اليوم، السبت، أن حكومتا مصر والدولة الصهيونية على يقين بأن جمال مبارك أمين لجنة السياسيات بالحزب الوطنى الحاكم ونجل الرئيس مبارك هو الوريث الشرعى للحكم وخلافة والده فى ضوء تقارير الحالة الصحية لوالده، مشيرة إلى أن هذا السيناريو قد يصبح أمرا واقعا فى القريب العاجل. وتابعت الصحيفة، قولها "فى الوقت الذى كانت تحتفل فيه أسرة مبارك بحفل زفاف جمال بمدينة شرم الشيخ فى الرابع من مايو عام 2007، كانت المعارضة فى مصر تحتفل بطريقتها الخاصة بالمظاهرات فى أحد ميادين القاهرة موجهين انتقادهم (للعريس) الابن الأصغر للرئيس لمبارك الذى يؤهله لخلافته"، على حد وصف الصحيفة.
ونوهت الصحيفة إلى، أن جمال الملقب بين صفوف المعارضة ب "جيمى" البالغ من العمر 44 عاما فى وقت زفافه تزوج من السيدة، خديجة الجمال، وقد قام بهذه الخطوة المحسوبة والإستراتيجية ليحل محل والده على كرسى الرئاسة وهو متزوج ولديه أبناء، وهذا ما حدث بالفعل حيث أنجب منذ أربعة أشهر طفلة أسماها "فريدة".
وقالت "معاريف": "بعيدا عن تقييمات المعارضة، فإن جمال مبارك سينجح حتما فى خلافة والده وخاصة إنه فى العام المقبل ستجرى الانتخابات الرئاسية فى مصر، فى الوقت الذى لم يعلن فيه مبارك حتى الآن موقفه من ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة".
وفى سياق تقرير الصحيفة الصهيونية تناولت تفاصيل السيرة الذاتية لجمال مبارك بصورة دقيقة للغاية منذ ولادته فى العام 1963، ومرورا بمراحل تعليمه التى كان معظمها فى مدارس أجنبية وليست عربية كمدرسة "سان جورج" الخاصة فى القاهرة، والتى تعلم فيها أيضا شقيقه الأكبر علاء والابن الأكبر للرئيس حسنى مبارك بجانب جمال السادات نجل الرئيس السادات حيث تعلموا جميعهم تعليما أجنبيا باللغة الإنجليزية.
ونقلت "معاريف" مقتطفات لحوار صحفى سابق أجراه جمال مع صحيفة "بوليتيكا انترناسيونال" الفرنسية تحدث فيه بإسهاب عن فترة طفولته وتأثره بشخصية والده.
وأضافت الصحيفة الصهيونية "بعد فترة المدرسة الثانوية انتقل جمال لدراسة إدارة الأعمال فى الجامعة الأميريكية فى القاهرة، ثم نال درجة الماجستير فى المجال نفسه، ثم بدأ العمل فى فرع لبنك استثمارى له فرع فى لندن ثم أصبح فيما بعد أحد مديرى البنك".
وبعد 11 عاما ترك جمال العمل فى البنك، وأسس مع زملائه شركة تداول أوراق مالية، وبعد ذلك أسس فى العام 1998، جمعية "جيل المستقبل" لتشجيع الشباب المصرى على إدارة الأعمال ولايزال رئيسها حتى الآن.
وعن حياة جمال مبارك السياسية، قالت معاريف إن انطلاق جمال نحو السياسة كان فى عام 2000، بعد أن انضم إلى الحزب الحاكم "الحزب الوطنى الديمقراطى" من جانب والده وتدرج فى المناصب داخل الحزب حتى عين الأمين العام للجنة السياسات فى الحزب، وهى تعد أقوى هيئة فى الحزب الحاكم وكان هذا المنصب بالنسبة لجمال موضع البداية ليتمكن من إدارة الحزب ثم تكون الخطوة المقبلة وهى كرسى الرئاسة.
وأوضحت معاريف أن العديد من الوزراء دخلوا الحكومة المصرية بتوصية مباشرة من جمال حيث يعدوا مقربين منه ومن أبرزهم رئيس الوزراء الحالى أحمد نظيف ،الذى تم تعينيه فى العام 2004، ووكل إليه بعد ذلك تشكيل حكومة جديدة برئاسته والموجودة حتى الآن مشيرة إلى أن هذا الأمر، ليس من قبيل المصادفة بل لأنه من أصدقاء "جيمى".
وتابعت "معاريف" قولها "ليس سرا أن جمال مبارك هو المرشح الرئيسى لحكم مصر"، مشيرة إلى أن مسئولين حكوميون فى تل أبيب يتوقعون بشدة أن يتولى جمال الحكم خاصة وأنه يعد أحد أهم رجال الحزب الحاكم ويتمتع بقدرات فائقة فى التحرك من خلال مشاركته فى القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للدولة، مضيفين أن تصريحات لمسئولين كبار فى مصر من بينهم رئيس الوزراء أحمد نظيف، المؤيدة لجمال مبارك تعطى مؤشرات هامة نحو اقترابه من الرئاسة خلفا لوالده.
أما بالنسبة للدعم الخارجى لجمال مبارك، قالت معاريف إن اليهود فى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية خاصة سيرحبون به نظرا لنهجه العملى المتشابه مع موقف والده وهو محاربته بقوة ضد أى تطرف دينى.
وأضافت الصحيفة "إن السؤال الأكثر تداولا بين الأوساط السياسية الإسرائيلية حاليا هو كيفية تعامل جمال مبارك مع اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل فى حال توليه منصب رئاسة مصر، موضحة فى الوقت نفسه أن هناك ارتياحا لدى تلك الأوساط بأنه لن يحدث أى تغيير إستراتيجى فى السياسة الخارجية لمصر حيث ينتمى جمال لنفس مدرسة والده المعتدلة حيث إنه على يقين من أن استمرار السلام هو الأصل لاستمرار التنمية".