سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصدر فلسطيني مطلع: مسئولون امريكيون نصحوا قادة بالسلطة بتشديد مواقفهم لانّ موافقتهم على جميع مطالب واشنطن ادّت الى تراجع حدة مواقف ادارة اوباما من الصهاينة
قال مصدر فلسطيني مطلع امس الخميس، انّ السبب الاساسى في تراجع الموقف الامريكي تجاه حل القضية الفلسطينية نابع من انّ القيادة الفلسطينية الحالية توافق على جميع الطلبات التي تُقدّمها الولاياتالمتحدةالامريكية والدولة الصهيونية ودول الاتحاد الاوروبي. وزاد المصدر عينه قائلا انّ احد اركان السلطة الفلسطينية زار في الايام الاخيرة الولاياتالمتحدة واجتمع الى عدد من المسئولين الامريكيين، وخلال الجلسات المغلقة بين الطرفين، كشف المسؤولون في واشنطن النقاب عن انّ القيادة الفلسطينية الحالية وافقت عمليا على كل ما قُدّم لها من مطالب من قبل الادارة الامريكية، وشدد المسئولون الامريكيون، كما اكد المصدر ذاته، على انّ القيادة الحالية مطالبة اكثر من ايّ وقت سابق بانْ تتشدد قليلا في مطالبها، لكي تتمكن الولاياتالمتحدة من الضغط على رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو.
وعبّر المسئولون الامريكيون عن عدم رضاهم من الاداء الفلسطيني الرسمي الذي فتح الطريق امام نتنياهو لعرض مواقفه وقبولها عمليا من قبل الرئيس الامريكي، باراك اوباما، حيث تجلى واضحًا خلال الزيارة الاخيرة انّ الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، تحوّل الى رافضٍ للعملية السلمية بسبب عدم موافقته على الانتقال الى مرحلة المفاوضات المباشرة مع الصهاينة.
على صلة بما سلف، وفي تصريحاته خلال لقاءاته، الليلة قبل الماضية، مع السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون، وامام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في نيويورك، قال رئيس الوزراء الصهيوني انّ المفاوضات المباشرة بين حكومته والسلطة الفلسطينية سوف تبدأ قريبا جدا.
واضاف، كما افادت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية، في عددها الصادر امس الخميس، ان الاتصالات المباشرة يجب ان تبدأ في اسرع وقت ممكن، وانه يعتقد ان هذا ما سيحصل، مشيرا الى ان العملية لا يتوقع ان تكون بسيطة.
واوضحت المصادر السياسية في حاشية نتنياهو انّه وخلال لقائه مع بان كي مون ادعى نتنياهو انّ الجمهور الصهيوني على استعداد للمخاطرة من اجل السلام، كما عرض عليه تركيبة لجنة القاضي المتقاعد، يعقوب طيركل، التي تحقق في مجزرة اسطول الحرية، وقال في هذا السياق انّ اللجنة مقبولة من العالم وانه لا توجد ضرورة للدفع بمبادرة لاجراء تحقيق دولي آخر.
يذكر ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد تعهد بعرقلة اي قرار يلزم تل أبيب في قضية الاسلحة النووية، كما اعترف بحق الصهاينة فى حيازة اسلحة نووية لضرورات الردع، كما عرضت الادارة الامريكية سلسلة من التفاهمات بشان الضبابية النووية الصهيونية.
والتزمت الولاياتالمتحدة بالعمل على الا تؤدي اي مبادرة دولية للرقابة على السلاح، مثل ميثاق حظر انتشار الاسلحة النووية، الى المس بأمن الدولة الصهيونية، بادعاء ان الاخيرة في وضع امني خاص، وهي وحدها، اي الدولة الصهيونية، من يحدد احتياجاتها الامنية.
واشار موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت الى أنه وقبل مغادرته نيويورك، اجتمع نتنياهو مع وزير الحرب الامريكي روبرت جيتس، حيث اكد على "انه على اسرائيل ان تستعد مجددا لوضع'تفتح فيه الجبهة الشرقية من جديد"، وذلك في اشارة الى انسحاب قوات الاحتلال الامريكية من العراق.
وبحسب نتنياهو فانّه يطالب باتاحة المجال لنشر قوات صهيونية في غور الاردن في حالات الطوارئ، وذلك في اطار اي اتفاق لتسوية دائمة مع الفلسطينيين.
وفي سياق ذي صلة، نقل مراسل القناة العاشرة الصهيونية في واشنطن جيل تماري، امس الخميس، عن مصدر في البيت الابيض قوله انّ العائق الحالي امام الدخول في مفاوضات مباشرة هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
واضاف المصدر "الادارة الامريكية حصلت على ما تريد من نتنياهو، وانه حان الوقت للضغط على الطرف الفلسطيني للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل".
يذكر في هذا السياق ان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد رفض استئناف المحادثات المباشرة مع تل ابيب قبل احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة.
ونشر الموقع الصهيوني مقاطع من حديث ادلى به نتنياهو الخميس لشبكة التلفزة الامريكية (سي.ان.ان) وعبّر عن تشاؤم من امكانية التوصل لى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، كما قال انّه ليس متفائلا بالمرة من امكانية اعادة العلاقات التركية الصهيونية الى سابق عهدها، واتهم الفلسطينيين بانّهم السببب في ما اسماه الجمود في العملية السلمية.
وقال نتنياهو "إن لاسرائيل ولتركيا علاقات مهمة، لانّ الحديث يدور عن دولة مهمة في منطقة الشرق الاوسط، ولكنّ هذه العلاقات ساءت بسبب السياسة الجديدة التي تنتهجها انقرة، والتي تبتعد اكثر فاكثر عن الغرب"، وبالتالي، قال "انّه يعتقد بان تردي العلاقات بين انقرة وتل ابيب هو احدى نتائج هذه السياسة"، على حد قوله.
وزعم انّه يحاول بشتى الوسائل والطرق اعادة ترميم العلاقات المشتركة مع تركيا، لافتًا الى انّه صادق على لقاء وزير صهيوني بوزير الخارجية التركي في مطار زوريخ في سويسرا، ولكن العلاقات لم تتحسن، ومع ذلك قال انّه سيواصل محاولاته لترميم العلاقات مع تركيا.
علاوة على ذلك، اعرب نتنياهو عن تحفظٍ معين من المفاوضات التي يديرها المبعوث الامريكي الى منطقة الشرق الاوسط، جورج ميتشل، واتهم الفلسطينيين بانّهم هم العائق امام التقدم في ما يُسمى بالعملية السلمية، زاعمًا انّه من اجل التوصل لاتفاق هناك حاجة ماسة لشجاعة من قبل الفلسطينيين، وقال موجهًا انتقاده لميتشل انّه من غير المعقول انْ يقوم المبعوث الامريكي بقطع نصف العالم بالطائرة من اجل ايصال رسالة مني الى عبّاس او بالعكس، مشيرا الى انّ الآخير يرفض منذ سنة ونيف دعواته المتكررة لعقد لقاء معه، على حد قوله.