طالبت بريطانيا دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" بتهيئة الرأي العام لديها لارتفاع حاد في خسائر الحلف البشرية في أفغانستان، محذرةً من الانسحاب قبل الأوان المبكر من تلك البلد. وقال وزير الدولة البريطاني لشئون الدفاع ليام فوكس "إن الانسحاب قبل الأوان قد يؤدي إلى تفجر حرب أهلية في أفغانستان ويزعزع الاستقرار في أفغانستان وباكستان ويقوي شوكة الجهاديين في كل مكان".
ورأى فوكس، في خطاب في هريتيج فونديشن (مركز بحوث محافظ في واشنطن) أن الانسحاب السابق لأوانه من شأنه "أن يلحق الضرر أيضًا بمصداقية حلف شمال الأطلسي وهو عماد دفاعنا في الغرب منذ ما يزيد على نصف قرن"، بحسب رويترز.
وتسبب ارتفاع عدد القتلى إلى مستويات قياسية في خفض التأييد الشعبي للحرب في دول حلف شمال الأطلسي؛ حيث أعلنت كندا وهولندا وبولندا خططا لحسب قواتها القتالية، فيما يساور أعضاء الكونجرس الأمريكي القلق من أن تحذو دول أخرى حذوها.
وبريطانيا نفسها، الحليف الوثيق للولايات المتحدة في حربيها بأفغانستان والعراق، أعلن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون أنه يود أن تنسحب القوات البريطانية من أفغانستان خلال خمسة أعوام.
وفشلت بريطانيا التي لديها حاليا نحو 9500 جندي في أفغانستان في تحويل الموقف ضد حركة طالبان في إقليم هلمند (جنوبأفغانستان) حيث ينتشر أغلب جنودها.
ورجح فوكس أن تزداد خسائر قوات الاحتلال بدرجة أكبر هذا الصيف مع توسع الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد حركة طالبان في جنوبأفغانستان الذي يعد معقلا للحركة.
وعن الزيادة المرجحة في الخسائر، قال فوكس "ينبغي للقادة السياسيين والعسكريين في دول إيساف أن يهيئوا شعوبنا لهذا".
وكان الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس الذي عين لقيادة الحرب في أفغانستان بعد إقالة سلفه قد حذر من "العنف" -المقاومة- قد يشتد في الشهور المقبلة مع بدء جميع العمليات الكبرى في إقليم قندهار مهد حركة طالبان.