أصدر الرمز الإسلامي والوطني الكبير الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر بيانا إلى الأمة يناشد فيها عقلاءها التدخل لاحتواء أزمة المحامين والقضاة لحماية صرح العدالة في مصر، وأبدى استنكاره للتراخي من قبل مؤسسة الرئاسة والقيادات التنفيذية في التدخل لإصلاح ذات البين، واعتبر سلامة أن الأمر فتنة مفتعلة ، وكان من السهل حلها في البداية، وإذا كانت مصر بكل فعالياتها ومؤسساتها تعجز عن حل مشكلة كهذه فكيف نفعل أمام المشكلات الكبيرة فعلا، كما اعتبر محاولة تدويل الأزمة عارا على مصر لا يليق بها ، وأضاف الشيخ حافظ سلامة في بيانه الذي أصدره تحت عنوان: (يا شعب مصر ..... انقذ مصر). إن الأمور تسير بصورة مزعجة وبتدهور منذر بكوارث كثيرة نتمنى من الله تبارك وتعالى أن ينقذ مصر منها ويحفظها لأهلها. إننا فوجئنا بالأوضاع المتدهورة بين فئتين مهمتين من أبناء مصر تتلمذوا فى صباهم فى مدارس واحدة، وفى مدرجات واحدة اجتمعوا، وعلى منصات واحدة تجمعوا . وهم جميعاً تخرجوا من كليات واحدة وهم جميعاً من عصب هذا الشعب. وكلهم من مثقفي مصر ولا تستغني مصر عن قضاتها ولا عن محاميها الذين يدافعون عن قضايانا.
إن هناك شللاً أصاب جميع محاكم مصر وضاعت حقوق كثيرة للشعب فى هذه الفتنة الطارئة للسادة قضاة مصر ومحامي مصر. ولم نسمع ولم نرى موقفاً حازماً لإنصاف المظلوم من الظالم وهذا أمر بسيط للغاية وهناك أمور أكبر وأعظم من ذلك يمارسها الطرفان القضاة والمحامون. فهل فشلت الدولة بجميع أجهزتها لحسم هذا النزاع والتصعيد المتزايد كل يوم ؟؟. ومن يريد أن ينتهز هذا الصراع البسيط لإشعال الفتنة ؟؟.
فأين دور الرئاسة ؟ وخلفاء الرئاسة ؟ وأين لجنة السياسات بالحزب الحاكم ؟ وأين رئاسة الوزراء بوزرائها ؟.
وأين دورهم فى هذه الفتنة ؟ أتعجز الدولة بجميع أجهزتها ليعلو صوتها بالحق لإنصاف المظلوم من الظالم فى مشاجرة ؛ والله تبارك وتعالى يقول ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهم فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) سورة الحجرات آية 10:9
قضية حسمها رب العالمين بالتحاكم إليه من خلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
يا قومي إن مصر ومستقبل مصر أغلى وأعز علينا من أى فتنة . إني أرى من خلال هذا الصراع البسيط بين فئتين أعمالهم مرتبطة ببعضهم البعض فلا محاكم بدون قضاة ولا محاكمة بدون محامين ؛ فهم جميعاً تربطهم انتمائهم لمصر وشرف المهنة التى تخصصوا من أجلها ؛ وإني أناشدهم جميعاً باسم الله ثم باسم مصر العزيزة أن نوقف نزيف هذا الصراع ونقول : يا علماء مصر ويا مفكريها وكتابها وقممها من رجال القضاء والمحامين فلترتفع أصواتكم لإطفاء هذه الفتنة وليأخذ كل ذي حق حقه والأمر أبسط من البساطة.
وإني آسف كل الأسف وأقولها تبرئة للذمة إن النظام والدولة بجميع مؤسساتها التى تعجز لدرء هذه الفتنة وحسمها باسم العدالة والقانون وإعطاء كل ذي حق حقه؛ وهى دولة ونظام لا يستحق البقاء والصراع محتدم من أجل مشاجرة تعجز عن حلها. فأين هى من قضايانا المصيرية الكبرى ؟!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يارب انقذ مصر وشعب مصر من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن واقصف الأصابع التى تعمل فى الظلام من الأجهزة الرسمية وغيرها لإشعال الفتنة وأقول قول النبى صلى الله عليه وسلم "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " والله يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المنافقون.
فيا للعار.. فيا للعار أينتظر شعب مصر لكى تستقر أموره أن يلجأ للمؤسسات الدولية لتفصل لنا فى مشاجرة لنا فى بيتنا؛ والله يحفظ مصر وشعبها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
قائد المقاومة الشعبية فى حرب أكتوبر 1973 حافظ سلامة
