أصدرت محكمة تركية أمس الأحد باستمرار حبس ثلاثة رؤساء بلديات من جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية في السجن، بتهمة السعي إلى تدمير الوحدة الوطنية من خلال تأييد الدعوة إلى الحكم الذاتي، بحسب العرب القطرية. ويأتي هذا التحقيق فيما تشن تركيا أكبر عملية منذ سنوات ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين ردوا بإنهاء وقف إطلاق النار القائم منذ العام 2013، وشن هجمات يومية ضد قوات الأمن التركية. وبين المعتقلين نائبا رئيس بلدية منطقة سور في ديار بكر، سيد نارين وفاطمة سيك باروت، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. ومن الشائع في المناطق الكردية في تركيا تقاسم المناصب بين الرجال والنساء لتعزيز المساواة بين الجنسين. كما قررت محكمة ديار بكر أيضاً إبقاء يوكسل بوداكشي، رئيس بلدية سلوان في ديار بكر في السجن، فضلاً عن مسؤولين بلديين آخرين من سور. وذكرت وكالة الأناضول أنهم اتهموا بالسعي إلى «تفتيت وحدة الدولة والبلاد». وليس واضحاً موعد بدء المحاكمة. وجميع هؤلاء من حزب الأقاليم الديمقراطي، المقرب جداً من حزب الشعب الديمقراطي، القوة السياسية الكردية الأكبر في تركيا. وأكدت تقارير وسائل الإعلام التركية احتجازهم الأربعاء في إطار التحقيق في تحركات بعض المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في تركيا لإعلان «حكم ذاتي» منذ بدء الأزمة الأخيرة. وذكرت التقارير أن ما يسمى مجالس الشعب في مناطق بينها سيلوبي وجزرة في محافظة سيرناك أعلنت الحكم الذاتي ولن تعترف بمؤسسات الدولة. من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي مقتل جندي في هجوم لحزب العمال الكردستاني في شرق تركيا، حيث احتجز عشرات من موظفي الجمارك كرهائن. وفقد عشرة مسؤولين جمركيين وسائقهما لمدة يومين بعد اختفاء شاحنتهم في منطقة فإن في شرق تركيا على الحدود مع إيران. وكانت هناك شكوك حيال مصيرهم، لكن الجيش أكد أمس الأحد أنهم اختطفوا عند معبر كابيكوي الحدودي مع إيران من قبل «منظمة انفصالية إرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. وأضاف الجيش أن جندياً قتل وجرح ثلاثة آخرون في حادث منفصل خلال اشتباكات مع متمردي «العمال الكردستاني» في منطقة ديار بكر جنوب شرق البلاد. وقالت مصادر أمنية: إن مقاتلين أكراداً مسلحين ببنادق هاجموا محطة للطاقة الكهرومائية قرب مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا أمس الأحد مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. والهجوم هو الأحدث في سلسلة الاشتباكات المتصاعدة منذ شهرين والتي دفعت عملية السلام إلى شفا الانهيار لكنه لم يعطل العمليات في المحطة. وقالت المصادر: إن طائرات هليكوبتر عسكرية تبحث عن المقاتلين من حزب العمال الكردستاني بعد أن فروا. وشنت تركيا أكثر من 400 غارة جوية ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراقوجنوب شرق تركيا منذ نهاية يوليو فيما تقول: إنه رد على الهجمات التي يشنها الحزب على ضباط الشرطة والجنود. وتصنف أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على أنه تنظيم إرهابي. وقال الجيش التركي في بيان: إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني خطفوا 11 من ضباط الجمارك على بوابة حدودية مع إيران يوم الجمعة وخطف الحزب مسؤولون حكوميون في الماضي وأطلق سراح معظمهم في وقت لاحق.