أكد خبير اقتصادي أن النظام المالي الإسلامي هو البديل المناسب للنظام التقليدي في ظل استمرار الأزمة المالية العالمية، خاصة من ناحية ديناميكية العمل والتعامل عند تطبيق القيم الأخلاقية الإسلامية. وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك التمويل الآسيوي، محمد أزهري كامل، أن مفهوم المالية الإسلامية ليس مفهومًا ربحيًا وتجاريًا فحسب بل له مهمة سامية في تطبيق المبادئ الأساسية للدين الإسلامي الحنيف من خلال المعاملات التجارية. وأضاف أن "الحديث عن الأخلاق والمبادئ هو أساس منتجاتنا وخدماتنا في النظام المالي الإسلامي"، موضحًا أن ذلك يعتمد على تأسيس العلاقات الحسنة مع العملاء وشعورهم بروحانية هذا النظام المالي وأن البنوك الإسلامية يهمها في الجانب الأول رضا عملائها. يذكر أن بنك التمويل الآسيوي مقره كوالالمبور وله شبكات اتصال واسعة في دول الخليج والشرق الأوسط ولديه خبرات واسعة في مجال تدريب الكوادر العاملة وتسهيل بعض الخدمات التجارية وإطلاق بعض المشاريع بين الشرق الأوسط وإقليم جنوب شرق آسيا. واعترض كامل، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، على الادعاءات المنتشرة في محاكاة النظام المالي الإسلامي للنظام المالي التقليدي، موضحًا أن النظام التقليدي يعرف بخدماته ومنتجاته الخاصة به إلا أن النظام المالي الإسلامي يركز كثيرًا على الأخلاق. وأقر في الوقت ذاته بأن النظام المالي الإسلامي مازال جديدًا على الساحة الدولية لذلك من الضروري التركيز على الأسس الأخلاقية ومن ثم المنتجات والخدمات. ودعا المؤسسات والبنوك الإسلامية إلى التحلي بالصبر في تطوير هذا النظام والشعور بالروحانية الدينية وروح تقديم المساعدة. وأكد كامل أهمية تطوير وتنمية الرأسمال البشري في المالية الإسلامية بمن فيهم العلماء والمتمرسون والأكاديميون والتجار، مشددًا على ضرورة بناء القيم والمبادئ الإسلامية من خلال الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية المتخصصة في المالية الإسلامية. وأضاف أنه بإمكان النظام المالي الإسلامي انتاج خدمات ومنتجات جيدة وممتازة على الصعيد الدولي إلا أن ذلك لن يستمر بدون تأسيس رأسمال بشري يهتم بقواعد وأسس الدين إضافة إلى تأهيلهم في تخطيط وتنفيذ خطط ومشاريع تلك الخدمات على المدى البعيد.