قالت صحيفة نيويورك تايمز إن بعد هروب اثنين من السجناء من "إصلاحية كلينتون"، فى نيويورك، يونيو الماضى، شن مسئولو السجن ما يوصف بحملة انتقام ضد عشرات السجناء، الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من التعذيب والإساءات. وأوضحت الصحيفة الأمريكية فى تحقيق، نشرته الأربعاء، أنه منذ هروب ريتشارد مات وديفيد سويت، من السجن عن طريق آلات حفر كهربائية، فإن مسئولى السجن يقومون بحملة من الانتقام ضد عشرات السجناء، خاصة أولئك المحتجزين بنفس الوحدة، للإدلاء بمعلومات حول الهاربين. ومن خلال خطابات اطلعت عليها الصحيفة، فضلا عن لقاءات عقدها مراسلوها مع السجناء، وصف السجناء أساليب تعذيب وإساءات متشابهة تعرضوا لها، حيث تم ضربهم وهم مكبلين بالأيدى. وقال باتريك ألكسندر، الذى كان يوجد بالزنزانة المجاورة للهاربين، إنه تعرض للضرب وتم تغطية رأسه ووجهه بكيس بلاستيك حتى أنه كاد أن يختنق، فضلا عن تهديده لتعرضه "لمحاكاة الغرق"، حينما كان يتم استجوابه بأسئلة مثل "أين ذهبوا؟ ماذا سمعت؟ كم دفعوا لك حتى لا تتحدث؟". وأضافت الصحيفة أن المساجين تعرضوا لسياسات قاسية، بموجب أوامر من إدارة الإصلاح والتوجيه المجتمعى، حيث تم نقل العشرات خارج سجن "كلينتون" إلى سجون أخرى، على الرغم أن الكثيرين منهم حظى بحق العيش فى "الوحدة الشرفية" بعد قضاء سنوات من حسن السلوك داخل السجن. وتابعت أن كثيرين تم وضعهم فى حجز انفرادى وتجريدهم من مزايا حصلوا عليها قبل سنوات، على الرغم من أن أيا منهم ليس له صلة بهروب مات وسويت. وتقدم أكثر من 60 سجينا بشكاوى إلى منظمة "الخدمات القانونية للسجناء فى نيويورك"، التى تساعد المساجين الذين يتعرضون لأذى أو إساءات. كما وقع 10 أعضاء من مجلس السجن خطابا، الشهر الماضى، لمسئولى إدارة الإصلاح، يحمل نفس الشكاوى. وأصدرت الإدارة بيانا قالت فيه عن شكاوى السجناء قيد التحقيق منذ أسابيع، وتم تحويلها إلى المفتش العام. وأكدت أن أى إساءة بحق السجناء سوف يتم عقابها بموجب القانون. وعقب هروب مات وسويت فى يونيو الماضى، تم عقاب عدد من موظفى السجن، حيث إدانة أحدهم بمساعدة السجينين على الهرب ويواجه آخر اتهامات جنائية وتم تعليق عمل تسعة مسئولين، فضلا عن الإطاحة بقيادة السجن.