بدأت قوات الاحتلال الأمريكي عملية بحث وتقصٍّ عن عدد من المفقودين الأجانب وبينهم جنود أمريكيون فقد أثرهم في الأنبار غربي العراق خلال إحدى العمليات العسكرية هناك قبل ست سنوات، ولم يتضح مصيرهم حتى الآن. وذكر مصدر عراقي مسئول في غرفة عمليات الأنبار، إن "القوات الأمريكية تشن عمليات بحث وتفتيش، هي الأولى من نوعها، عن أثر خمسة إلى سبعة جنود مارينز ومتعاقدين كانوا يعملون لديها وفقدوا خلال عملياتها العسكرية في محافظة الأنبار منذ 2003 ولحد الآن"، مبينًا أن عمليات البحث تشمل مناطق الفلوجة والرمادي والقائم وصحراء الأنبار الممتدة حتى الحدود الأردنية والسورية. وأضاف أن "عملية البحث هي استخبارية أكثر من كونها عسكرية، حيث تعتمد على المعلومات والإفادات وشهادات العيان لمواطني محافظة الأنبار"، مبينا أن الجيش الأميركي طلب من القوات العراقية وشيوخ العشائر ومواطنين التعاون معه في عملية البحث، التي أطلق عليها اسم (عملية التحرير الثانية). ويقول جيش الاحتلال إن العملية التي بدأها في منتصف أبريل الجاري تهدف إلى العثور على 21 أجنبيًا مفقودًا في العراق بين عامي 2004 – 2007 من جنسيات مختلفة كبريطانيين وأمريكيين وأفارقة خطفوا وتم اغتيالهم ولم يعثر عليهم. وقال في بيان إنه "تم تنفيذ عملية ( التحرير الأولى) من 20 مايو وحتى 20 يونيو عام 2009 والتي أسفرت عن انجازين، الأول كان باستعادة بقايا اثنين من البريطانيين المفقودين في العراق، والثاني كان باستعادة بقايا النقيب الأمريكي الطيار وهو آخر المفقودين في عملية عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية غام 1992) واسمه النقيب سبيتشر". وأضاف أن "الجهود مستمرة في عملية التحرير الثانية من قبل منظمات المجتمع الدولي والجيش الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية للعثور على باقي المفقودين الأجانب في العراق. وفي الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأمريكية من العراق، فان هؤلاء المفقودين لن ينساهم احد في الولاياتالمتحدة، وإن جهود عملية التحرير الثانية هي رسالة بأن الجيش الأمريكي سيبقى مخلصًا لأولئك المفقودين". يشار إلى أن جيش الاحتلال فقد عددًا من جنوده خلال معارك الفلوجة الأولى والثانية في عام 2004، فيما خطف عدد من المتعاقدين مع القوات الأمريكية بالمنطقة التي كانت تعد معقل المقاومة بالعراق، وتعد عملية البحث هذه الأولى من نوعها في محافظة الأنبار.