دخلت الحكومة الليبية التابعة لبرلمان طبرق في أزمة جديدة ربما تغير خريطة مشهدها السياسي في الأيام المقبلة، وذلك بعد تلقيها ضربة "موجعة" بإعلان رئيسها عبد الله الثني استقالته. فحكومة طبرق ليست وحدها من تعاني الانقسامات، بل هناك تخوفات من أن تطال الاستقالات صفوف الجيش بقيادة الجنرال العسكري خليفة حفتر، خصوصاً بعد الحديث عن فشل تشكيل حكومة الوفاق التي تسعى الأممالمتحدة تشكيلها في جلسات الحوار الأخيرة بجنيف. حكومة الوفاق استقالة الثني حملت معها تكهنات وتساؤلات كثيرة حول توقيت الاستقالة؟ وعلاقتها بما تردد عن حكومة الوفاق التي تسعى الأممالمتحدة تشكيلها، وأيضاً قرب مسائلة برلمان طبرق للثني؟.. المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم ل"مصر العربية" أن استقالة الثني بمثابة بداية انهيار حكومة طبرق، مضيفاً أن التظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها أهالي شرق ليبيا هي من دعت الثني لتقديم استقالته. اقتتال ليبي العقيد عادل عبد الكافي الخبير العسكري الليبي قال، إن المظاهرات التي خرجت ضد عبد الله الثني بشرق ليبيا هي من وقفت وراء استقالته، مضيفاً أن الثني سيقدم استقالته الأحد المقبل. وأوضح الخبير العسكري أن الثني يعد من ضمن الشخصيات التي أساءت لثورة 17 فبراير وللدولة الليبية، مشيراً إلى أن الثني تعمد إجهاض المؤسسة العسكرية أثناء قيادته لوزارة الدفاع في حكومة علي زيدان، وبالتالي ارتكب أخطاء فادحة أثبتت أنه ليس لديه مقومات لتولي أي منصب. وتابع: الثني حرص على تعميق الانقسام الليبي، فلا مبدأ له سوى "المصلحة"، قائلاً إن النائب العام بحكومة طرابلس أصدر مذكرة اعتقال بحقه واتهامه باختلاسات مالية واستغلال سلطته بتعيين أقاربه في مناصب قيادية، مطالباً بالقبض عليه قبل خروجه من طرابلس وأوضح عبد الكافي أن الثني ساعد على استرجاع بقايا القذافي للمشهد السياسي مرة أخرى. ضربة استباقية بدوره قال الباحث في الشأن الليبي محمد حسين إن تزامن تلويح رئيس حكومة طبرق باستقالته قبيل مسائلته أمام البرلمان يؤكد أن ثمة اتهامات ستوكل للثني من قبل البرلمان، لذلك قرر استعطاف الشارع تجاهه كضربة استباقية. وأوضح الباحث في الشأن الليبي الوضع في طبرق غير مستقر والأحداث الأخيرة توحي بأن هناك صراعاً بين البرلمان والحكومة والجيش بقيادة حفتر. وتابع: الأممالمتحدة تريد تشكيل حكومة توافق بأقصى سرعة، لذلك فحكومة طبرق وطرابلس لن يكون لهما وجود حال اعتماد وتشكيل تلك الحكومة. اقتتال ليبي وقدَم "عبدالله الثني" رئيس الحكومة الليبية المؤقتة "حكومة طبرق"، استقالته بشكل مفاجئ على الهواء مباشرة أثناء استضافته ببرنامج تلفزيوني علي إحدى القنوات المحلية الخاصة. و قال "الثني" الذي يرأس الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، خلال برنامج (سجال) الذي يبث على قناة (ليبيا روحها الوطن) أنه "سيقدم استقالته بشكل رسمي لمجلس النواب يوم الأحد القادم " وهو موعد مسائلة الحكومة أمام البرلمان. من جهته، قال حاتم العريبي، المتحدث باسم الحكومة الليبية -في تصريح صحفي اليوم إن رئيس الوزراء "عبد الله الثني" لم يقدم استقالته. ونوه بأن الثني لم يتقدم بالاستقاله رسمياً وإنما قال خلال مقابله تلفزيونيه: "في حال طلب الشارع ذلك ساستقيل". يذكر أن مجلس النواب الليبي المنعقد شرق ليبيا، منح الثني خلال جلسته في 23 سبتمبر الماضي الثقة لحكومة طبرق المؤقتة التي تقدم بها رئيس الوزراء المكلف في 1 سبتمبر الماضي "عبد الله الثني"، وذلك بأغلبية ساحقه بلغت 110 أصوات من إجمالي 112 عضوا حضروا الجلسة. وانتقل الثني إلى مدينة نائية بشرق البلاد، منذ أن فرت حكومته من طرابلس قبل عام عندما استولى فصيل مسلّح على العاصمة وشكل حكومة منافسة في إطار الفوضى التي اجتاحت البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي. عبد الله الثني وتولى الثني منصبه في مارس 2014. وذكر في أبريل 2014، أنه سيستقيل قائلاً إن أسرته تعرضت لهجوم لكنه تراجع عن الاستقالة بعد ذلك وظل في منصبه. وسعت حكومة الثني التي تعمل من فنادق لإحداث تأثير من مدينة البيضاء الواقعة (شرقي البلاد)، في حين يشتكي المواطنون من الفوضى ونقص الوقود والأدوية في المستشفيات، فضلاً عن تدهور الوضع الأمني. مظاهرات شعبية و تعاني حكومة طبرق المؤقتة من انتقادات كبيرة الفترة الأخيرة وصلت لخروج مظاهرات شعبية في عدد من مدن الشرق الليبي للمطالبة بإسقاطها، لعجزها عن توفير الاحتياجات الأساسية للمعيشة، فيما يرد رئيس الوزراء "الثني" بأن السبب في ذلك هو عدم تسييل ميزانية لحكومته بسبب الصراع السياسي. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما: الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق، برئاسة "الثني"، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها العاصمة طرابلس (غرب)، ويُسير أعمالها، خليفة الغويل، النائب الأول لرئيس المؤتمر.