قال السفير الامريكي السابق في تل ابيب، مارتن انديك في حديث ادلى به الاربعاء (21-4)، لإذاعة جيش الاحتلال الصهيوني انه اذا كانت الدولة الصهيونية دولة عظمى فهي ليست بحاجة للمساعدات الامريكية وتستطيع ان تتخذ القرارات بنفسها، وزاد قائلا انه اذا كانت الدولة الصهيونية بحاجة الى المساعدات الامريكية فعليها ان تاخذ بعين الاعتبار المصالح الامريكية. وبحسب السفير الامريكي السابق في تل ابيب، والذي يشغل منصب المستشار للمبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، فإنه على رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، اتخاذ قرار اما ان يواجه شركاءه في الائتلاف الحكومي او مواجهة الرئيس الامريكي باراك اوباما. وفي هذا السياق لفتت التقارير الصهيونية الى مقال كتبه السفير، في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل يومين، قال فيه انه في حال واصل نتنياهو رفض الحسم السياسي فان انعكاسات ذلك على العلاقات بين الولاياتالمتحدة والدولة الصهيونية من الممكن ان تكون مخيفة. وبحسب السفير، فان نتنياهو تهرب من حضور القمة النووية التي عقدت في واشنطن، في مطلع الشهر الجاري، من اجل التهرب من تقديم الاجابة بشان تجميد البناء في ما اسماه شرقي القدس. وبحسب "هاآرتس" الصهيونية، فان الايام الاخيرة قد شهدت انتقادات حادة من قبل الادارة الامريكية لرئيس الحكومة الصهيونية، وذلك في اعقاب الاعلان عن دعمه لسياسة الدولة الصهيونية في موضوع القدس، والتي نشرت بتشجيع منه في الصحافة الامريكية. وكان نتنياهو قد صرح في مقابلة مع شبكة (ايه بي سي) الامريكية بأن تجميد البناء في شرقي القدس هو طلب مستحيل. كما رفض الاجابة على سؤال بشان ما يسمى بالمطالب الامريكية، وطالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بالعودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة. ووفق التقارير الصهيونية، فإن نتنياهو يخشى من خروج حزب وزير الخارجية (يسرائيل بيتينو) من ائتلافه في حال اختار المبادرة السياسية اكثر من ابعاد استمرار الجمود السياسي في ما يسمى بعملية السلام، وان هذه المخاوف هي التي دفعت بتل ابيب الى عدم الرد على المطالب الامريكية، وبالتالي لم يتم تحديد الموعد النهائي لزيارة ميتشل الى المنطقة. وفي السياق ذاته تجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الصهيونية، افيجدور ليبرمان، كان قد صرح امام دبلوماسيين اجانب في حفل دعا اليه الرئيس الصهيوني بان القدس هي عاصمة الدولة الصهيونية الى الأبد ولن يتم تقسيمها، وبشان القدس ايضا، فقد صرح رئيس الكنيست، رؤوبين ريفلين، بانّ الدولة الصهيونية لن تعتذر عن البناء في "عاصمتها" القدس ، موضحا انه لن تكون هناك شراكة مع من يطالب بطمس هوية الدولة الصهيونية، ومشددا على ان تل أبيب لن تعتذر بسبب البناء في القدس "عاصمتها"، على حد زعمه. من ناحيته نشر ايتان جلبوع، وهو احد كبار الباحثين في مركز "بيجن السادات" للدراسات الاستراتيجية والخبير في العلاقات الامريكية الصهيونية في جامعة بار ايلان على موقع المركز، دراسة عن العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل ابيب في عهد اوباما، قال فيها ان الرئيس الامريكي "يود ان يدخل التاريخ باعتباره الرجل الذي روج للتوصل الى حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي، و كرجل عمل على تحقيق المصالحة بين امريكا والعالم الاسلامي، و لكن الاشكالية انّه يعتبر نتنياهو وحكومته، العنصر الرئيسي في احباط مبادراته وتطلعاته". وزاد قائلا، أن الحوادث الثلاثة الاخيرة "تدل على توتر العلاقة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل: الخطابات التي ادلت بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونتنياهو في المؤتمر السنوي للوبي المؤيد لاسرائيل، ايباك، سلطت الضوء على وجهات نظر متناقضة حول البناء في القدس، والاجتماع الذي عقد بين نتنياهو وبايدن وصف بأنه محفوف بالخلافات، واجتماع نتنياهو وأوباما المغلق امام التغطية الاعلامية، وحتى التصوير كان ممنوعا". وقال ايضا "انّه على الرغم من انّ الاعلان عن خطط اسرائيل للبناء في حي رامات شلومو خلال زيارة لاسرائيل فجر الأزمة، الا انّ الولاياتالمتحدة زادت من حدته، فكبار الشخصيات في ادارة اوباما، والذين لا يستطيعون هضم نتنياهو ولا يثقون به، رغبوا في استغلال هذه الازمة لتحسين الظروف من اجل الدخول في محادثات متقاربة، ولاظهار ان الولاياتالمتحدة تستطيع الضغط على اسرائيل وتغير سياستها". ورأى الخبير الصهيوني أن طلب واشنطن تجميد البناء ادى الى تصلب الموقف الفلسطيني، هذا التصلب الذي ادى الى تاجيل المفاوضات. ولفت ايضا الى الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، الذي ابلغ الكونجرس انّ الدول العربية المؤيدة للولايات المتحدة بدات تفقد الثقة بها لانّها غير قادرة على الاتيان بساسة تل أبيب الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وعدم الدخول في مفاوضات والتوصل الى حل للنزاع، يجعل من الصعب على الدول العربية المؤيدة للولايات المتحدة ان تقف الى جانبها في وقف السباق الايراني نحو تطوير اسلحة نووية، والاستنتاج هو انّ السياسة الصهيونية تعرض للخطر حياة الجنود الامريكيين، هذه التصريحات من قبل مستشار اوباما، ديفيد اكسلرود، واعضاء آخرين في الادارة، هو تأكيد شديد على ما يؤدي الى الحاق الضرر بالدعم القوي الذي يبديه الرأي العام الامريكي لتل أبيب. وبحسبه، فانّه في عهد اوباما "تآكلت مصداقية الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط. هذه الخسارة لا علاقة لاسرائيل بها او للمفاوضات مع الفلسطينيين، فقد بدأت مع خطاب اوباما التاريخي في القاهرة حيث الدول العربية والاسلامية، الصديقة والمعادية، التي رأت فيه ايحاءات من الضعف. مصداقية اوباما اصيبت باضرار ابعد من اتساع الفجوة بين تصريحاته حول عزم الولاياتالمتحدة على حرمان ايران من الاسلحة النووية وفشله المتواصل لتحقيق هذا الهدف". وقال ايضا أنه لا توجد علاقة بين المنظمات "الارهابية" الاسلامية، ووضع المفاوضات الصهيونية الفلسطينية، مشددا على انّ تصريحات بترايوس وتعنت الفلسطينيين هي من بين الاسباب التي دفعت ادارة اوباما لتكثيف النزاع مع نتنياهو والضغط عليه، لانّ الرئيس الامريكي يريد ان يظهر امام الدول العربية انّ الولاياتالمتحدة تضغط على تل أبيب، وسيؤتي ذلك ثماره، حسب زعمه. وخلص الى القول انّ نهج اوباما "يمكن ان ينجح في الاجل القصير، و لكن في الاجل الطويل سيحقق، كما هو الحال في جميع الحالات السابقة، عكس ما كان يسعى اليه، الفلسطينيون والعرب لطالما حلموا بأن الولاياتالمتحدة سوف تقوم بالعمل نيابة عنهم، اي الضغط على اسرائيل لقبول شروطهم للتسوية من دون الحاجة الى تقديم تنازلات يصعب عليهم تقديمها، والأزمة الاخيرة تلعب لصالحهم وتدعوهم الى المزيد من التشدد في مواقفهم، وبالتالي فمن المرجح ان تحبط فرص التوصل الى تسوية سلمية شاملة، بدلا من تحسينها"، على حد تعبيره.