ساعات من الانتظار أمام بوابات سجن طرة، تبدأ من التاسعة صباحا، وتنتهى فى الثانية ظهرا بجملة "مفيش زيارة"، مشهد متكرر منذ 14 مارس يعيشه أهالي النزلاء بسجن العقرب شديد الحراسة في ظل ظروف انسانية صعبة يعانيها نزلاء السجن من منع إدخال الأدوية والمستلزمات الشخصية وعدم رؤية ذويهم منذ فترة ليست بالقصيرة . تقول شيماء، أبنة بهجت الأناضولى، الاستاذ بكلية العلوم ، أن دفاتر الزيارات نظريا تثبت أنهم زاروا المحبوسين بالفعل، لكن فى الحقيقة أنهم ممنوعين من الزيارة واصفة المشهد بأنه بات أشبه بالدوران في دائرة مغلقة . وتضيف شيماء حسب تصريحها لموقع "مصر العربية"، أن إدارة السجن تقوم بجمع تصاريح الزيارة التي يحصلون عليها من النيابة العامة بشكل قانوني وتسجيلها فى دفاتر الزيارة، ثم تخبرهم أنه لن يكون هناك زيارة في ذلك اليوم ويتكرر هذا بحسب شيماء مرات كثيرة وتابعت شيماء "استطعت زيارة والدي بشكل استثنائي ، فأخبرني ، أن إدراة السجن جردتهم من كافة متعلقاتهم والملابس، ولم يُترك لهم سوى البدلة الميرى، وبطانية ميرى، ومصحف وسجادة صلاة لكن بعد فترة، جردوهم مرة أخرى من باقى متعلقاتهم، حتى ساعات اليد ، مما جعل معرفتهم للوقت فى داخل الزنازين الانفرادية مستحيلة". وتبدي شيماء اندهاشها من منع الزيارة على الرغم من الاجراءات الأمنية المشددة والتضييق أثناء الزيارة في حال حدوثها فعملية التفتيش لأهالي السجناء بحسب شيماء داخل سجن العقرب تجري على مرحلتين، الأولى هي التفتيش الذاتى"، أما المرحلة الثانية فتكون عبر بوابات اليكترونية، ولا تستمر مدة الزيارة أكثر من نصف ساعة، وتكون عبر "كابينة" زجاجية، والحديث من خلال سماعة هاتف ". احنا متبهدلين ينطبق حال شيماء على جميع أهالى السجناء بالعقرب ، فزوجة مجدى محمد، أحد متهمى قضية كتائب حلوان، لم تراه منذ 5 أشهر، وفى كل موعد للزيارة تحصل إدارة السجن على التصريح وترفض الزيارة، كما ترفض إعادة التصريح لتجديده مرة أخرى، موضحة أن التفتيش يعد نوعا من الإهانة للإهالى وهو ما جعل نجلتها ترفض الذهاب للزيارة لرؤية أبيها. من جهتها أوضحت زوجة أحد السجناء والتي رفضت الكشف عن هويتها خشية تعرضهم لمضايقات، أنه منذ القبض عليه بعد فض اعتصام رابعة العدوية، وهو محبوس انفرادي، مشيرة إلى أنه فى 25 يناير 2014 كانت أولى مرات المنع لمدة أسبوعين فجأة وبدون مقدمات. وتشير السيدة أن زوجها محبوس احتياطيا، وهو ما يجعل له الحق فيما يسمى ب "زيارة اعتيادية"، كل أسبوع وفقا لقانون السجون ، إلا أنها تؤكد أن هذا الأمر تم الغائه منذ عام ونصف، واصفة الحصول على التصريح بالمعاناة، منتقدة في الوقت ذاته منع دخول الطعام إليه. الأمر نفسه تؤكد عليه زوجة مصطفى، أحد المقبوض عليهم منذ فض رابعة العدوية، قائلة " احنا متبهدلين، " مضيفة أن زوجها مازال قيد الحبس الاحتياطى حتى الآن، ولم تحال قضيته إلى المحكمة، موضحة أنها استطاعت رؤية زوجها فى أول 6 أشهر فقط، ومٌنعت الزيارة منذ يناير 2014، لبناء الأقفاص الزجاجية داخل العقرب". وأضافت أن زوجها وفقا للقوانين محبوس احتياطيا وله الحق فى الحصول على الأكل يوميا من خارج السجن ، متابعة "هما بينفذوا العقوبة فى زوجى أنا ذنبى أيه اتحرم من رؤيته ويحرموا ابنائه من رؤيته". شكاوى بلا جدوى قدم الأهالى العديد من الشكاوى للمجلس القومى لحقوق الإنسان والنائب العام، إلا أن الزيارة مازالت ممنوعة، كان أخرها فى 15 يوليو 2015، مؤكدين أن الأوضاع تزداد سوء منذ بداية فبراير2014. وأكد أهالي السجناء في شكواهم على أن منع الزيارة المباشرة للمحبوسين يحدث فقط مع المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، من كابينة زجاجية، وسماعات هاتفية، على عكس الجنائيين، موضحين أيضا أنه بداية من مارس الماضي تم حرمان أهالى المحبسوين من الزيارة، و تصاعدت الإنتهاكات، بقطع المياه عن الزنازين فى أغلب العنابر".