ذكرت مصادر دبلوماسية أن مصر ستستأنف خلال الأيام القليلة القادمة جهودها بشأن إنهاء ملف المصالحة الفلسطينية والدخول في مشاورات مكثفة مع حركتي "فتح" و"حماس" لتجاوز كافة العقبات التي تحول دون التوقيع على الورقة المصرية من قبل حركة المقاومة الإسلامية حتى الآن، حيث تعتزم طرح قراءة جديدة للورقة المصرية تضع في الاعتبار تحفظات الحركة عليها. وستقبل القاهرة بتحفظات الحركة فيما يخص وضع لجنة الانتخابات الفلسطينية وإعطائها نوعا من الاستقلال، مع إضافة بعض الكلمات على بعض البنود الخاصة بإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية وغيرها من البنود التي أبدت "حماس" تحفظا عليها بوضعها الحالي. كشفت مصادر مطلعة أن القاهرة ستقبل للمرة الأولى دخول أطراف عربية على خطى المفاوضات للمساعدة في إنهاء العديد من الخلافات، وبمشاركة جامعة الدول العربية إيمانا منها بأن دخول هذه الأطراف على خطى الأزمة سيؤمن نجاح الجهود المصرية بشكل سريع. وتأمل القاهرة أن تسفر المشاورات مع حركة "فتح" و"حماس" بالتوصل لتسوية سريعة للأزمة قد تسفر عن تحديد موعد قريب للتوقيع على ورقة المصالحة وإعادة تطبيع الأوضاع بين الحركتين وإعادة توحيد الضفة العربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة. وأفادت المصادر أن هناك اتصالات مكثفة تجرى حاليا مع "حماس" حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك وهي اتصالات جرى اطلاع حركة "فتح" عليها، حيث تسعى القاهرة لإنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن في ظل المواقف المتعنتة التي تتبناها حكومة بنيامين نتانياهو في الكيان الصهيونى خلال الفترة الأخيرة، ووضعها العراقيل أمام استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة. إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة أن مصر سلمت الحكومة الصهيونية رسالة مباشرة أكدت فيها استمرار اهتمامها بقضية الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط المحتجز بقطاع غزة منذ يونيو 2006، مع التشديد على ضرورة التوصل لتسوية هذا الملف في أسرع وقت ممكن، غير أن القاهرة نقلت أيضا لتل أبيب تأكيدات بأن إبرام هذه الصفقة ستكون تاليا لتوقيع الفصائل الفلسطينية بشكل عام بما فيها "حماس" على الورقة المصرية ودخول المصالحة الفلسطينية حيز التنفيذ.