علمت "المصريون" أن جهودا دبلوماسية عربية مكثفة تقودها السعودية وسوريا وقطر بدعم من مصر في محاولة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للقبول بالورقة المصرية الخاصة بالمصالحة الفلسطينية وتسريع التوقيع علها في أقرب وقت سعيا لتوحيد الصف الفلسطيني وتهيئة الأجواء لاستئناف مسيرة التسوية بمنطقة الشرق الأوسط. وأفادت مصادر مطلعة ل "المصريون" أن السعودية تدخلت بطلب من مصر لدى الجانب السوري من أجل إقناع قيادات "حماس" بدمشق للتراجع عن التعديلات التي قدمتها الحركة على الورقة المصرية والقبول بالورقة المصرية والموافقة على تحديد موعد لتوقيع اتفاق المصالحة النهائي بالقاهرة. وقابلت "حماس" الجهود العربية بترحاب كما بدا في تصريحات القطب البارز بالحركة الدكتور محمود الزهار التي أكد فيها أنه لا مفر من إتمام المصالحة الفلسطينية في نهاية الأمر، وإن كان طالب بمراعاة بعض المطالب التي قدمتها الحركة. وألمحت المصادر إلى أن جولة مشاورات سريعة بين الفصائل الفلسطينية الثلاثة عشر قد تسبق توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "حماس" "وفتح" حول البرنامج السياسي للحكومة القادمة وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وإقرار قانون انتخابي جديد وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفقا لمفهوم وطني. من جانبه، أكد إبراهيم الدراوي الباحث المتخصص في الشئون الفلسطينية أن هناك اتصالات عربية مكثفة تجرى بين العواصم الثلاث الكبرى القاهرة والرياض ودمشق لتحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن بمواكبة مسعى هذه الدول لاستئناف مسيرة التسوية وسط أنباء عن طرح الإدارة الأمريكية مبادرة جديدة لإعادة الطرفين إلى دائرة المفاوضات. وشدد الدراوي في تصريح ل "المصريون" على دعم مصر لهذه الجهود انطلاقا من رغبتها في استغلال توقيع المصالحة في تسوية العديد من الملفات، وفي مقدمتها صفقة تبادل الأسرى وتطبيع الأوضاع على الحدود بين مصر وقطاع غزة وقطع الطريق على محاولة إسرائيل شن عدوان جديد على القطاع.