أكدت جماعة "الإخوان المسلمين" أن هناك مناقشات تجرى في دوائر الجماعة ببحث فكرة إنشاء حزب سياسي، في الوقت الذي لا تزال ترفض فيه ضمن مسودة مشروع الحزب السماح للمرأة والأقباط بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وإن برزت تلميحات إلى إمكانية إخضاعه الأمر للبحث والدراسة. وقال الدكتور حمدي حسن، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" إن هناك اقتراحات من جانب أعضاء بالكتلة البرلمانية وقيادات بالجماعة تتعلق بفكرة إنشاء حزب سياسي، وقد تم تقديمها لمكتب الإرشاد الذي أحال الموضوع برمته للكتلة البرلمانية لدراسته من كافة الجوانب وبحث كافة الاقتراحات الخاصة به. وأوضح أن الدراسة ستبحث مسألة إنشاء حزب للإخوان من عدمه، وإذا تم الاتفاق على تأسيسه فما هو الوقت المناسب لطرحه، لكنه قال إن تلك المسألة محسومة بشكل كبير، لأن هناك نية مبيته لدى الإخوان منذ 1995 لإنشاء الحزب، لكن اختيار الوقت المناسب لطرحه هو في يد مكتب الإرشاد، فالقرار من حيث المبدأ تم اتخاذه لكن التوقيت لم يتم حسمه حتى الآن. وحول ما إذا كانت الجماعة ستغير من وجه نظرها تجاه مسألة الولاية العامة فيما يتعلق برفضها السماح بتولي الأقباط أو المرأة رئاسة الدولة، قال إن الأمر محسوم بأنه ليس من حق الأقباط أو النساء التقدم للترشيح رغم وجود اختلافات فقهية ورؤى فقهية مختلفة داخل الجماعة حولها، وإن كان أكد أن المسألة ستخضع للدراسة وسيتم تقيمها مجددا على ضوء المستجدات الحالية على الساحة السياسية في مصر. وأضاف أنه منذ 1995 إلى الآن لم يتم الإعلان عن البرنامج السياسي للحزب بشكل نهائي وأن كل ما طرح هو عبارة عن مسودات تم الإعلان عنها لمعرفة ردود الفعل تجاهها من جانب المتخصصين والمهتمين. ونفي أن يكون قد تم وضع بنود يؤكد الفصل بين العمل الدعوى والسياسي بالحزب، معتبرا أن هذا الفصل هو فصل الجسد عن الروح، مؤكدا الإسلام بطبيعته لا يعرف ما يسمي بالدولة الدينية لكن يعرف الدولة المدنية القائمة علي مرجعية الشريعة الإسلامية وهذا لن يتخلى عنه الإخوان. من ناحيته، اعتبر الدكتور محمد جمال حشمت القيادي البارز بالجماعة أنه من العبث أن يتم التقدم بطلب إنشاء حزب للإخوان إلى الأمين العام الحزب "الوطني"، في إشارة إلى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، ورئيس لجنة شئون الأحزاب. وأكد أنه من الأولى أن يتم الانتهاء من إعداد برنامج الحزب، لأنه طرح قبل ذلك وكانت هناك مناقشات وآراء وتعديلات، ولم يتم حسمه بالصورة النهائية، ومن الواجب أن تنهي الجماعة من البرنامج أولا ثم يتم التفكير في قضية إنشاء الحزب. وأضاف أن أكثر البنود التي كانت محل جدل بين الأعضاء هو المتعلق بهيئة كبار العلماء، وقد فهم كثيرون هذا البند بالخطأ، خاصة وأن هناك هيئة علماء بالدولة هو مجمع البحوث الإسلامية الذي يقوم بهذا الدور ورقابته رقابة سابقة، أما الرقابة اللاحقة فهي تخص المحكمة الدستورية العليا، ولهذا أثار الأمر لغطا كبيرا. وعن فكرة الولاية العامة، أوضح حشمت أن هذا رأي شرعي وفقهي يلزم الأخوان فقط ولا يلزم الباقين، فلو هناك امرأة تطمح أن تكون رئيس جمهورية أو "أخ مسيحي" يطمح بذلك، فلا يجوز أن يتدخل حزب "الإخوان" لمنعه من الترشح، إنما إذا أراد أن يكون في أي منصب غير الرئاسة من خلال الحزب فلا توجد أي إشكالية في هذا، مؤكدا أن قضية الولاية تخص الجماعة وتلزمها ولا تلزم غيرها. وأشار إلى أنه ربما في وقت من الأوقات يتم تغير هذا الخيار، لأنه خيار فقهي، فمن الممكن أن يلغي هذا الخيار إذا أصبحنا دولة مؤسسات، حيث لا انفراد لمؤسسة على غيرها، هنا من الممكن أن يعاد النظر في الرأي الفقهي ويأتي الرئيس من أي ديانة كانت. وأضاف أن الحزب سيتيح لكافة أفراد الشعب المصري مسلمين ومسيحيين الانضمام إليه، وأنه يقوم على أساس أن الدولة مدنية ذات مرجعية دستورية إسلامية، باعتبار أن مرجعية الدستور المصري مرجعية إسلامية.
العوا ينتقد وجه المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، انتقادات شديدة اللهجة لجماعة "الإخوان المسلمين"، مشيرًا إلى ارتكابها سلسلة من الأخطاء نتيجة "عدم التأني" في اتخاذ الكثير من المواقف والقرارات، بما يثير ضدها موجة من الجدل ويؤدي إلى اصطدامها بالسلطة الحاكمة. وقال العوا الذي سبق أن وجه دعوة للإخوان بترك العمل السياسي والتوجه نحو التربية والعمل الاجتماعية في مقابلة مع موقع "الجماعة الإسلامية"، إن "الإخوان" "ظالمون ومظلومون"، مفسرًا ذلك بأنهم "ظالمون" لأنهم "يطلبون الحق بطرق غير مشروعة ولا يحسنون التأتي له"، و"مظلومون" لأن "الجزاء الذي وقع عليهم عشرة أضعاف الخطأ الذي وقعوا فيه". واعتبر أن الأخطاء التي تقع فيها جماعة "الإخوان" سببها في الأساس "سوء التأتي للأمور"، و"عدم وجود حسن تأتى للأمور العظيمة"، مدللاً على نماذج من الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة، ومن بينها الاستعراض الرياضي لطلاب الجماعة بجامعة الأزهر في ديسمبر 2006، والذي كان سببًا في إحالة عدد من قيادات الجماعة إلى المحكمة العسكرية، وعبر عن رفضه لهذا التصرف قائلاً: "أنت تريد عمل وجود لاتحاد الطلاب تعمل عرض عسكري ليه"؟. مثلما انتقد الحديث عن مسألة فرض جزية على الأقباط، والتي أثارت جدلا كبيرًا عندما صرح بذلك المرشد الأسبق مصطفى مشهور، وتابع العوا قائلا: "عاوز تعمل وجود في البرلمان تقول أنا سأضاعف الضرائب على النصارى ليه"؟. وهاجم تصريح المرشد السابق محمد مهدي عاكف حول عزمه إرسال عشرة آلاف مقاتل إلى لبنان إبان حرب 2006، وتساءل: هل عندك من القوة أنك تقول سوف أرسل عشرة آلاف مقاتل يحاربون في لبنان ؟؟!! لا يوجد أصلا عشرة آلاف ولن يذهب أحد". وأرجع الأخطاء التي يقع فيها "الإخوان" إلى غياب الفهم الناجم أساسًا عن غياب التربية، مستدركًا بقوله "أنت لو سألتهم عن العلم فستجدهم يعلمون وعندهم المعرفة لكن لم يذكرهم أحد أن يطبقوا ما علموا في العمل"، مشددًا على التربية تحتاج إلى علماء ومربين ثقات "وهؤلاء مغمورون ولا يعرفهم الناس في هذه الأيام".